بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 5 سبتمبر 2019

واقع الإعلام الوطني المغربي


مركزتيفاوت الإعلامي
توفيق ابراهيم


-------
قراءة لواقع الاعلام الوطني بشقه المكتوب والمسموع والمرئي ،في ضعف أليات الاستقلالية والمتابعة لديناميكية المجتمعية في جميع الاصعدة ،

الأمر الذي ترك مجال شاسع لوسائل التواصل الاجتماعي واليوتوب وايقاعاته المختلفة ،وبالتالي كان الفراغ الاعلامي في الاتجاه مند مدة طويلة لنقل صوت المجتمع وما يخالجه اكبر خطأ،ارتكبته الدولة في احجام تلك الأصوات،التي انفجرت بطرق مختلفة كانت في السبعينات من القرن العشرين ،اخدت اشكال احتجاجات ابداعية في الموسيقى والتي فجرتها الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية من الفقر وانعدام شروط الحياة السليمة والمعقولة في الحي المحمدي بالبيضاء والمدينة القديمة وانزكان في المسرح والفنون التعبيرية القوية في التعبير والايحاءات والرمزية مع ناس الغيوان وجيل جلالة وازنزارن ...وواكبته احتجاجات وتنظيمات طلابية وتلاميدية ونقابات عمالية مهيكلة واقلام أدبية وشعرية مبدعة ،جوبهت بردود القمع والاعتقال فيما يطلق عليه سنوات القمع والرصاص.
وفي عهد قد يكون مرحلة انفراج نسبي تلث مباشرة حكومة التناوب والسكتة القلبية ،وبداية التحولات العالمية نحو نموذج جديد من العلاقات بسقوط جدار برلين وتراجع الحلف الاشتراكي ،وظهور الشرطي العالمي في امريكا ومعها الانظمة الغربية الرأسمالية ،مما اتر باشاعة نظرية فوكو ياما "نهاية التاريخ" ونهاية الانسان ،ما عجل بظهور وتصاعد القاعدة وانتشار الحركات الاسلامية وخطاب الهويات "وصراع الحضارات" في تعبير مقتبس من المفكر المهدي المنجرة .
وفي ظل الخطابات الجهادية التي وجدت في الاحياء الهامشية مجال للانتشار وتدجين الشباب وغسل الدماغ بخطابات ودعوات طوباوية ،تعد المجاهدين للجنة...ودور الجهات المسؤولة عن الفعل التثقيفي وتهميش ساكنة الاحياء الهامشية بالمدن ،فولد كل اشكال الانحراف الاخلاقي والانزلاق الى المخدرات وبيع عقاقير الهلوسات والحشيش....والتطرف المتعصب للدين والحامل لفكرة الجهاد ضد الطغاة والظالمين والفساد....وركزت الدولة على المقاربة الامنية المحضة التي تبقى على رأس اولوياتها في معالجة الاسباب الكامنة وتهيء ظروف جيدة لهذه الفئة من المواطنين وادماجهم بشكل سليم في المجتمع والرفع من منسوب التنمية والديمقراطية وتكافؤ الفرص والعدل...
ونشر قيم النقد وملكته التي هي العقل ،وهو ما يجعل الدولة العميقة لا تبدي اي استعداد لقبول الطرح العقلاني في المجتمع واقبرت معه كل التيارات العقلانية من الفلسفة والفكر الاسلامي المعتزلي الداعي الى شعلة نور العقل للاعتقاد والايمان الراسخ ،وفظلت الدولة التأويلات الظاهرية لمدهب ابن حزم والحنابلة ...والطريقة الاشعرية...واعتبر الخوض في امور العقل تسفها وزندقة ..ولهذا حال الرأي الشائع الفلسفة في كلام غير مجدي نفعا وملغوم وانتصب المنطق لغو وتسيدت الاسطورة والخرافة والاوهام والاصنام.
واليوم وبعد مرور اكثر من 40سنة على سنوات الرصاص والقمع وسيادة التيكنولوجيا كأهم ما يميز الحداثة والتحديث على حد تعبير هيدجر في نقده للحداثة الغربية.يتبين ان المجتمع المغربي والمجتمعات ذات الخصوصية الثقافية المخالفة للغرب التي يطلق عليها ماركس المجتمعات الماقبل رأسمالية ،انخرطت في التحديث ولم تلج الحداتة الفكرة ،وبقيت البنية العقلية المجتمعية وبنياتها وانساقها السوسيو ثقافية في تقليدانية لم ينفض غبار المخزن التقليدي عنها،وتغيرت المباني والتجهيزات ،والدولة محتفضة بمخزنيتها متخلفة وتسارعت التحولات الاقتصادية العالمية الموازية لتطور الفكر والسياسية والثقافة والمجتمع،والاعلام...
وجاءت هذه الثورة التواصلية الحديتة لتخلق ازعاج وتشويه غير منظم لا يساير الوعي المجتمعي وقيمته التواصلية العالمية ،وخلق بلبلة وسلوكات امتزج فيها القدح والتجريح بالعقل،وتضررت القيم والانسانية ،لتنزل الى درجة الصفر..بعد اعتقاد الكثير ان ملامسة تطبيقات الهواثف الدكية انخراط في تحديات الحداثة؟؟؟وهو امر غير صحيح،الحداتة جهد عقلي وفكري يمتلك قوة الحجة وملكته المنسوب بالقيم الانسانية...

ليست هناك تعليقات: