بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 20 يونيو 2015

جريدة نبض المجتمع تحاور الناشط الأمازيغي عادل أداسكو



مركزتيفاوت الإعلامي
حاوره: ابراهيم أيت احمد
يصفونه مناضلي حركة توادا ن إيمازيغن ب"الأخطبوط" ويلقبونه الجمعويون في إيدوسكا أوفلا ب"أسد إيدوسكا"

1)بداية من يكون عادل أداسكو وما صفته من داخل تنسيقية توادا ن إيمازيغن؟
عادل أداسكو مناضل أمازيغي من جيل الشباب، منسق تاوادا ن إمازيغن بمنطقة تامسنا، أستمد وعيي الأمازيغي من وسطي العائلي ومن الجهة التي أنحدر منها بثقافتها الأصلية العريقة، ومن دينامية الحركة الأمازيغية التي كبرت وأنا أتابع أنشطتها وخطابها منذ صغري، ومنها تعلمت أيضا مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والدفاع عن الكرامة والمساواة.

2) في نظركم ما هي حيثيات تنظيم مسيرة توادا 1 بالرباط (مسيرة 15 يناير 1012 ) وما طبيعة الأعضاء الذين شاركوا في اجتماعها التحضيري يوم 08 يناير 2012؟
كانت خطوة تنظيم مسيرة "تاوادا" الأولى إنجازا تاريخيا استمدّ قوته وحرارته من آثار حركة 20 فبراير، حيث كان شباب "تاوادا" يشاركون بكثافة في تظاهرات هذه الحركة التي يعرف الجميع مدى تأثيرها سنة 2011، وبعد أن بدأ إشعاع حركة الشارع المغربي يخبو بالتدريج خاصة بعد الاستفتاء على الدستور، ارتأى شباب "تاوادا" البدء في التحضير لحركة "تاوادا" التي تستلهم أساليب حركة 20 فبراير، والقائمة أساسا على تجنب تنظيم النزول إلى الشارع باسم تنظيم معين مهيكل نظرا للتشرذم الذي يطبع الحركة الأمازيغية مثل باقي التيارات المدنية والسياسية بالمغرب، بسبب الحزازات والصراعات الشخصية والجمعوية التي جعلت من الصعب جمع شتات الناس تحت راية معينة، فاعتبرنا أن نداء شباب "تاوادا"غير المهيكلين سيلقى بلا شك استجابة واسعة وهذا ما حدث بالضبط حيث كان الحضور كثيفا وكان فيه الشباب والكهول والنساء والتجار الصغار والفنانون أي مختلف شرائح الحركة الأمازيغية مع مواطنين آخرين لا ينتمون بالضرورة إلى الحركة، وهكذا انطلقت ظاهرة حركة "تاوادا" ونجحت مما أدى بنا إلى تنظيم مسيرة ثانية في الدار البيضاء كانت أكثر نجاحا من الأولى.

3) ما مدى نجاح مسيرة توادا 2 بالدار البيضاء (الأحد 22 أبريل 2012) تخليدا للذكرى 32 للربيع الامازيغي، وماهي التنسيقيات التي شاركت في تلك المسيرة؟
شاركت في تاوادا الدار البيضاء جميع التنسيقيات بالإضافة إلى المناضلين الجمعويين والطلبة، وكان نجاحها كبيرا بنجاح جميع من شارك فيها حيث بلغت الآلاف من المتظاهرين، وأذكر بأن ظاهرة النزول إلى الشارع كانت نادرة لدى الأمازيغ الذين تعودوا المشاركة في تظاهرات فاتح ماي مع القوى الأخرى، كما نظموا وقفات كثيرة بهذه المناسبة أو تلك، ولكنهم لم يتعودوا على تنظيم مسيرات في الشارع، فكانت تلك التجربة مع مسيرة الرباط انطلاقة موفقة سواء من الناحية التنظيمية أو في شعاراتها وأسلوب تحركها، حيث استطاعت مثل سابقتها أن تعبر عن منظور شمولي للتنمية وللتغيير وربطنا فيها بين الأمازيغية وقضية المعتقلين السياسيين وقضية استغلال الثروات الطبيعية وانتزاع أراضي القبائل وتهميش المناطق المناضلة من أجل الاستقلال إلخ..

4) بخصوص توادا 3 التي كانت جهوية (اكادير + الرباط + الحسيمة) يوم 3 فبراير 2013، ما أسباب وحيثيات النزول للشارع في ذاك اليوم وما موقف تنسيقية توادا في قمع المسيرة بكل من أكادير والحسيمة؟
كانت السلطة تنوي قمع "تاوادا" 3 بعد النجاح الذي حققته المسيرتان السابقتان حيث أصبح للأمازيغ صوتهم المتميز في الشارع، خاصة بعد أن لاحظت السلطات بأن شعاراتنا بقيت راديكالية ومتشبثة بالمبادئ الديمقراطية وتتوجه بالنقد إلى جوهر المشكل الذي تمثله السلطة بشكل عام وليس الحكومة فقط، كما أن تنديدنا بعنصرية الدولة أزعج السلطات التي قررت منع تاوادا ومحاصرتها، وهذا ما حدث بأكادير والحسيمة، بينما اكتفت بمحاصرة تاوادا الرباط عند حدود معينة ولم تمنعها منعا كليا، وتفسير ذلك أن السلطة تريد أن تعطي وجها إيجابيا في المركز أي في العاصمة بينما في الهوامش تحرك العنف والقمع، وهذا ما قمنا بفضحه في حينه.

5) ماذا عن ترتيب البيت الداخلي لحركة توادا نيمازيغن ؟
البلاغ الصادر عن تنسيقيات حركة تاوادا ن إمازيغن يعد محطة نضالية هامة في مسار هذه الحركة، حيث نتج هذا البلاغ عن اجتماع ضم كل التنسيقيات المتواجدة في مختلف مناطق المغرب، والتي حضرت اجتماع يوم الأحد 22 دجنبر 2013 بهدف الحسم في الاختيارات النضالية ومنها ما يتعلق بأساليب العمل الميدانية ، خاصة بعد أن ظهرت بعض محاولات احتواء نشاطنا من طرف جهات تسعى إلى التمييع والتوجيه دون أن تكون لها أية مصداقية تسمح لها بذلك، ومن أهم ما صدر كذلك عن هذه الدورة أرضية الحركة التي تحدد الأهداف بوضوح والتي تجعل من الخطاب الأمازيغي منطلقا لنظرة شمولية لكل قضايا الوطن، سياسية كانت أم اقتصادية أم اجتماعية أو ثقافية هوياتية، كما يبرز من خلال اجتماع التنسيقيات إصرار المناضلين على التواجد في الشارع وعدم التخلي عن شعلة تاوادا والإستمرار في توجيه الرسائل السياسية للسلطات الحكومية منها والسلطات العليا عبر التظاهر السلمي في الفضاء العام، هذا اللقاء الناجح الذي استظفته تنسيقية تامسنا ستتبعه محطة مهمة أخرى يتم في هذه الأيام التحضير لها وهي لقاء طنجة الذي ستتمخض عنه العديد من التوصيات المهمة والخلاصات الوجيهة والبناءة.

6) أشرتم في إحدى مقالاتكم بأن الدولة المغربية حاولت مرارا اختراق تنظيم تاوادا، هل لك أن تفصل لنا في هذا الأمر ؟
من طبيعة السلطة أنها كلما ظهرت حركية جديدة إلا وحاولت اختراقها عبر بث جنود الخفاء فيها من أجل عرقلتها بافتعال صراعات هامشية ومفتعلة وبمحاولة مواجهة هذا الطرف بطرف آخر وتشتيت اهتمام المنظمين إلى غير ذلك من أساليب فرّق تسُد، لكننا كنا واعين بهذه الخطط واستطعنا التغلب عليها برصد الأعضاء المشبوهين من خلال سلوكاتهم وتهميشهم بعدم إعطائهم أية مهام أو تكليفهم بأمور جوهرية مما أدى إلى فشلهم في عرقلة "تاوادا" أو عرقلة أنشطتها، وهذا سرّ استمرار "تاوادا" إلى اليوم رغم كل المؤامرات.
كان هناك أيضا بعض الفاعلين في الجمعيات الأمازيغية الذين بعد أن تنبهوا إلى أهمية تاوادا ونجاحها حاولوا احتواءها لصالح تنظيماتهم ولكنهم أيضا فشلوا لأننا نصر على استقلالية تاوادا عن السلطة وعن الأحزاب وعن الجمعيات كذلك، وقد وصل عدم الاحترام ببعضهم إلى حدّ أن قدم نفسه للصحافة على أنه من نظم تاوادا بينما هو لاعلاقة له بالتنظيم ولم يكن عضوا في أية تنسيقية. وهذه نماذج سلبية من المناضلين لأنهم تغلب عليهم الأنانية عوض أن يفكروا في صالح القضية التي هي أكبر من هذا الشخص أو ذاك ومن هذا التنظيم أو ذاك.

7)ماذا يمكنك أن تقول لنا بخصوص تضامن تنسيقية تامسنا لحركة توادا مع الأساتذة المقصيين من الترقية (مسيرة يوم الجمعة 3 يناير 2014) ؟
هذا التضامن أمر مبدئي بالنسبة لنا لأن النضال من أجل إحقاق الحقوق ورفع الظلم هو أمر واجب على كل مناضل، وقد واكبنا تظاهرات الأساتذة المقصيين من الترقية ومعاناتهم فوجدنا قضيتهم عادلة مع ما ووجهوا به من تجاهل حكومي وما نزل بهم من قمع فقررنا التضامن معهم، خاصة وأن معظمهم منحدر من المناطق المهمشة حيث الساكنة الناطقة بالأمازيغية.

8)ماذا عن دعمكم لمطالب التجار ضد الفصل 145 من قانون المالية لسنة 2014 ؟
حركة توادا نيمازيغن "تنسيقية تامسنا" شاركت بقوة في وقفة التجار ضد الفصل 145 من قانون المالية لسنة 2014 ونددت بالزيادات المتكررة والمراجعات الضريبية الظالمة وأسمعت صوت التاجر وأكدت دفاعها عن مصالحه المهددة.
الوقفة الإحتجاجية للتجار و المهنيين المنظمة من طرف النقابة الوطنية للتجار و المهنيين 'المكتب الإقليمي لسلا' بمساندة ودعم من حركة توادا نيمازيغن "تنسيقية تامسنا" أمام إدارة الضرائب بسلا الجديدة نددت بالفصل 145 مكرر وأكدت تطورا ملحوظا وحركية هامة أهمها إبراز الطاقة النضالية الشبابية الكامنة وقدرتها على التنظيم عبر العديد من مدن المغرب، مع ما رافق ذلك من تطوير للأفكار وتوضيح لأساليب العمل النضالي، وتأثير في الرأي العام عبر شعارات واضحة ومنسجمة مع الخيار الديمقراطي العام .
رغم أن شباب توادا عند انطلاقتهم في تنفيذ فكرة الخروج إلى الشارع، مشبعين بروح انتفاضة الربيع الديمقراطي، لم يكونوا مرتبطين بأية جهة تنظيمية جمعوية أو سياسية، إلا أنهم رغم ذلك ظلوا في تنسيق مع مختلف القوى الديمقراطية الأمازيغية الحداتية، هذا التنسيق الذي لم يكن قط وصاية أو تبعية، بل تنسيقا عقلانيا وميدانيا جعل الكثير من المناضلين من كل الأعمار ينزلون إلى الشارع بدون قبعاتهم الجمعوية أو الحزبية ، بل فقط بقبعة تاوادا، وكان هذا إنجازا كبيرا و مكسب نضالي كبير يحافظ على صلة الوصل بين مناضلي الحركة والسكان والفئات الشعبية العريضة وخاصة النساء وفئة التجار والحرفيين، بعدما كانت الحركة الأمازيغية تقوم أساسا على فئات رجال التعليم والطلبة والمحامين، مما سيسمح بتوسيع نسيج المشاركين في أنشطة تاوادا.

9) هل تم استدعاؤكم للمؤتمر السابع لمنظمة التجمع العالمي الأمازيغي الذي نظم بتزنيت أيام 13+14+15 دجنبر 2013 ؟ وما موقفكم بخصوص هذا الأمر؟
لم نستدع لهذا المؤتمر ولم نتابع أشغاله لأننا لسنا أعضاء في ذلك التنظيم، ففيما يخصّ التنظيم العالمي للأمازيغ فهو بالنسبة لنا الكونغريس العالمي الأمازيغي الذي يرأسه السيد فتحي بنخليفة المناضل الليبي والمعارض المعروف للقذافي والذي انتخب بمؤتمر تونس، وهو المؤتمر الذي زكته العدالة وسينظم دورته السابعة بليبيا كما أعلن عن ذلك، وما نظم بتزنيت هو دورة ثانية لتنظيم آخر جديد وليس دورة سابعة. ولكن نعتبر أن كل من يقوم بجهد من الجهود الإيجابية من أجل الأمازيغية يساهم في مسار التطور والديمقراطية، ولكن ما ينبغي تجنبه هو أن يتحول النضال إلى نضال ضدّ الأمازيغ، ينبغي تثمين كل مبادرة إذا كانت إيجابية ونقدها نقدا بناءً إذا كانت ضارة بالحركة أو بالقضية الأمازيغية.

10) ماذا يمكنك أن تقول لنا بخصوص توالي الاختراقات التي تطال صفحتك الرسمية على الفيس بوك ؟
هي من مؤامرات الطرف الذي أزعجته تاودا بنجاحها وفشل في احتوائها فأصبح همّه أن ينتقم منها، وهو أسلوب دنيء في محاولة تحطيم من يناضل بصدق ونكران الذات، ولكن الأهم من هذا الهجوم على صفحتي هو حملة التضامن الواسعة التي أعقبت هذه السلوكات المنحطة والإرهابية، حيث تزايدت أعداد زوار صفحتي وتزايد تعاطفهم معي مما أدّى إلى عكس النتائج التي ينتظرها من حاولوا إرهابنا بسلوكاتهم البوليسية. وقد استطعنا أن نمرّر من الرسائل أكثر بكثير من السابق بفضل ذلك الهجوم الخاسر، وربّ ضارة نافعة كما يقال.

11) كيف مرت أجواء الاحتفال بالسنة الامازيغية 2964 في الرباط، وما هي المطالب المرفقة بهذا الاحتفال؟ وما التنسيقيات التي شاركتكم الاحتفال؟
كان الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في الشارع وأمام البرلمان من الأفكار الجديدة المبتكرة التي ارتبطت بحركة "تاوادا" تنسيقية تامسنا، وهي فكرة هدفها جعل الناس والمواطنين في الشارع ينخرطون في احتفالات رأس السنة بعفوية وبدون بروتوكول، وهو ما حدث بالضبط، وغرضنا كذلك الإسهام في التعريف بتقاليد ورمزية هذه المناسبة لكي تدخل في تقاليد الجميع ووعيهم ناطقين وغير ناطقين بالأمازيغية، وقد اعتمدنا على حضور الفنانين من ممارسي أحواش وأحيدوس وكان إقبال الصحافة ووسائل الإعلام الورقية والإلكترونية باهرا إلى درجة تجاوز إشعاع هذه التظاهرة حدود المغرب إلى الإعلام الدولي.

12) ماهي دلالات الإحتفال بالسنة الأمازيغية تاريخيا؟
بحلول التالث عشر من يناير من كل سنة يحتفل سكان شمال افريقيا ومنهم المغاربة بحلول رأس السنة الأمازيغية التي تصادف هذه السنة مرور 2964 سنة على بداية احتفال المغاربيون بهذه الذكرى، وهدا إن دل على شيء فإنما يدل على أن التقويم الأمازيغي يعتبر من بين أقدم التقويمات التي استعملتها الإنسانية على مر العصور، حيث استعمله الأمازيغ قبل 951 ق م، و بخلاف التقويمين الميلادي والهجري فإن التقويم الأمازيغي غير مرتبط بأي حدث ديني أو عقائدي، بحيث إرتبط بحسب الكثير من المؤرخين بواقعة هزم الأمازيغ للمصريين القدامى واعتلاء زعيمهم "شيشانغ" للعرش الفرعوني وذلك سنة 950 ق, م بعد الإنتصار على الملك "رمسيس" الثالث من أسرة الفراعنة في معركة دارت رحاها في منطقة بني سنوس قرب تلمسان، حيث يقام سنويا وإلى الآن كرنفال "إيرار" والذي يعني الأسد ، مقارنة لقوة ملكهم شيشانغ وسلطانه بملك الغابة وبعد ذلك بدأ الأمازيغ يخلدون كل سنة ذكرى هذا الإنتصار التاريخي، ومنذ تلك المعركة أصبح ذلك اليوم رأس سنة جديدة...
إننا بدأنا نقترب من الإعتراف الرسمي برأس السنة الأمازيغية واعتباره يوم عطلة مثله مثل رأس السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية، إن هذا الإهتمام المتزايد ب "إيض يناير" يعني أن المغاربة أصبحوا يشعرون بالتجذر وإن كان لهم أيضا طموح للإنفتاح على العالم، وهذه المعادلة الصعبة هي ما يحققها المغاربة بشكل منسجم وموفق، لأنهم في ارتباطهم بالأرض وبالجذور يساهمون عالميا في إطار الثقافة الإنسانية.
إن الاحتفال بإيض يناير هو رمزيا إعلان عن الهوية و عن الإرتباط بالأرض وبالجذور وينبغي بالتالي لهذا الإعلان أن يلقى صدى في المؤسسات، لأن هذا الإحتفال أصبح يعني الكثير بالنسبة للمغاربة وحتى للدول المجاورة، وهذا معناه أن هناك ما يجمع كل بلدان شمال إفريقيا في رموز ثقافية وحضارية عريقة تمتلك جذورا ضاربة في أعماق التاريخ.

ويعتبر الإعتراف الرسمي بالسنة الامازيغية في العمق اعتراف بالبعد الأمازيغي لتامازغا كبعد اصلي وأصيل وتأكيد على أن الأمازيغية تمتد جذورها في أعماق تاريخ شمال إفريقيا بحيث يمتد تاريخها بحسب التقويم الأمازيغي الى 2964 سنة و لا يرتبط فقط باثنى عشر قرنا أو أربعة عشر قرنا أو غيرها من التقويمات المغلوطة والمفبركة، كما هو سائد في الخطابات الرسمية و المقررات الدراسية لدول المنطقة
وكم نتمنى أن يساهم الإعلام بشكل كبير في التعريف بهده المناسبة والطقوس والاحتفالات المرتبطة بها في إتجاه تكريس قيم التعدد الثقافي من جهة وتوجه نحو التصالح التاريخي مع المكون الأصلي والأصيل.
13 يناير ينبغي ان يكون يوم وطني يربط الإنسان الأمازيغي بخيرات أرضه وعمقه الثقافي الحضاري وتصالحه مع ماضيه، وذلك لكون الأمازيغية في الهوية والثقافة المغاربية ولن يكون ذلك إلا بإعداد برامج ثقافية علمية من طرف الأنتروبولوجيين وعلماء الإجتماع تتحدث بشكل علمي عن هذه المناسبة وتحلل أبعاد الطقوس المرتبطة بها وإمكانية إستثمارها في التنمية المستديمة لمناطق وجهات المنطقة من خلال الحفاظ على المؤهلات والطقوس الثقافية لتامازغا العميقة ....
واحتفالية 12 يناير أمام البرلمان المغربي هي رسالة لمن يهمهم الأمر، والمهم في هذا العمل المتواضع الذي قامت به مجموعة من الفاعلين أنه بدأ يعطي ثماره في أذهان الناس وفي وعيهم وهذا أمر مهم وأساسي، والفرحة الكبرى هي أن عملنا يساهم في خلق تحول بالمغرب من الأحادية والإقصاء إلى الاعتراف بالتنوع وتدبيره بعقلانية وهذا هو الاتجاه الصحيح نحو الديمقراطية.
13) هل توجد روابط بينكم (خصوصا تنسيقية توادا بأكادير) وبين حركة يودا بأكادير ؟ وكيف ترون هذه الحركة ومطالبها؟
المطالب واحدة بالنسبة لجميع الأمازيغ، وأشكال النضال تختلف، ونحن نرى بأنه عندما تنجح بضاعة تجارية معينة وتصبح رائجة جدا يقوم البعض بتقليدها بحثا عن النجاح أيضا، وهذا معروف ولهذا لا نعتبره مشكلا، فهو من مظاهر نجاح حركة "تاوادا" التي يحاول تقليدها البعض، ولكن في حدود ضيقة بطبيعة الحال ، فعندما ننظر إلى عدد من شارك في المسيرة التي ذكرتموها نجد أنه قليل جدا بالنسبة للأعداد المشاركة في تاوادا ن إمازيغن، ولكن لنقل أنها خطوة إيجابية وإن كانت لها سلبية وهي أن من يقوم بأنشطة باسم الأمازيغية ولا تعرف هذه الأنشطة إقبالا كبيرا يجعل الأمازيغية تبدو ضعيفة، فالمطلوب بذل المزيد من المجهودات لتشريف قضيتنا.
14) ماذا عن ممارسات بعض الأشخاص الذين أعلنوا عدائهم الواضح ضد هذه الحركة وقاموا بإصدار بىانات باسمهم ونسبوها لتاوادا ن إمازيغن؟

بالفعل تابعنا باهتمام شديد هذه "الكتابات" التي لا ترقى لمستوى بيانات صادرة عن هؤلاء الأشخاص حيث تم إدراج إسم “تنسيقية تامسنا” دون أدنى استشارة ودون إخبار أو إذن من مناضلها.
نتأسف للشكل و الطريقة التي تمت فيها صياغة هذه البيانات التي أعتبرها تصرف أحادي ومنعزل يفتقر للعمل النضالي النزيه ولا يرقى لما يجب أن يكون عليه الأمر، حيث أن كل تنظيم بما فيه تنسيقيات تاوادا يخضع لضوابط وقانون داخلي يحكم علاقاته وقراراته، ومن فوق ذلك حرمة يجب ألا ينتهكها أي كان وبأية صفة كانت.
إن من كان وراء هذه الجناية دون شك ممن تعودوا على الفوضوية وسوء التدبير و يعملون على نشر ممارسات تحطم قيمة العمل الأمازيغي المهيكَل و الحداثي والمنفتح.
وإذ نذكر الجمعيات الأمازيغية بالمغرب ان القائمين على هدا الإ ستغلال الدنيئ لا يمكن التسامح معهم تحت دريعة “حسن النية” وأنه ليس للمرة الأولى نوصي هؤلاء ‘المغرورين’ الكف عن مثل هذه الخزعبلات.
إن مناضلات ومناضلو حركة تاوادا نيمازيغن لن يقبلوا الخضوع لمثل هذه الممارسات العشوائية الفاقدة للنزاهة والماسة في العمق بالعمل الأمازيغي الجاد و المسئول، كما أننا نساند نضالات الشعوب الأمازيغية بشمال إفريقيا والساحل، من أجل بناء سرح وطن ديمقراطي، يعترف ويضمن حقوق الجميع دون تمييز ونساند كل ثورات الشعوب التواقة للتحرر والإنعتاق من أغلال الديكتاتوريات.
وأدعو كل الجمعيات والمنظمات الأمازيغية إلى خلق إطار وطني للتنسيق، ما سيقطع الطريق امام الإنتهازيين كما سيمكن الحركة الأمازيغية من عمل أكثر فاعلية وأكثر ثقلا ويخلق قوة ضاغطة تقف بالمرصاد أمام كل ما من شأنه أن يمس بجانب من الجوانب المتعلقة بالأمازيغية بشموليتها.
15) ماذا عن حملات الإسلاميين ضد الأمازيغ ؟
كما هو معلوم يستطيع أي ملاحظ للساحة السياسية بالمغرب أن ينتبه إلى الأدوار التي يلعبها الإسلاميون ضد الأمازيغية والأمازيغ، وذلك لسبب رئيسي هو شعور هؤلاء الإسلاميين بأن القوى الأمازيغية هي التي تشكل حجرة عترة في طريقهم وهي التي تتوفر على قوة الخطاب وقوة التنظيمات التي تستطيع التصدي لمشروعهم الإخواني المتطرف وإفشاله، وهذا مايفسر هجمات جريدة التجدبد منذ سنوات عندما كان يرأس تحريرها وزير الإتصال الحالي، كما يفسر هجمات ابن كيران الخاسرة ضد الأمازيغ قبل أن يصبح رئيس حكومة حيت بعد أن قام بالتصعيد ضد حرف تيفيناغ الذي سماه "الشنوية" أضطر إلى الإعتدار كما قام حزبه باستعمال هذا الحرف بكثافة في الحملة الإنتخابية وفي مؤتمراته.
يفسر هذا كذلك التهجم الخسيس للرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح أحمد الريسوني ضد الأمازيغ متحدثا من دولة قطر بالخليج معتبرا الحركة الأمازيغية مصدر تهديد للمغرب بالحرب الأهلية ، هذا رغم أنه يحث الناس على الذهاب للموت في سوريا والمساهمة في الفتنة وتخريب البلدان دون أن تكون له الشجاعة أن يجيبنا على السؤال :
لماذا أصبح الإرهاب إسلاميا فقط في العالم كله ؟
ويفسر هذا كذلك ماصدر من المقرئ أبو زيد البرلماني الذي تعود النوم في البرلمان من تصريحات وأقوال منحطة تتهم التاجر الأمازيغي بالبخل وتضحك عليه السعوديين الوهابيين.
كل هذه الأمثلة إن دلت على شيء فإنما تدل على أن الإسلاميين المغاربة يكنون للحركة الأمازيغية الكثير من الضغائن والأحقاد الإيديولوجية، ولكن ذلك لن يغير شيئا في معادلة السياسة، فالأمازيغ عازمون على الإستمرار في النضال السلمي بقوة الحجة ومنطق العقل وقوة الإرادة إلى أن تتحقق أهدافهم التي هي دولة القانون والمواطنة، دولة العدل والحرية والمساوات بين الجميع
16) مازال يتعرض الأمازيغ للعنف و الترهيب بسبب اعتزازهم و افتخارهم بالعلم الأمازيغي الذي يرمز إلى الهوية و الخصوصية الأمازيغية عبر العالم، في نظرك ماهي أسباب هذا الترهيب؟

إن ما يتعرض له الأمازيغ من عنف و ترهيب بسبب اعتزازهم و افتخارهم بالعلم الأمازيغي الذي يرمز إلى الهوية و الخصوصية الأمازيغية عبر العالم، خاصة بعد الأحداث التي عرفتها العديد من المدن و التي تمت فيها مصادرة العلم الأمازيغي واعتقال مناضلين من الحركة الأمازيغية وشباب يحمل العلم الأمازيغي، لا يدع لنا شكا على موقف الدولة المعادي لتقافة الإنسان الأمازيغي، و لا يمكن فصله عن التراجعات الخطيرة والالتفاف الممنهج على كل المكتسبات التي انتزعتها الحركة الأمازيغية بعد أربعة عقود من النضال.
فعوض أن يكون الترسيم الأخير للأمازيغية في "دستور ممنوح بغلاف ديمقراطي" مدخلا للإنصاف والعدالة الثقافية واللغوية، تحول إلى ما يشبه المتاهة الكبرى التي تؤدي في نهاية المطاف إلى المزيد من التهميش والاحتقار على أساس لغوي وثقافي.
إن من يعطي الأوامر بمنع نشطاء الحركة الأمازيغية من حمل علمهم الثقافي والهوياتي، يجهل بأن هذا الرمز الممنوع في أرضه، علم ثقافي دولي يرمز إلى الهوية والخصوصية الأمازيغية عبر العالم، ويعود تاريخه إلى السبعينات واعتمد كعلم لكل أمازيغ العالم سنة 1997 بجزر الكناري، بمناسبة انعقاد مؤتمر الكونكريس العالمي الأمازيغي.

إن هذا العلم حضر في كل المحطات التاريخية لشعوب شمال إفريقيا، فقد كان أيقونة الثورة الليبية ضد ديكتاتورية القذافي، كما كان بارزا في مسيرات تاوادا وحركة 20 فبراير بالمغرب، وله حضور قوي في الجزائر وأزواد، كما أنه حاضر وبقوة في اعتصام ساكنة إميضر المطالبة بحقوقها بالجنوب الشرقي من المغرب. وهو كلما قمع في أرضه ازداد تشبث النشطاء به، حيث أصبح جزءا من حياة الآلاف من العائلات بشمال إفريقيا.

إن قمع وترهيب الانسان الأمازيغي بسبب تشبثه بالعلم الأمازيغي، ينم عن جهل كبير من السلطات المعنية بأسباب التعلق بالرموز كالأعلام وغيرها. فالنفور من الرموز الرسمية للدولة أمر شائع في بلدان الإستبداد، والتعلق بها ثقافة في الدول التي تحترم المواطن وتضمن حقوقه شاملة وغير مجزأة. أن مسؤولية ما يقع يتحمله النظام في استمراره في إرسال الإشارات السلبية ذات الصلة بالملف الأمازيغي.

17) في أحد تصريحاتك الأخيرة لأحد المواقع الإخبارية آعتبرت أن العُمق الأمازيغي كفيل بدحض "البوليسَاريو" هل يمكن أن تشرح لنا ذلك؟

من الأخطاء الأصلية التي ارتبطت بملف الصحراء منذ البداية تغييب عنصر الأمازيغية في الصراع الدائر بين المغرب وجبهة انفصاليّي البوليساريو، التي كانت تهدف إلى إقامة ما سمته" الجمهورية العربية الصحراوية" على أرض الصحراء، ولم ينتبه الكثيرون في ذلك الوقت إلى أن جبهة الانفصاليين لا تمثّلُ إلا أقلية صغيرة فيما يسمّى "الشعب الصحراوي"، الذي هو في الحقيقة مُكوَّن في أغلبيته من قبائل أمازيغية معروفة بأصولها وتقاليدها وعاداتها ولغتها.
لقد كان عنصر الأمازيغية مُهمًّا في إثبات تهافت أطروحة "البوليساريو" والنظام الجزائري، وذلك على مستويين:
أولا: أن تاريخ الأمازيغ المغاربة يُثبت امتداد الدولة المغربية من شمال المغرب إلى جنوب الصحراء، حيث كانت الإمبراطورية الكبرى تحكم كل هذا التراب من عاصمة مركزيةٍ، إما مراكش أو فاسَ ثمّ الرباط، وكانت عصبية القبائل التي تأتي من الصحراء وتؤسّس الدولة بمراكش أو فاس تعتبر أن التراب المغربي واحد من الصحراء إلى الشمال، حيث كانت بيعة القبائل للسلاطين المغاربة معروفة ومعمولا بها.
ثانيا: أنّ أسماء الأماكن في الصحراء هي في معظمها أسماءٌ أمازيغية، وهي الأسماء نفْسُها المتواجدة بمنطقة سوس وَواد نون، ممّا يدلّ على أن الصحراء امتداد طبيعي للمغرب.
هذه العناصر التاريخية والسوسيو ثقافية والجغرافية، أنكرها إنكارا تامًّا انفصاليو "البوليساريو"، حيث ارتكبوا الخطأ نفسَه الذي ارتكبته السلطات الجزائرية والسلطات المغربية في عهد الحسن الثاني، والذي هو اختزال هوية البلاد كلها في عنصر واحد هو العروبة.
والآن، بعد أن قام المغرب بتصحيح خطئِه واعترف بكل مكوناته وعلى رأسها الأمازيغية، فليس على الدولة المغربية إلا أن تدرك أهمية العمق الأمازيغي في قضية الصحراء، لأن ذلك أساسي في عزل أطروحة "البوليساريو".
ومن هذا المنطلق، على الشباب الأمازيغي الصحراوي أن ينخرط في النضال الوطني من أجل تحقيق الديمقراطية في المغرب كله من شماله إلى جنوبه، وهذا هو الرهان الكبير وليس الانفصال، الذي يؤدي إلى مزيد من الانقسام والضعف.
كلمة أخيرة الناشط والفاعل عادل أداسكو؟
إننا في تاودا ن إمازيغن نعمل بروح أخوية وبروح الاتحاد والانسجام بيننا ولهذا نجحنا في تنظيم تاودا عدة مرات مع أنشطة أخرى كثيرة في الشارع بالرباط، وسبب نجاحنا هو نكران الذات والتضحية.
إنني من هذا المنبر أدعو كل المناضلين من شباب تاوادا إلى التحلي باليقظة والحذر من المندسّين ومن التفرقة، فالأجهزة المخابراتية نشيطة لكي تطفئ شعلة تاوادا ن إمازيغن وعلينا أن نحافظ على وحدتنا التي هي مصدر قوتنا.

ليست هناك تعليقات: