
مركزتيفاوت الإعلامي
الحسين البويعقوي انير
اخترع الانسان طقوس الاحتفال استجابة لحاجة مجتمعية، وسعيا منه لخلق نوع من التوازن مع حالات الحزن التي يمر منها واخترع لها بدورها طقوسا تخفف عنه الام الفاجعة. ولذلك لا نستغرب ان وجدنا أن الجنود أحيانا كانوا يخوضون الحرب نهارا ويرقصون ليلا. فالاحتفال وخلق أجواء البهجة والسرور حاجة مجتمعية انسانية لا يمكن أن تنقرض طالما أنها تحقق التوازن مع لحظات الحزن، التي بدورها ، في حالة الموت مثلا، قد تلجأ بعض الشعوب للموسيقى والرقص، من أجل المواساة. وتظهر حاجة الانسان للفرجة في تعدد أشكالها وأزمنتها وتنوع الطقوس المرتبطة بها. فالنوطات الموسيقية الموجودة في زخات المطر وخرير المياه وزقزقات العصافير وصوت الأشجار التي تحركها الرياح وتوالي الأمواج واصطدامها بالصخور كلها أثرت في الانسان فاخترع الات موسيقية استعملها أولا في طقوسه الدينية ثم انتقلت لمجال الفرجة المرتبطة بمناسبات عدة. وعليه فلا يمكن الاحتفال بحفل زفاف أو عقيقة أو عيد ميلاد... بالخطب الكلامية ودروس الوعض والارشاد التي جعل لها المجتمع أمكنة خاصة بها ورزنامة زمنية محددة. ان من شأن السعي لمنع طقوس الاحتفال بطقوسه التي اجتمعت عليها الانسانية مند القدم أن نجعل الفرح والحزن متساويين، ويتم الانتصار للصمت والسكون وعدم التعبير عن أية مظاهر الاحتفال. كما لا يمكن أن نمنع انسانا من الاحتفال بمناسبة ما طالما أنها تحمل خطابا انسانيا وقيما فظلى ولا تدعو للكراهية والتمييز بين بني البشر. فلنحتفل جميعا، ففي الحياة ما يستحق الاحتفال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق