مركزتيفاوت الإعلامي
ذ.عبد الله بوفيم- مدير صحيفة الوحدة المغربية
أعجب لمن يصبون الماء في الرمل يزعمون أنهم به يسقون فسائل ينتظرون منها أن توقف زحف الرمال وتمنع الرياح من تحريكها.
نعم لغرس الأشجار والفسائل وسقيها, لكن بعد تثبيت الرمال تثبيتا دائما مستمرا, أما من يراهن على أن توقف الفسائل زحف الرياح فهو بحق كمن ينتظر من الدجاجة أن تحمل أثقاله.
لقد شرحت من قبل في الفيديو التالي: https://www.youtube.com/watch?v=a_362BO_T8Y اختراع وقف زحف الرمال وإلى الأبد وحل مشكلة التصحر وتحويلها إلى ثروة, كما شرحت بالتفصيل في مقالات كثيرة.
حين نبني أسوارا من أكياس الرمل نغلق بها المسافات التي يتساوى فيها البر مع البحر والتي يخرج فيها الرمل, نزيد ارتفاع الأسوار سنة بعد أخرى, والرمال التي تتجاوز الأسوار تكون بالفعل أجود الرمال جافة وغير مالحة وحادة, صالحة للبناء.
تلك الأسوار من أكياس الرمل, ستحمي تلك الرمال الجيدة وتمنع تحركها حيث تحميها الأسوار من الرياح. تسمح الدولة للمستثمرين باستغلالها مقابل تسديد ثمن متفق عليه عن كل متر مكعب من الرمل.
هنا سأبين كيف يمكننا أن نثبت أكوام الرمال المتواجدة حاليا بعيدا عن البحر ونمنع تحركها وبتكلفة متواضعة جدا. معلوم أن الرياح حين تشتد تحرك الرمال في أطراف الأكوام خاصة لا في وسطها.
وعليه لنمنع تحرك أكوام الرمال يكفي أن نثبت أطراف الأكوام وبالتالي تتحول الكومة إلى حاجز يوقف ملايين الأمتار المكعبة من الرمال.
سنحول أكوام الرمال إلى جبال رملية مستقرة وثابتة يتجمع عليها الغبار وبذور النباتات لتنبت حال تساقط المطر وبالتالي نساهم في تحويل جبال الرمل إلى جبال منبثة مع توالي السنوات.
لمنع تحرك كومة كبيرة من الرمال يكفي أن نضع على حافتها كلها شباك بلاستيكي يكون طوله مساوي لطول حافة الكومة الرملية من أسفلها ثم لأعلاها ثم لأسفلها في الجهة الأخرى.
مثلا كومة رمال ارتفاعها 30 متر وقاعدتها 200متر يمكن تغطية حافتها بالشباك البلاستيكي يكون طوله حوالي 600متر وعرضه بالطبع محدد في 3 إلى 4 أمتار.
نركب الشباك البلاستيكي حيث يكون منتصفه في الحافة مباشرة تاركا متر لكل جهة, والتثبت بالطبع يكون بالرمال نفسها, حيث نعبأ أكياس نصف بلاستيكية بالرمال من الكومة نفسها نثبت بها الشباك البلاستيكي المدهون جيدا بالشحم الاصطناعي والزيت المحروق.
بالطبع كما شرحت سابقا يلزم لحماية أكياس الرمل والشباك من أشعة الشمس الحارقة أن نرشه بالزيت المحروق المختلط بالشحم الاصطناعي, أو نستعمل عصارة أوراق أشجار الصبار المسنة بعد خلطها مع مادة لاصقة.
الفرق بين الشحم الاصطناعي المختلط بالزيت المحروق, وبين عصارة أوراق أشجار الصبار المسنة المختلطة مع مادة لاصقة, هو سمك الطبقة التي تتكون على الشباك والأكياس.
حيث تكون عصارة الصبار المختلطة مع مادة لاصقة طبقة سميكة قد يصل سمكها إلى سنتمترين وأكثر, في حين أن سمك الطبقة التي يكونها الشحم الاصطناعي المختلط بالزيت المحروق قد تصل بالكاد سنتمترا واحدا.
بالطبع عملية تثبت كومة رمال بالأبعاد أعلاه يمكن أن تصل تكلفتها إلى 30000 ثلاثون ألف درهم, والكومة ستمنع تحرك جميع الأكوام التي خلفها حيث تتجمع تلك الأكوام مشكلة كومة واحدة.
ويمكن بعد سنة أخرى أن نثبت نفس الكومة بعد أن تكون أبعادها قد تضاعفت مشكلة حاجزا طبيعيا يمنع زحف الرمال وإلى الأبد.
الذي سيقع هو أنه في غضون عشر سنوات أو أقل سنشكل جبالا مستقرة من الرمال تغير جغرافية ومناخ الوطن مانعة زحف الرمال والحر والقر.
بهذه الطريقة سنحمي الواحات من زحف الرمال, وبدل أن ننفق المال في إيقاف سعف النخل وغيره على مشارف الواحات يلزمنا أن نوقف الرمال على بعد كلمترات من الواحات, وبعد أن نوقف المشكلة في أصلها, حينها نتعامل مع الرمال التي على مشارف الواحات, نعبئها في أكياس نستغلها لبناء أسوار للضيعات تجمع لها الماء وتوفر لها الحماية كما تمنع عنها تأثيرات الرياح الباردة والساخنة.
لو خصصنا مبلغ مليار درهم كل سنة لحماية الواحات من زحف الرمال لثبتنا حوالي 33.333ثلاثة وثلاثون ألف وثلاثمائة وثلاثة وثلاثون كومة رمال في الصحراء الشرقية.
كل كومة توقف العشرات خلفها, وبالتالي في غضون عشر سنوات أو أقل سنكون قد أوقفنا وإلى الأبد كل رمال الصحراء الشرقية وقد تكشف الرياح أراضي خصبة كانت مغطاة بالرمال, فتتوسع الأراضي الخصبة في الصحراء وبفضل اختراع تقوية الفرشات المائية في الأودية الموسمية تتحول الصحراء إلى ضيعات وحقول منتجة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق