بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 3 مارس 2016

الدكتورالتجاني السعداني: استمرار إقصاء اللغة الأمازيغية تجسيد لعدم الإنصاف.


مركزتيفاوت الإعلامي
انطلق الدكتور التجاني سعداني، في ندوة نظمتها جمعية أمغار حول اللغة الأم والسياسة اللغوية مساء يوم الأحد 28فبراير 2016 بمقرها الكائن بحي بام في إطار تخليد اليوم العالمي للغة الأم الذي يصادف 21 من كل سنة ، من وضعية اللغة الأم في المدرسة ودور التعلم بها في السنوات الأولى من التعليم لأي طفل في التحصيل الجيد واكتساب الثقة في النفس وتأهيله ليكون مواطنا صالحا مندمجا في محيطه وفاعلا فيه، وفي المقابل فإن تغييب اللغة الأم يضيف التجاني يؤدي إلى نتائج كارثية تبدأ بارتفاع نسب الهدر المدرسي، و بنفور الأطفال من المدرسة لأنهم يصطدمون بلغات جديدة لا يستعملونها في منازلهم ولا يتم تداولها حتى في الشارع مما يعرقل اندماجهم السليم. وقدم التجاني المثال بما يعيشه الطفل الأمازيغي الذي يلج مدرسة لا تستحضر لغته الأم وهو ما يؤثر سلبا على الكثير من سلوكاته في علاقته بالمدرسة كمؤسسة للتنشئة الاجتماعية لها ارتباط قوي بمسار تكوين الأجيال.

واعتبر التجاني أن غياب اللغة الأمازيغية في المدرسة المغربية لعقود من الزمن والطريقة التي أدمجت بها في السنوات الأخيرة تجسيدا لما سماه انعدام الإنصاف واحتقار للإنسان الأمازيغي في أرضه.

وفي معرض حديثه عن بعض التجارب العالمية في التعاطي مع اللغات الأم قارن بين النموذج الفرنسي المبني على إعطاء القيمة للغة الفرنسية التي كانت لغة منطقة معينة من خلال تقويتها سياسيا و إعطائها الشرعية على المستوى الإداري، ونماذج أخرى منها النموذج السويسري الذي رسم أكثر من لغة.

وانتقل في ما بعد للحديث عن المغرب باعتباره نموذجا قلد فرنسا اليعقوبية النظام التي أقصت لغات كثيرة مقابل فسح المجال أمام انتشار الفرنسية مع فرق كبير بينهما إذ أن المغرب أعطى الشرعية للغة وافدة وأقصى لغة أنجبتها التربة المغربية، كما أشار أيضا أن الفرنسية أقصت لغات تنتمي وإياها إلى نفس التربة.
الدكتور التجاني سلط الضوء على مرجعيات نظرية لسنية كثيرة اشتغلت على سؤال السياسة اللغوية وخلص إلى أن الأنظمة السياسية لها دور كبير في تدبيرها، إضافة إلى سيرورات التحول التاريخية والاجتماعية والثقافية التي تفعل فعلها في هذا الجانب.

محمد زروال/خنيفرة




Auteur : محمد زروال

ليست هناك تعليقات: