
مركزتيفاوت الإعلامي
أسباب ثورة الأمازيغ بقيادة ميسرة ضد اعراب بني امية (122 هجرية):
ولي عبيد الله بن الحبحاب ولاية المغرب والأندلس سنة 116 هجرية، استخلف ابنه القاسم على مصر واستعمل ابنه اسماعيل على السوس وعمر بن عبد الله المرادي على طنجة وما جاورها ، كما عين عقبة بن الحجاج على الأندلس، وبعث حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة غازيا لبلاد السوس ، وأرض السودان ، وبعد رجوعه سيره غازيا إلى جزيرة سردينيا وصقلية، في عهد ولايته ثارت قبائل الأمازيغ في المغرب الأقصى سنة (122 هجرية) بزعامة ميسرة لأسباب يمكن حصرها في ثلاثة هي :
1)المظالم التي ارتكبها ابن الحبحاب وعماله
احتقر العرب الغزاة ومنهم ابن الحبحاب وعماله أجدادنا الأمازيغ وأهانوهم رغم اسلامهم ، عاملوهم معاملة العبيد ، استخدموهم في الغزو دون أن يعترف لهم بالفضل عند تقسيم الغنائم ، تذكر المصادر بأن عبيد الله المرادي عامل ابن الحبحاب على طنجة خمس الأمازيغ وزعم أنهم وأموالهم غنيمة للأمويين ، ويقول الرقيق القيرواني في الموضوع: ((.. وكان ابن الحبحاب قد ولى طنجة وما ولاها عمر بن عبد الله المرادي فأساء السيرة وتعدى في الصدقات والقسم ، وأراد أن يخمس البربر، وزعم أنهم فيء المسلمين وذلك مالم يفعله عامل قبله.....))
ومما زاد من تجبر العمال مغالاة دار الخلافة الأموية في طلب تحف وطرائف المغرب ، فكان هشام وكبار دولته لا يكتفون بما يحصلونه من ثياب صوفية بديعة ترسل لهم من بلادنا ، بل كانوا يريدونها ثيابا أكثر نعومة تصنع من سخال الضأن أول ما تولد ، ولا يريدونها الا عسلية الألوان ، غير مصبوغة ولا ملونة ، بل هي بالطبيعة كذلك، واللون العسلي نادر في الغنم ، لهذا يضطر جند العمال إلى مهاجمة غنم الأهالي (الأمازيغ)للأستيلاء على النعاج التي هي على وشك الولادة ، فيشقون بطونها بحثا عن هذه السخال(صغار الخرفان) العسلية، يقول ابن خلدون ((وكانت الصرمة (القطيع)من الغنم تهلك بالذبح لاتخاذ الجلود العسلية من سخالها ، ولا يوجد فيها مع ذلك إلا الواحد وما قرب منه ، فكثر عبثهم بذلك في أموال البربر وجورهم عليهم ))، كما أنهم أخذوا كل جميلة من بنات البربر ، يبعثن إلى بلاط الخلافة الأموية في دمشق ، ولا يخفى ما لأثر ذلك في نفوس الأمازيغ الذين يحرصون في الحفاظ على شرفهم وكرامتهم وهم في ذلك أهل عزة ونخوة . .
ويتضح مما تقدم بأن سلوك العمال العرب الأمويين مع أجدادنا الأمازيغ المسلمين كان بعلم من دار الخلافة بدمشق التي سكتت عن ذلك حفاظا على ما يردها من طرائف الهدايا والتحف ، وهذا ما شجع العمال على اٍهانة الأمازيغ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق