
مركزتيفاوت الإعلامي
تحت رغبة بعض الإخوة و الأصدقاء ، أمازيغ كانوا أو غير ذلك ، لمعرفة الحركة التي يقوم بها بعض الأمازيغ ، ألا وهي مسح جلد الشاة بعد ذبحها على الوجه و اللحية ،
نقصّ عليكم أصل هذه الحركة التي بقيت عادة من عادات الأمازيغ ، و التي تدخل في الموروث الثقافي الأمازيغي لا غير ، و لا دخل لها في الصّراعات الطّائفيّة أو الهويّاتيّة ، و كلّ من يؤوّل ذلك لغير مفهومها الحالي هذا شأنه و لا نتحمّل مسؤوليّة تأويله .
القصّة
بعد غزو العرب بنو أميّة لشمال إفريقيا ، أسلم جلّ أهلها شعوبا و قادة ، و من بين من دخل في الدّين الإسلامي ملك الأمازيغ ’’ أكسيل ’’ و قد قرّبه القائد العربي ’’ أبو المهاجر دينار’’ منه لمكانته في قومه .
و بعد عدّة أحداث ، عزل الخليفة الأموي قائد الجيوش الإسلاميّة في شمال إفريقيا ’’ أبو المهاجر دينار ’’ و عيّن مكانه ’’ عقبة بن نافع الفهري ’’ بتعلّة أن ’’ أبو مهاجر دينار ’’ أخفى الكنوز التي جمعها من بلاد شمال إفريقيا ، فقبض ’’ عقبة بن نافع ’’ على ’’ أبا المهاجر ’’ و صاحبه ’’ أكسيل ’’و قيّدهما بالحديد و أهان ’’ عقبة ’’ الملك ’’ أكسيل ’’ و من معه من الأمازيغ ، كان عقبة يسلب أموال الأمازيغ بغير وجه حق و يسبي نساءهم و يقتل كل من يعارض ذلك و ذلك بأوامر من الخلافة الأمويّة ( كتاب إبن خلدون ’’ العبر و ديوان المبتدأ و الخبر ’’ ) و كان هذا على مرأى و مسمع من ’’ أكسيل ’’ و كان يأمر الملك ’’ أكسيل ’’ بذبح الأغنام و الخرفان للجند العرب ، و كان يعلم أنه من العار أن يذبح الملوك الأمازيغ الذّبائح بأيديهم ، فأراد بذلك إهانة الملك ’’ أكسيل ’’ و هدده بالقتل إن لم يفعل ذلك ، فقام ’’ أكسيل ’’ بالذبح مرغما و جعل كلّما سلخ شاة يمسح بجلدها على وجهه و لحيته ، قيقول له الجند ماذا تفعل ؟ فيجيب : أنّ ماء الجلد و زيوته جيّد للبشرة ، فسمع أبو المهاجر دينار بذلك ، فنهى’’ عقبة ’’ أن يكف عن إهانة البربري و ذكّره برسول الله صلّ الله عليه و سلّم ، أنه كان يقرّب أكابر القوم و يستلطفهم و يضعهم في المواضع الرّفيعة ، كما أن أبو المهاجر دينار نبّه ’’ عقبة ’’ بأن البربري ’’ أكسيل ’’ يتوعّده بالإنتقام ، لكن ’’ عقبة ’’ لم يستمع لنصحه و تهاون بوعيد ’’ أكسيل ’’ و ظلّ يمارس شتّى الإهانات للأمازيغ و ملكهم ، إلى حين إستعدّ ’’ عقبة بن نافع ’’ لغزو المغرب و بعد أن قصد المكان ، إنقلبت الأحوال الجوّية و ساءت مما إضطرّه ترك الجيش لمواصلة المسير وهمّ بالرّجوع هو و بعض الجند و الحرّاس إلى القيروان إلى أن تستقر الأحوال الجوّية ليلحق بالجيش ، فعلم ’’ أكسيل ’’ بذلك و فرّ من القيد و أعدّ له العدّة بمعيّة من معه من الأمازيغ ، و إعترضوا طريقه و حاصروه و قتل ’’ أكسيل ’’ عقبة إبن نافع و من معه إنتقاما و ثأرا لما قام به عقبة تجاهه.
بقيت هذه العادة ( مسح الجلد على الوجه و اللحية ) عند بعض الأمازيغ و البعض الآخر عوّضوها بتمرير اليد على الوجه و اللحية علامة الوعيد و الإنتقام في الخصومات العامّة و العاديّة بين الأمازيغ . و بقيت هذه عادة عند أغلب الشعوب الشمال إفريقيّة ، و من يؤوّل ذلك لإثارة الفتن فوزره على كتفه .
( تاكفريناس مازيغ قفصة )
12 - 09 - 2016 ( 2966 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق