مركزتيفاوت الإعلامي
بقلم لحسن سويري/ صور: مبارك الحوزي
بإيقاعات إفريقية مصحوبة بأذكار روحانية تؤدي فرقة " كناوة ملاعب " عروضها الممتعة في موسم " لاَلَّة مِيمُونة " بجنوب المغرب و حفل " دْردْبَة " الذي يضرب له موعد إقامته بعد الرجوع من موسم "لالّة مِيمُونة " باحد القصور المجاورة لقصر ملاعب أو بقصر ملاعب نفسه.
ففن كناوة القادم من بلدان السنغال٬غانا، والسودان امتزجت به الثقافة المغريبة ليصبح خليطً ثقافياً متنوعاً يعكس تعايشاً أصلُهُ عبودية و واقعه أخوي .
ويحكي أيت وماَ أحمد او كما يفضل اهل بلدته تسميتة " عمِي بلال " في حديثه لتيرابريس وهو أحد الرجال الذين استلموا مشعل فن كناوة من جده أيت وماَ محمد فيقول " فن كناوة له تاريخ عريق و يمتد من المغرب الى عمق الصحراء البعيدة ، وهو بالنسبة لنَا إرث مقدس ونحتفل في كل سنة بموسمين معروفين في المغرب وخاصة بالجنوب الشرقي ".
يومين من الموسيقى الروحية التي تتحول بعد إنطلاقها بضربة لِطَّبل" دْندُوم " من يد أحد المعلمين إلى فترات للعلاج النفسي و إرتقاء للذات الإنسانية إلى مرتبة أكثر سموا ، وترافق هذا الفن الآصيل عادة أخرى في صباح اليوم الأول من الموسم الذي يقام في أول جمعة من شهر مارس إذ يقوم الحاضرون بإنجاز وجبة غذاء بخبز يطهى مدفونا تحت أحجار متقدة ويغطى بالتراب يسمى محليا " أبَادير" .
في اليوم الأخير يتم الصعود الى أعلى قمة في جبل لالّة ميمُونة حيث يقضي الجميع الليل هناك في أجواء روحانية يمتزج فيه الغموض بسحر الأنغام القوية للآلات الموسيقية الكناوية ، ليرتقي الحضور إلى عالم روحاني صرف، وفي الصباح تحزم الحقائب معلنة عن نهاية لقاء مجمع عاشقي فن الكناوة على أمل العودة في الموسم المقبل .
في الموسم الثاني الذي يسمى " بدردبَة " يجتمع المعلمون المحتفلون بِلباس موحد مرفوقين بنسائهم يَلبِسن هنَّ أيضاً لباساً موحداً عبارة عما يسمى " بأَحرُوي و بَادنِّي " و أمَامَ بَاب القصر القديم لبلدة ملاعب يطربون من حولهم( محبين ـ متابعين ـ عاشقين ) بموسيقى تبتغي شفاء الروح، ويدوم الموسم لمدة ثمانية أيام متواصلة خلالها يقومون بإعداد طعامهم بشكل جماعي بعدما كانوا قد رتبوا جيدا لأيامهم البهيجة.
وما أن تنتهي مواسم كناوة بالمنطقة حتى تترك أرضاً خصبة لزرع التسامح و التعدد الثقافي ومن أرضيته تبعث رسالة سامية عنوانها :المغرب بلد التعدد الثقافي بامتياز..
https://www.facebook.com/lafass.marocaiic
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق