مركزتيفاوت الإعلامي
ذ.عبد الله بوفيم- مدير صحيفة الوحدة المغربية
الدولة المغربية وبعد التوقعات التي أنذرت بأن المغرب سيكون من بين الدول التي ستعرف العطش في المستقبل, اعتمدت سياسة تدبير استهلاك الماء محاصرة المواطن الفلاح والمستثمر ومطالبة المواطن الكادح بفاتورة باهظة جدا.
الذي يسمع التصريحات والأماني عن مستقبل الماء في المغرب يكاد يصدق ويطمئن, لكن الوقائع تكذب وتفضح وتنذر بمستقبل قاتم جدا إن استمرت الأوضاع على ما هي عليه في ميدان ضمان الماء وتوزيعه.
أعجب كل العجب لدولة تحاسب المواطن على كل قطرة ماء, وهي لا تحاسب نفسها على ضياع ملايير الأمتار المكعبة من الماء كل سنة.
دولة تصب أوديتها في البحر ملايير الأمتار المكعبة من الماء وعلى طول الوطن من السعيدية وإلى الكويرة, وفي نفس الوقت تبرمج شراء محطات لتحلية مياه البحر وتشيد سدود كبرى وسدود تلية تجمع الماء صحيح لكنها تعجز عن توزيعه ولن يستفيد المواطن من ماء تلك السدود حتى تصبح صالحة للفلاحة بفعل الترسبات.
الماء الذي نحصل عليه في الفرشات المائية هو الأنقى والأرخص والآمن والأسلم والأضمن والأقرب للمواطن وعلى جميع التراب الوطني.
لكن حكومات وطننا - تبعية منها لدول الغرب الاستعمارية والتي تريدنا فقراء تابعين لها لحين تعاود استعمارنا- لا تعير الفرشات المائية أي اهتمام يذكر, غير بعض محاولات التسميم التي تقوم بها بصب المياه العديمة في الأودية بزعم تقوية الفرشات المائية, وهي بالفعل تسممها بعد ما يسمونه تصفية المياه العديمة, والتي برز فيها الغرب أيضا إمعانا في إضعافنا وتسميم أبداننا.
دول المسلمين لا بد لها أن تبلغ الحضيض وبلا شك, لأنها تشجع العهر والرقص والعري وتحارب أو تتجاهل كل من يسعى للتنمية والعزة لها.
في دول الغرب يتلقفون كل فكرة ويشجعون كل باحث موقنين أنه لن يفكر في مصلحة الوطن ومستقبلة إلا من تشبع الوطنية الصادقة.
أما في دول المسلمين فالوطنية تهمة معاقب عليها, وكل من يسعى أو يفكر في النهوض بوطنه فهو محارب على جميع الجبهات.
مرت سنة كاملة والوزارة المنتدبة المكلفة بالماء ما تزال تدرس اختراع تقوية الفرشات المائية في الأودية والذي سيمكن الدولة من ضخ كل قطرة ماء تسقط فوق تراب الوطن لداخل البحيرات المائية الباطنية توزعها وتحفظها وتؤمنها من كل سوء.
شرحت وما أزال اشرح أنه بتكلفة بناء سد كبير يمكن أن نضخ للفرشات المائية ومنها للبحيرات المائية الباطنية عشرات المرات حقينة نفس السد, وسنصل في حدود سنة 2030 لضخ صبيب جميع أودية الوطن, ولن يبقى وادي ومهما صغر دون أن نضخ ماءه للفرشات المائية.
النتيجة بالطبع ستكون أنه وبعد حوالي عشرين سنة ستتشبع البحيرات المائية الباطنية بالماء وقد تفيض وتخلق أنهارا دائمة الجريان وخاصة في الأودية الكبيرة جدا والتي تصب فيها العديد من الأودية الأخرى وقد تصب فيها العديد من الفرشات المائية, وبذلك سنغير بنية الوطن ونضمن الماء فوق الأرض وتحتها ونحقق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لن تقوم الساعة حتى تكون بلاد العرب حدائق ومروج).
لكن تجار الماء والمستلذين لدماء الشعب المغلوب على أمره, يريدون محاصرة الشعب ويجبروه على أن يشتري منهم كل شيء وهم بالطبع يفكرون في الطريقة التي سيبيعون له بها الهواء في المستقبل القرب.
تجار الماء لا يفكرون في سبل ضمانه بل يفكرون وفقط في الزيادة في ثمنه على الفلاح وعلى المواطن لينهار الجميع في القريب, فيرضى المستعمر على تجار الماء الذين خربوا له مملكة ذات تاريخ وحضارة وقدموها له بكرا مرغمة على الانبطاح.
حينها سيتذكر الجميع ويقولون يا وليلتنا لولا أن سمعنا واجبنا وطبقنا لأنقذنا المملكة مما هي فيه. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق