بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 7 مارس 2017

العلمي والايديولوجي في الدراسات الكوليانية ؟؟




مركزتيفاوت الإعلامي
ابراهيم توفيق

تتميز اعمال روبير مونطاني بمزاوجتها بين البحث الاثنوغرافي والتحليل الاتنولوجي فقد انجز مجموعة من المنوغرافيات بصدد مجموعة من الظواهر والمكونات المرتبطة بالقبيلة والتنظيم القبلي تم انتقل في مرحلة تانية الى صياغة دراساته السابقة على شكل أطروحة كبرى نشرها سنة 1930 تعتبر بمثابة تتويج اطار اديولوجية السوسيولوجيا الاستعمارية بكاملها ويتعلق الأمر بدراسته المعنونة ب:" البربر والمخزن في جنوب المغرب". وقد اهتم بدراسة النظام القبلي في جبال الأطلس الكبير والأوسط واهتم من الناحية الاتنوغرافيا برصد مختلف أوجه الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لهذه التنظيمات نلاحظ وجود اوجه الشبه والاختلاف فيما بينهم وانطلاقا من هذه الملاحظات عقد مجموعة من المقارنات حاول من خلالها ان يستخلص الخصائص العامة لهذا النظام وكيفية اشتغاله والقوانين التي تتحكم في تطوره تم عمم هذه الملاحظات لتشمل النظام القبلي لدى القبائل الأمازيغية في مجموع المناطق الجبلية بالمغرب الكبير.
ان هذه الدراسة تكشف في نفس الوقت عن منهج البحث الاتنوغرافي واليات التنظيم الاتنولوجي ،كما تكشف في نفس الوقت عن العلاقة العضوية بين البحث الاجتماعي وبين الغائية الاستعمارية وهكذا استخلص مونطاني R.Montagne جملة من الخصائص صاغ من خلالها احدى أهم الأطروحات الاستعمارية التي انتجتها السوسيولوجيا الكوليانية وهي اطروحة عدم اندماج وانسجام مختلف مكونات المجتمع المغربي وقد تحاول البرهنة على ذلك من خلال ما يمكن تسميته ب" الأركيولوجيا المعكوسة"
ذلك ان مونطاني يرى بأن التنظيمات القبلية المتناترة في مستويات مختلفة من الجيل تقترب من شكلها الأصلي ونواتها التنظيمية الحقيقية كلما اتجهنا نحو القمة وعلى العكس من ذلك تفقد تلك الخصائص كلما اقترب من السهل وكانت أكتر عرضة لتأتير الاجتماعي والسياسي لقبائل السهل وهي في الغالب قبائل عربية او معربة ان هذا التعميم وتلك المقاربة هي التي تفسح في الخطاب الاتنولوجي مكانا واسعا للاديولوجيا ولذلك نلاحظ بأن النظريات الاتنولوجيا كانت اكتر تأثرا من غيرها بالرهانات السياسية والاديولوجية السائدة في بداية القرن العشرين كما عرفت على مستوى التنظيم شيوع نظريات عرفت انتشارا واسعا ومن جملتها نظرية devi.Barul احد تلامدة دوركايم حول العقلية البدائية .
اتجهت الدراسات الاتنولوجية الى تبني موقفا معينا من التاريخ يعتبر بأن المجتمعات لاتفسر في تطورها وفق وثيقة واحدة فهناك مجتمعات مرتفعة الايقاع واستطاعت ان تنقل غيرها الى مستويات عليا من التقدم الاجتماعي والعلمي والاقتصادي وهناك مجتمعات أخرى تتطور بكيفية بطيئة وهذا الاختلال المفترض بين سرعتين مختلفتين للتطور التاريخي هذا الذي فتح الباب واسعا لكل أشكال التأويل والاستعمال الايديولوجي ونتائج هذا العلم من أهم نتائج هذا الموقف:
١١) اعتبار المجتمعات البسيطة في تركيبها من منحى تطورها بمثابة دليل على التأخر التاريخي لهذه المجتمعات
٢٢) اعتبار الاستعمار بمثابة مهمة انسانية الطريق الوحيد والكفيل بنقل المجتمعات الغير الاوربية والغير الرأسمالية من مرحلة التخلف الى التقدم.
وسيطرت هذه الأوطروحة الايديولوجية من التطور وفق مسارها الخاص على الدراسات الاتنولوجية الى حدود الأربعينات من القرن العشرين لتختفي مع ظهور الدراسات الاتنولوجية الماركسية والبنيوية خاصة مع كلود لفي ستراوس الدي يرى بأن الحضارات الانسانية والمجتمعات تظهر وتتطور على شكل بنيات منفصلة لها قوانينها التاريخية الخاصة التي لا تسمح بالمقارنة التفظيلية بينها.

ليست هناك تعليقات: