مركزتيفاوت الإعلامي
دخل التعاون بين دولة قطر والمملكة المغربية في مجال التعليم العالي مرحلة جديدة، توصف بأنها تتجاوز الفهم والشكل التقليدي للشراكة في هذا المجال، وتؤكد الترتيبات الجارية لانتقال وفد مغربي رفيع المستوى من وزارة التعليم العالي إلى قطر لتوقيع اتفاقية شراكة خاصة بالتعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي؛ هذا التوجه.
وكان وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سعيد أمزازي بصحبة كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي خالد الصمدي أجريا مباحثات الاثنين الماضي بالعاصمة الرباط مع وزير التعليم والتعليم العالي بدولة قطر محمد عبد الواحد الحمادي حول البحث عن سبل التعاون، وتعزيز الشراكة في التعليم العالي، ودراسة سبل تثمينها من خلال مشاريع عمل قابلة للإنجاز.
اتفاق مختلف
وكان وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سعيد أمزازي بصحبة كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي خالد الصمدي أجريا مباحثات الاثنين الماضي بالعاصمة الرباط مع وزير التعليم والتعليم العالي بدولة قطر محمد عبد الواحد الحمادي حول البحث عن سبل التعاون، وتعزيز الشراكة في التعليم العالي، ودراسة سبل تثمينها من خلال مشاريع عمل قابلة للإنجاز.
اتفاق مختلف
ويؤكد خالد الصمدي للجزيرة نت أنه سيتم كشف تفاصيل الاتفاق الذي يتضمن كل المشاريع التي سيعمل عليها الطرفان في لقاء مرتقب بقطر، يحضره وفد مغربي رفيع المستوى. حيث شكل الطرفان لجنة خاصة لإعداد هذا الاتفاق.
ويضيف الصمدي أن هناك مشاريع مهيكلة مقترحة، تتعلق بتشييد فرع لجامعة محمد الخامس بالرباط في الدوحة، وتشييد فرع لجامعة قطرية في الرباط، وفسح المجال أمام الأساتذة والباحثين لتبادل الزيارات والخبرات العلمية.
وبموجب ذلك، يصبح بإمكان الطلبة القطريين الذين يتابعون دراستهم في الجامعات المغربية أن يتابعوها في فرع الجامعة الذي سيشيد في قطر، وكذلك الشأن بالنسبة للطلبة المغاربة الذين يدرسون بدولة قطر.
ويشير الصمدي إلى أنه بإمكان اللجنة التي ستتولى مهمة صياغة اتفاق الشراكة اقتراح مشاريع أخرى يمكن أن تلعب دورا في الرقي بمجال التعاون.
مكاسب متعددة
زيادة على المكاسب التي يمكن أن يحققها الطرفان من المشاريع المرتقب تطبيقها على أرض الواقع بموجب الاتفاق المذكور، يرى كاتب الدولة في التعليم العالي والبحث العلمي المغربي أن تبادل الخبرات التربوية سيكون له أثر لأن التجربة القطرية تجربة رائدة في هذا المجال.
ومن شأن الاتفاق المذكور أن يفتح المجال أمام الطاقات المغربية من أساتذة وباحثين لمزيد من الحضور في الجامعات والأكاديميات القطرية، خاصة أن الاتفاق ينص على وضع آلية لاختيار الأساتذة والباحثين الذين يؤهلون الطلبة.
ويعتقد الصمدي بأن التعاون في هذا المستوى يمكن أن يكون أيضا أداة لتعزيز الدبلوماسية الثقافية والعلمية بين الطرفين، فكثيرا ما كانت الدبلوماسية الثقافية أقوى، مستحضرا الدور المغربي في تحقيق عدد من المكاسب الدبلوماسية على المستوى القاري بفضل نجاعة الدبلوماسية الثقافية والعلمية.
تطور عام
ويندرج التطور في العلاقات بين البلدين في مجال التعليم العالي فقط ضمن تطور العلاقات بين قطر والمغرب بشكل عام، خاصة من خلال زيارة الملك محمد السادس إلى دولة قطر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في أوج الأزمة الخليجية، حيث كان للمغرب موقف واضح منها، ودعوته إلى الحوار والحكمة لحلها.
كما تجسد تطور العلاقات في انعقاد لقاء اللجنة العليا المشتركة المغربية-القطرية بالرباط في 12 مارس/آذار الماضي، وتوج بالتوقيع على 11 اتفاقية تتعلق بمختلف المجالات، ويرتقب أن تعطي دفعة قوية للعلاقة بين البلدين.
ويرى خالد شيات، الباحث المغربي في العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول، أن اللقاء الأخير بين وزير التعليم والتعليم العالي القطري مع نظيره المغربي، والسعي نحو توقيع اتفاق لإخراج عدد من المشاريع إلى الوجود، دليل على متانة العلاقات المغربية القطرية، وعدم تأثرها بالتحولات الإقليمية، وتؤكد أيضا نوعا من الثبات في الموقف المغربي.
ويرى الباحث في تصريح للجزيرة نت أنه رغم الحضور المتميز للباحثين والأساتذة الجامعيين في دولة قطر عبر الجامعات والأكاديميات، فإن الشراكة التي يتم التحضير لها يجب أن تتجاوز هذا المستوى من التعاون لتصل إلى تعاون قائم على دعم المشاريع العلمية التي يمكن أن تنجز بين البلدين.
المصدر : الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق