بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 10 أغسطس 2015

(انتخاب المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا : أحد الرهانات الأخيرة ...)



مركزتيفاوت الإعلامي
بقلم / فتحى نخليفة
نعم .. ضيقنا على أنفسنا دائرة الخيارات السياسية والحقوقية الفسيحة منذ 17 فبراير، إلى أن وصلنا إلى ما نحن عليه.

الأسباب متعددة والدوافع عدة، "للأسف .. جُلها تاريخية مكررة بحذافيرها"، منها ما يمكن تفهمه وغفرانه، كـ : ضعف الإطلاع السياسي، الإفراط في التنازل عن حقوق مصيرية باسم الوطن تارة والدين تارة أخرى، مع أن التشبث بل والإستماثة في الكفاح من أجل نيل تلك الحقوق من صميم الوطنية ومن صلب التدين. ومنها ما لا يجب غفرانها ولا التساهل إزائها كـ : الانتهازية وتغليب الأهواء والمطامع الشخصية على حساب تطلعات ومصير الجموع.

أقول : في الوقت الذي كانت فيه أغلب الظروف السياسية الداخلية والإقليمية والدولية متاحة، والأجواء الاجتماعية الشعبية الليبية مهيأة مع زخم التغيير، وتتناسب وحجم تضحياتنا واستبسالنا في مسار الإنعتاق من نير الاستبداد وديكتاتورية الفكر القومجي العروبي الذي مثلته حقبة القدافي بجدارة واستحقاق، برزت أصوات صادقة واثقة من حقانية وشرعية استحقاقنا، وطرحت مجموعة من الرؤى والخيارات السياسية الحاسمة في تلك الأيام، قوبلت "مع الأسف"، بتردد ووهن الغالبية "الطيبة الغافلة"، وحاربها بشراسة تهافتت قلة من الوصولين والانتهازيين لم يجمعهم يوماً النضال من أجل الأمازيغية إلا طاولات السمسرة وصفقات الارتزاق، ونجحت أمام ترددنا وتخاذلنا في أن تصبح هي الشرذمة التي تتلاعب بمصائرنا في الكواليس قبل العلن ، ولم تقدم شيئاً سوى استغفال أبنائنا المتحمس قليلي الخبرة، فضاع أنبلهم وأشجعهم قرابين جشع وجهالة تلكم الشراذم.

أقول ولا أبالغ: إن استحقاق انتخابات المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، يمكن له أن يكون المخرج الضامن لحقوقنا كمواطنين ليبيين كافة، ويمكن له في ذات الآن، أن يلعب دوراً ريادياً في خلاص ليبيا من مأزقها السياسي والاقتصادي الاجتماعي والأمني الماحق، شريطة أن تتوفر في قياداته عمق البصيرة وحنكة التدبير، وأن تتوفر في ناخبيه روح الالتزام والولاء والثقة، فالمشوار السياسي الرزين، والتواصل المحلي والدولي الذي راكمه المجلس الأعلى طوال حقبته السابقة، جدير بأن يتوج بمشروع وطني ليبي يرقى إلى مستوى الأزمة الراهنة، ويساهم في حلحلتها، فجل المقدرات وفرص الحراك السياسي المتوفرة لدينا، ليست في متناول الكثير ممن يُعول عليهم حالياً في إيجاد مخرج للوضعية الليبية المتردية.

لن أخوض في تفاصيل أكثر، كي لا تتحول هذه الأسطر العابرة إلى تسويق لبرنامج انتخابي لهذا أو ذاك.

كل ما أود التنبيه إليه/ .. لا غرابة ونحن أمام هذا الحدث التاريخي الجلل، أن نرى ونشاهد ونقرأ ونسمع، ذات الأصوات النشاز التي تبث الشكوك والظنون دائماً، تنعق بأسم الوطنية والدين .. بل وبأسم الأمازيغية ذاتها .. أصوات بيننا .. منا وفينا .. أصوات يكفي إن نبحث في ماضيها القريب، ولن نجد سوى اللعب على الحبال وتعدد الأقنعة، والغايات في نهاية المطاف لن تخرج عن المطامع ولا أقول المطامح.

والسبب جلي وواضح : انتخاب مجلس للأمازيغ له شرعية تنظيمية، وله آليات تنفيذ إدارية، وله حاضنة اجتماعية ومناطقية إستراتيجية، وله أيضاً قوى اقتصادية ولم لا وعسكرية، سيسحب البساط من تحت أقدام المتنفعين وسماسرة القضية، وسينتهي مشوار من اقتات وتقوت ونهب وتقوى على حساب نضال الشرفاء وحقوق البسطاء.

آيا مازيغ : ... الجولة حاسمة وقاصمة ... حذاري أن نبددها كما بددنا الكثير من الفرص التاريخية النادرة بالأمس القريب... اللهم إني قد بلغت ,,,

ليست هناك تعليقات: