بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 7 فبراير 2014

امباركة بوعيدة: أرفضُ تعدد الزوجات ولدينا ألف حالة فقط في المغرب


بوعيدة: أرفضُ تعدد الزوجات ولدينا ألف حالة فقط في المغرب



غدَاة زيارتها إلى مدريد، لإجراء مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني خوصي مانويل غارسيا مارغايو، حلت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امباركة بوعيدة، ضيفةً على التلفزيون الإسباني، حيث تطرقتْ إلى العلاقات الثنائية بين المغرب واسبانيا والهجرة وحول وضعية المرأة بالمغرب، وما تحقق فيها من مكتسباتٍ.
وفي ما يلي نص الحوار مترجمًا؛
السيدة الوزيرة، كيف تقيمين العلاقات الثنائية بين المغرب واسبانيا، في الوقت الحالي؟
العلاقات الثنائية بين المغرب واسبانيا رائعة، ونحن جد سعداء بالتعاون الحاصل بين البلدين ومنذ أمد بعيد. إذْ نعمل ونتعاون جنبا إلى جنب في مجموعة من القضايا، وعلى جميع المستويات؛ الاقتصادية منها والاجتماعية والسياسية، وكذا مسألة الأمن والهجرة.
نعم فعلا، نحن بلدان جاران، لكن ألا ترون أننا لا نعرف بعضنا البعض رغم هذه القرابة؟
ما نحتاجه حقا هو أن يأتي الاسبان إلى المغرب، لمعرفة البلد، خاصة وأننا لا نبعد إلا بـ14 كيلومترا، وأرى أنه من الضروري أن نعرف بعضنا البعض أكثر.
الهجرة من بين القضايا المهمة أيضا، ما الشيء الذي يتوجبُ القيام به لمعالجة الظاهرة؟
نحن نعمل بجدية، وهناك تعاون قوي بين البلدين لوضع هياكل لظاهرة الهجرة بهدف تعزيز المراقبة. وعليه فإن مشاكلها قلت مقارنة مع السنوات الماضية. وثمَّة حوار مستمر ومفتوح بين المسؤولين حول الشأن من كلا البلدين، حين يتعلق الأمر بمشكل ما.
لهذا ٍاينا تراجعا، في الآونة الأخيرة، في نسبة الوقائع ذات الصلة بالهجرة. وكما تعلمين أيضا، هناك أكثر من 800.000 مهاجر مغربي باسبانيا، ونعمل لضمان حقوق هؤلاء، الذين يحبون كثيرا اسبانيا، فَهم صلة وصل بين البلدين.
هل من شان الأزمة الخانقة التي تجتازها اسبانيا أن تحد من تدفق المهاجرين؟
فعلا، إسبانيا تعيش أزمة خانقة، وبالتالي ارتفع عدد العاطلين عن العمل، وبالبطالة متفشية أكثر في صفوف المهاجرين المغاربة باسبانيا. لهذا نرى عودة مجموعة منهم إلى بلدهم المغرب للبقاء والعيش هناك. ونتمنى أن تجتاز اسبانيا هذه الأزمة. والأرقام ايجابية هذه السنة وهي مسألة وقت فقط. ربما سيتطلب الأمر سنوات وهذا سيساعد على إعادة التوازن للوضعية الاقتصادية، وكذا لوضعية المهاجرين.
تحسنت الوضعية الاقتصادية بالمغرب. كيف تمكنتم من تقليص نسبة العجز بنقطتين خلال سنة واحدة فقط؟
المغرب من البلدان الناشئة. ونحن شرعنا في هيلكة اقتصادنا منذ أزيد من عشر سنوات. ويمكن القول بأننا في إطار بناء بلدنا، وهنا على ما اعتقد يكمن الفرق. فما أننا نحاول قدر المستطاع ضبط نسبة العجز. والانفتاح على دول أوروبا وأمريكا ودول الخليج وكذا الدول الافريقية.
أنتم امرأة مغربية شابة، وهذه هي الصورة الجديدة للمغرب الذي يخطو خطوات النمو.
نعم أغلبية المغاربة شباب، ونرى في كل مرة حضورا قويا للطاقات الشابة وللنساء أيضا، لأننا على قناعة تامة أنه لا يمكن الحديث عن تطور بلد ما دون تحرير المرأة. أما على مستوى المشاركة السياسية، فنحن نعمل جديا للرفع من عدد النساء. وفي الدستور الجديد صادقنا على المساواة بين الجنسين. وهذا لا يعني أن المساواة قائمة فعلا، لكننا نحاول القيام بذلك عن طريق قوانين وتغير للعقليات لأجرأة هذه المساواة.
نعم صحيح الأعقد هو كيفية تغيير العقليات لا القوانين.
فعلا، فمن السهل وضع قانون ما، وهذا ما وقع لنا مع الدستور الجديد، حين جرى التحدث عن المساواة بين الجنسين. وكل الناس سعداء بالتصويت عليه، لكن عند التطبيق يأخذ وقتا كثيرا. لكننا بدأنا بالعمل به شيئا فشيئا. ولدينا الآن 15%من النساء في البرلمان. ونتمنى أن تصل النسبة إلى 30% عند انتخابات 2015-2016 قبل تحقيق نسبة 50% التي هي هدفنا جميعا.
دور المرأة مهم جدا. ولقد سمعنا مؤخرا مطالب بعض المنظمات غير الحكومية بالرفع من سن الزواج إلى 18 سنة. ما هي مخططات الحكومة في هذا الصدد؟
مدونة الاسرة تتحدث عن سن الزواج المحدد في 18 سنة. لكن تبقى هناك حالات استثنائية وكما تعلمون ف 40% من الساكنة المغربية يقطنون بالعالم القروي. في هذا العالم يتفشى الجهل أكثر وتنعدم التربية والفتيات يتزوجن في سن مبكرة.ن الارقام تحسنت شيئا ما للتوجه نحو خطة تطبيق القانون الجديد المحدث منذ عشر سنوات. ومعدل سن الزواج حاليا ما بين 27 و 29 سنة.
من بين الاعمال التي لا تظل عالقة نجد الفصل 488 من القانون الجنائي الذي تختلف فيه العقوبة حسب الضحية؟
مؤخرا قمنا بتغيير هذا القانون، رغم أنه وجب علينا تغييره منذ سنوات. كما أن البعض كان يجهل وجود هذا الفصل من القانون أصلا، وهذا يقع في جميع البلدان. وحين أدركنا السنة الماضية وجوده عملنا جميعا بتعاون مع المجتمع المدني والأحزاب السياسية والحكومة بهدف تغييره. وهذا يدخل في إطار النقاشات المجتمعية. لكنه يبقى من الصعب تغيير عقليات بعض الأشخاص، لكن الأغلبية متفقة على هذا الإجراء.
هذا له علاقة أيضا بالتقاليد والعادات حسب اعتقاد البعض.
نعم صحيح، لكن هناك تغيير واضح في العقليات خصوصا في صفوف الشباب. والدليل هو المظاهرات التي أقيمت ضد هذا الفصل. تغييره كلفنا كثيرا، لأن هناك إجراءات تشريعية يمر منها كل قانون، لكننا تمكنا من أجرأته ونحن سعداء بهذا الانجاز.
وماذا عن تعدد الزوجات السيدة الوزيرة؟
تعدد الزوجات لا يجب أن يكون. وأنا ضد تعدد الزوجات. ومع مدونة الأسرة الجديدة عملنا على إيجاد حل وسط لمنع تعدد الزوجات بطريقة برغماتية. حيث إنه لا أحد يستطيع أن يتزوج امرأة ثانية دون قبول الأولى ووضعنا أيضا حواجز ذات طابع مادي.
وأنا دائما أقول إننا في إطار عملية تغيير لتعزيز الديمقراطية ليس فقط على المستوى القانوني لكن أيضا على مستوى العقليات. وعلينا أن نؤهل الناس لهذا التغيير. وأظن أننا مستعدون لمنع تعدد الزوجات. وهذا نقاش مجتمعي كون تعدد الزوجات وارد في الشريعة، وأن المغرب بلد عربي مسلم حسب الدستور. إذن علينا أن نجد الشكل الأنسب. الأرقام، في يومنا هذا، جد منخفضة ولدينا 1000 حالة فقط من بين 35 مليون مواطن مغربي. وعلينا أن نعمل جميعا لمنعها تماما.
ومتى سيبدأ الصيادون الإسبان في الصيد بالمياه المغربية؟
تعلمون أن البرلمان الأوروبي صادق على تجديد اتفاقية الصيد البحري مع المغرب، ونحن أيضا نقوم بالمصادقة عليه على مستوى المجلس الحكومي ومجلس الوزراء. وبالأمس أخبرت وزير الخارجية الاسباني أنه ستتم المصادقة عليه من قبل البرلمان، في غضون الأسابيع القليلة القادمة.
هل من بترول بالمياة المغربية؟
للاسف لا. وإنْ كنا نحتاجه كثيرا ، سيما أننا نستورد 80% من البترول. والبديل الذي وجدناه حاليا هو العمل في الطاقات المتجددة والرفع من نسبتها.
هل هناك تقدم في الصراع الطويل لقضية " الصحراء الغربية"؟
نحن نقوم بخطوات إلى الأمام في هذا النزاع. والقضية في يد الأمم المتحدة عن طريق مبعوثها الخاص، كريستوف روس. نحترم قرارات هذه الأخيرة، وفي الوقت ذاته نعمل على تنمية الأقاليم الصحراية وخلق فرص الشغل. وأنا أعتقد أنها الطريقة الأنسب لإيجاد حل لأي صراع. ونحن منسجمين تماما مع قرارات مجلس الأمن. وأتمنى أن يقوم الطرف الأخر بنفس الشيء ويفكر في خطوات التقدم نحو الأمام.

ليست هناك تعليقات: