بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 15 يونيو 2015

تطوان موقع مدينة تمودة الغامضة



مركزتيفاوت الإعلامي

تمودة هو موقع أثري لمدينة غابرة في شمال المغرب أسسها الملك الأمازيغي باكا في القرن الثالث قبل الميلاد و تعني كلمة تمودة في اللغة الأمازيغية البحيرة أو المستنقع العميق، وتقع هذه المدينة الموريطنية وسط سهل خصب على الضفة اليمنى لوادي مارتيل، وعلى بعد 5 كلم جنوب غرب مدينة تطوان بجانب الطريق المؤدية إلى شفشاون.
يعتبر كتاب "التاريخ الطبيعي" لبلنيوس الذي توفي سنة 79 ميلادية أقدم نص ذكر المدينة. وقد تمكن علماء الآثار من توطينها بالموقع بعد أن عثروا بين أنقاضها علىنقيشة لاتينية تحمل اسم تمودة. وتبرز البقايا الأثرية التي عثر عليها في هذا الموقع المستوى الحضاري الرفيع الذي بلغته هذه المدينة خلال القرنين الثاني والأول قبل الميلاد. ويبدو ذلك جليا من خلال تصميم المدينة ما قبل الرومانية ذات الطابع الهلينستي الأمازيغي المنتظم وكذا من خلال الجودة التي طبعت بناياتها المتناسقة. فقد عرفت تمودة تمدنا وازدهارا سريعين بحيث اتسعت شوارعها المتعامدة وتعددت المنازل المطلة عليها. ولقد ساهم موقعها الاستراتيجي في هذا النمو إذ مكن الأمازيغ من العمل على بناء وتطوير مدينتهم في مأمن من المخاطر الخارجية.
بعد أن دخل الرومان الى مملكة موريطنية شمال المغرب في القرن الأول للميلاد حوالي سنة 44 ميلادية، ونظرا للمزايا المتعددة لموقع تمودة، عمل الرومان على تشييد مدينة ثانية فوق أنقاض المدينة المهدمة. وكان أول ما قاموا ببنائه هو معسكر دائم للمراقبة، استمر في لعب دوره إلى غاية القرن الرابع للميلاد.
لقد أثبتت الحفريات الأثرية لموقع تمودة وجود آثار مدينتين متعاقبتين، تتشكل الأولى من المدينة الأمازيغية الموريطنية التي تم تأسيسها حوالي 225 عام قبل الميلاد و تم تخريبها سنة 42 ميلادية بسبب أحداث ثورة إيديمون. أما تمودة الثانية فهي عبارة عن حصن روماني شيد وسط المدينة المهدمة، وهو معلمة مربعة الشكل، يصل ضلعها إلى 80 مترا، وتحيط بها أسوار ضخمة مبنية بالحجارة ومدعمة بعشرين برجا ومفتوحة بأربعة أبواب تحميها أبراج متينة.
كما تم الكشف عن مذبح خاص بآلهة النصر الأغسطسية وعدد كبير من اللقى المتمثلة في تماثيل برونزية ونقود وأواني خزفية فاخرة.

ليست هناك تعليقات: