وأوضح ابن كيران خلال تقديمه للتقرير السياسي للحزب خلال افتتاح أشغال الدورة العادية لبرلمان الحزب يوم السبت 28 دجنبر 2013 بسلا، الجهود الاستثنائية والمكابدة التي بذلت من أجل الحد من آثار الأزمة على سير العمل الحكومي وأداء قطاعاته ثم تجاوزها بتشكيل أغلبية جديدة، والتمكن من ضمان انطلاق عمل القطاعات الحكومية الجديدة وإرساء دينامية جديدة من التعاون والتضامن بين مكونات الأغلبية الجديدة.
وبعد أن ذكر ابن كيران أن التحالف الحكومي السابق تعرض لاستهداف ممنهج من أجل تفكيكه وشله وعزله، أكد أن المحصلة النهائية كشفت عن صمود استثنائي أدى إلى صد مخططات الاستفزاز والاستدراج والاستنزاف، مضيفا أنه "تم بفضل الله تعالى تكوين أغلبية جديدة حافظ فيها الحزب على مكانته، رغم القرار المؤلم المتعلق بمغادرة الأخ سعد الدين العثماني لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الذي فرضته الظروف الجديدة".وقال ابن كيران إن النجاح في تكوين الحكومة عبر تعديل حكومي هادئ وسلمي وبطريقة ديمقراطية، فوت الفرصة على من سعوا إلى جر المغرب إلى ما شهدته دول أخرى من عودة للتوتر وعدم الاستقرار.
وتابع ابن كيران "أننا من جهتنا فضلنا عدم اللجوء إلى خيار الانتخابات السابقة لأوانها، لأن عواقبها تبقى مفتوحة على المجهول في مثل هذه الأحوال، وينبغي هنا أن نثمن انخراط حزب التجمع الوطني للأحرار بالأغلبية الحكومية ودعم استمرارية هذه التجربة وأن نشيد بالصمود وبالمواقف المسؤولة والوطنية لحلفائنا في الحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية".
وأبرز ابن كيران أن المغرب وبعد مرور حوالي ثلاثة أشهر على تشكيل الأغلبية الحكومية الجديدة، تمكن، ولله الحمد، من استرجاع الآمال في استئناف وتسريع مسار الإصلاح بعد شهور هيمنت فيها ممارسات التضليل والتشويش والخلط والتعمية على الإنجازات المحققة، وإثارة القضايا الهامشية وافتعال المعارك، مضيفا أن هذا الاسترجاع ظهرت آثاره في تحسن صورة المغرب على المستوى الدولي وتعزيز الثقة في تفعيل أجندة الإصلاحات والقدرة على ربحها.
وكشف ابن كيران أن الحصيلة العامة كانت إيجابية وأن التدبير السياسي للمرحلة الحرجة كان موفقا بفضل الله، ونتائجه تجاوزت الحزب والأغلبية الحكومية لتشمل البلاد ككل التي بدأت تستعيد حالة تعبئة شاملة لتنزيل استحقاقات البرنامج الحكومي والتقدم في تطبيق مقتضيات الدستور.
وفي سياق ذي صلة، أكد على أن المغرب في حاجة إلى معارضة قوية، مسؤولة ومؤثرة وذات قوة اقتراحية، مما يتطلب تحديد الموقف بوضوح من مسلكيات سياسية تسعى لاستدراج القوى السياسية إلى أتون المزايدات الهامشية وإضعاف الثقة في العمل السياسي، مبينا أن "هذه المسلكيات لن تثنينا على تحمل مسؤوليتنا في القيام بالإصلاحات اللازمة، في إطار التشارك والتعاون الوثيق بين أحزاب الأغلبية وتوسيع الشراكة بين مكوناتها، والانفتاح على المعارضة المسؤولة والهيئات النقابية والمجتمع المدني، بالإضافة إلى مواصلة جهود الحزب في دعم الفريق البرلماني للحزب في العمل التشريعي والرقابي وكذا في العمل الميداني مع المواطنين والمواطنات".
أحمد الزاهي
أحمد الزاهي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق