بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 11 يوليو 2015

قصة "سيمو العدالة وريبيكا" بين سياسة الإلهاء والفوضى الخلاقة


Wakim Ziani
مركزتيفاوت الإعلامي
وكيم الزياني
لماذا ينشر إعلامنا مثل هذه قضايا؟ ولماذا يتفاعل معها العامة حد الجنون بالإهتمام؟ لماذا أصبحت "الفقاعات الإعلامية" هي السائدة في النقاش العمومي وفي حينه تغيب قضايا الشعب الحقيقية؟ قد نجد الأجوبة في سياسة الإلهاء أو بتعبير آخر في الفوضى الخلاقة التي ينهجها مهندسي سياسة البلاد بساسته وإعلامييه ونخبه... “فرقعاتهم إعلامية” مثل هذه ما هي إلا قضايا مفتعلة من مهندسي سياسة هذا البلد والتي هي بعيدة كل البعد عن قضايا الحقيقية التي يجب أن تثار للنقاش العمومي تكون فيها المصلحة للشعب والوطن بالدرجة الأولى، وبعيدا عن ضرب من ضروب سياسة الإلهاء، سياسة التي تعتمد التركيز على جوانب تافهة يكون المستفيد الأكبر منها هو النظام المخزني الذي يستغل هذه النقاشات ك “منومات السياسية” لتمرير برامجه السياسية التي لا تعدو أن تكون إلا أدوات للتسلية ونسيان الهموم. وذلك تحت شعار مفاده إذا أردت أن تلهي شعبا ما قم بإلهائه بقضايا سياسية تافهة وخصص لها أوقات كثيرة وضجات إعلامية وجعلها قضايا حية ومهمة يتعارك من خلالها الخصوم السياسيين ويتيه فيها العامة بعيدا عن إزعاج "سلطة النظام" التي تمارس كل الاستبداد والفساد، وهكذا سيغرق المواطن في هذه القضايا المفتعلة وبالتالي سينسى مشاكله الحقيقية اليومية ثم ينسى نفسه فيما بعد.
يقول نعوم تشومسكي “حافظ على تشتت اهتمامات العامة، بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، واجعل هذه الاهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية حقيقية. اجعل الشعب منشغلا دون أن يكون له أي وقت للتفكير حتى يعود للضيعة مع بقية الحيوانات” (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة).
إنه بالفعل قمة التواطؤ بين النظام في شخص مهندسيه من “الإعلاميبن المثقفين والامنيين” في تبخسي عقلية المواطن المغربي وخندقة فكره السياسي وممارسة نوع من الوصاية على تفكيره وتوجيهه ثم تحويله إلى مجرد كائنا أداتيا في أيدي “المرشدين” ومجرد من كل حس تحليلي السياسي، وبالتالي إدراجه في خانة المسير بدل المخير في التعامل مع قضاياه الحقيقية، جاعلا منه ومن عقله أداة للاستهلاك الإيديولوجي الذي تروجه السلطة عن طريق وسائلها الإيديولوجية المتمثلة في -أبواقها- الإعلام والتعليم والمساجد… وذلك بتقديم خطابات وتحاليل جاهزة، يتلقاها المواطن المغربي بعيدا عن النقد وطرح السؤال ولا حتى في وضع ما يقدم له موضع شك وبالتالي البحث عن الهدف من وراء ذلك، بل نجد أن هذا المواطن المسكين يذهب عكس ذلك حيث يأخذ ما يسمع كمسلمات لا نقاش فيها وبلا سؤال ولا نقد ولا شك في مضامينها وبالتالي يبني من خلال هذه “المنومات” معارفه التي تكون نتائجها وخيمة في النهاية.
إن هذه السياسة -الإلهاء- المفتعلة ليست غريبة على النظام المخزني، بل هي سياسة الضامنة لاستمراريته، التي تعود عليها على مر مراحله التاريخية العصيبة (عندما يكون لديه أزمة سياسية داخلية أو خارجية يتفرغ لإنتاج مثل هكذا سياسة لإلهاء الرأي العام الوطني في قضايا تافهة) حيث لابد له أن يعمل على خلق “منومات سياسية” يلهي بها القوى السياسية والمدنية وذلك من أجل إيجاد فجوات يمر عبرها ويمرر من خلالها سياسته ومن ثم الحفاظ استمراريته التي تهمه بالدرجة الأولى. لكن يجب على النظام المخزني كذلك أن يعي بأن الاستمرارية في استهجان العقل السياسي المغربي -رغم أن هذا هو هدف النظام- من خلال هذه السياسة المكشوفة والمفضوحة.

ليست هناك تعليقات: