مركزتيفاوت الإعلامي
في جميع خرجات أهل و ذوي و عائلات معتقلي الريف لم تسجل و لو مرة واحدة حالة استعطاف لاطلاق سراح معتقل ما بسبب أن اهله يحبونه ، لم نرى عائلة احمجيق يقولون يجب ان يتم سراح نبيل او كريم لانهم يحبونهم بل لسبب انهم ابرياء و ان سبب اعتقالهم هي قضية جماعة و ليست قضية فرد ، لم نسمع أم جلول او زوجته تطالبان بسراح محمد لسبب انهم لم يشبعوا من مجالسته او ان مستقبله ذبحه السجان بل دوما متمسكين ببراءته و مفتخرين بعلة اعتقاله و مطالبين بإحقاق ما طالبوا به ، هذا النوع من التعامل مع واقعة الاعتقال من طرف العائلات سابقة تاريخية ، سابقة لأنهم يتعاملون مع الوضع خارج الأنا و خارج سيالات الارتباط الاسري و حميمية البنوة و الاخوة و الامومة و الزوجية ، حتى في نقاش مسألة العفو أقرت العائلات يومذاك انه إن حدث فيجب ان يكون من منطلق إستدراك الدولة لخطأ وقعت فيه بغية تصحيحه و ليس العفو من زاوية المن و العطاء و التعامل مع المعتقلين كمجرمين و رفضوا هذا المنحى الثاني و فضلوا بقاء ابنائهم في السجن على أن يُنظَر إليهم كمجرمين ، ثم هناك فئة عريضة اختارت الانزواء لتكبد متاعب التنقل الى جرسيف و عين عيشة و عين قادوس و زايو في صمت لدرجة اننا نحن الجبناء لم نكلف النفس حتى في معرفة اسمائهم ...
هذه الشهامة للعائلات يجب ان تكون سببا رئيسيا يأخذها اي جبان مثلي يقتصر على التدوين و يعطيها الاعتبار اللازم قبل خربشة اي شيء في وقت يمسك فيه المفجوعين جمرة الالم دون تأوه ، و لم يكونوا انانيين ليبحثوا عن سبل اخرى و طرق ابواب اخرى كان يراهن عليها المخزن و هي ظنه انهم سيبحثون عن رجالات الساسة و متاجري الازمات ليملوا عليهم ما يفعلوه و هذا كان سيشتت شمل العائلات التي اختارت الصمود و الثبات و البقاء واقفة دون السماح لمن يذلها و دون إتاحة الفرصة لممتهني قرقبة الناب ....
عائلات المعتقلين أبانت عن حس ثبات منقطع النظير و اختارت ان تهب ابناؤها للريف و عدالة مطالب الحراك بدل السقوط في الحلول المفردة و الانانية ، أما نحن فجبناء نمتهن فقط تدوير اللسان كالسحلفة البرية بينما هم يكابدون و يفتخرون و هذا سبب كافٍ لنسلمهم من لساننا السليط و عنترياتنا الفارغة و ان نذكرهم بخير و ذلك اضعف الايمان بدل محاولة تقمص دور الاستاذية لنملي عليهم عنترياتنا الفارغة ...
ألف تحية لجميع ذوي و أهل معتقلي الحراك اينما كانوا على صبرهم و ثباتهم و على احتضان همهم بصمت و بسمة في نفس الوقت ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق