بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 24 يناير 2014

أقصبِي: إشكالُ "الهولدينغ الملكِي" لا يزال قائمًا وإنْ رفعَ حرج "القُفّة"


أقصبِي: إشكالُ "الهولدينغ الملكِي" لا يزال قائمًا وإنْ رفعَ حرج "القُفّة"


 هشام تسمارت
اعتبرَ الخبيرُ والمحلل الاقتصادِي، نجيب أقصبِي، انسحاب الهولدينغ الملكِي من "كوسومار"، بتفويت 24.5 في المائة من أسهمه، بقيمة بلغت 1.90 مليار درهم، خطوةً عاديَّة، ضمنَ حركة بدأت منذُ ما يربُو على 4 سنوات، حينَ شرعَ الهولدينغ الملكي في الانسحاب من بعض القطاعات، بفعل كونها، حساسة جدا، وارتباطهَا بالمواد الغذائية، بعضها مدعم من قبل الدولة، عبر صندوق المقاصة، زيادةً على ارتفاع أسعار المواد في السوق الدوليَّة.
أقصبِي أوضحَ فِي تصريحٍ لهسبريس، أنَّ الحضور السابق للهُولدينغ الملكي في قطاعات حساسة جدا، كالغذاء، من قبيل الزيت والحليب، ثم السكر الذِي تنازل عنه، وضعهُ في حرجٍ، سيما من الناحيَة السياسيَّة، ففيما لا يعرفُ بعض الناس أنَّ مواد تلك القطاعات مدعمة، ظلت الشركات تحققُ أرباحًا كبيرة جدا.
أقصبي زاد أنَّ الهولدينغْ الملكي، وإنْ انسحبَ فِي المغرب من المواد الغذائيَّة، بتفويت أسهمه إلى شركات أجنبيَّة، لا ترجعُ حظوتها إلى اعتبارات اقتصادية صرفة بالضرورة، وإنما ينضافُ البعد السياسي، إلَّا أنَّه يتوجهُ نحو قطاعاتٍ أخرى متجددة، تدرُّ أرباحًا أكبر، ممَّا يعنِي أنَّ الإشكَال يبقَى قائمًا، حول الجمع بين السلطة والمال، بالمملكة، ويسائلُ سلامة الوضع الاقتصادِي، والإشكالات التِي يطرحهَا.
الأكاديميُّ المغربي أردفَ أنَّ حضورَ الهولدينغْ الملكِي، في السوق، يربكُ المنافسة الشريفة، وتحقيق سوقٍ حرَّة، تسمحُ بالتنافس بين الفاعلِين، على قدم المساواة، لأنَّ المشكلَ حاصلٌ من الناحية المبدئيَّة، حين يكون هرم السلطة فاعلًا اقتصاديا، وَيظلُّ، أيًّا كانت المسوغات المقدمَة، منافسًا غير عادي، سواء تعلق الأمرُ بقطاع المواد الغذائيَّة أو بقطاعاتٍ أخرى، مما لا يمكنُ معه نفي وجود تأثير يمارس، كما حصل مع مقدم تعاونية «كوباك»، التي نافستْ شركة الهولدينغ الملكي، فمارسَ ضغوطهُ بهدفِ فرض ضريبة على التعاونيات. في صورةٍ للتأثير الممارس، يقول أقصبي.
وعمَّا إذَا كانَ حضور الهولدينغْ الملكِي في السوق، وخلافًا لما يذهبُ إليه، لا يطرحُ إشكالًا لدى المقاولات في المغرب، كما أكدتْ ذلك، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مريم بنصالح شقرُون، في وقتٍ سابق، أجابَ أقصبِي "هلْ يمكنُ لبنصالحْ أنْ تقول غير ذلك، أوْ تذهبَ فِي منحًى مغاير، رئيسةُ الباطرُونا، وفق قوله، لا تقومُ سوَى بوظيفتها السياسية المرسُومة، أمَّا المقاولون الذِي يعانون، وهمْ ليسُوا منضوين بالضرورة تحتَ لوَاء، الـباطرونا، المحدودة التمثيليَّة، فمشاكلهُمْ معروفة فِي الميْدَان ولا تخفَى على المشتغلِين به.
حريٌّ بالذكر، أنَّ الهولدينغْ الملكِي، كانَ قدْ شرع منذ سنواتٍ في الانسحاب من بعض القطاعات الغذائيَّة، آخرها السكر، بعدما فوَّتَ "لوسيُور"، والحليب "سنترال"، لمجموعَة دانون الفرنسية، التي يعزُو أقصبِي حظوتها إلى الجذور الفرنسية في المملكة، و"بيمُو"، نظرًا إلى حساسيتها، بحكمِ ارتباطٍ بعضٍ منها بقفَّة المغاربة، التِي أصبحتْ تشهدُ أسعارها ارتفاعًا مضطردًا.

ليست هناك تعليقات: