سفيان الحتاش
قد لا تسعفني الكلمات أن اصف تلك القشعريرة التي انتابت بدني والفزع الذي اجتاح عقلي وكياني وأنا انظر الى مشهدا مروع للقتل تنقله إحدى الفضائيات العربية حيث ينحر الإنسان من الوريد إلى الوريد ويفصل الرأس عن جسده فيما الناحر يتباهى وينتشي بفعله الوحشي والهمجي هذا.
لقد كان الحدث هو لقطات مصورة التقطتها كاميرات مراقبة لتفاصيل الهجوم الذي نفذه 12 مسلحا غالبيتهم من السعوديين على مجمع لوزارة الدفاع اليمنية في العاصمة صنعاء ، قتلوا من خلاله52 شخصا بطريقة بشعة صدمت اليمنيين والعالم.
الحقيقة لقد شاهدت هذا الفيلم وصدمت كما صُدم الآخرون، إلا أنني وأنا أرى المسلحين وهم يقتلون كل من يصادفهم من أطباء وطبيبات وممرضات وعاملين ومرضى ومراجعين من النساء والأطفال في غرف وردهات المستشفى وبشكل عشوائي، وكذلك مشهد دخول احد المسلحين على مجموعة من الأشخاص مختبئين مرعوبين فيخرج بدم بارد قنبلة يدوية ويفجرها فيهم فيقتلهم جميعا، وأنا أرى كل هذا لم أتصور للحظة أن المسلحين كانوا من البشر وأنهم أناس مثلنا ، أقسم صادقا كنت أراهم وحوشا أو مخلوقات نزلت على الأرض قادمة من الفضاء السحيق، فمثل هذه الأفعال لن يقدم عليها إنسان مهما انحط في إنسانيته..سددت ثمن فنجان الشاي الذي قدمه لي نادل احد المقاهي بطنجة وهممت بالانصراف وقلت مع نفسي ليس من المروءة والإنسانية والواجب والمسؤولية أن يسكت الإنسان عن هذه الفظاعة والبربرية في زمن حقوق الإنسان والحيوان قررت كتابة مقال ونشره في الإعلام الوطني وذلك اضعف الإيمان، وكان السؤال الذي ينتابني هو:
الذين يفتون لهؤلاء الساديين القتلة المرضى النفسانيين ، أي إسلام يتبعون ويرجعون او بالأحرى اي شريعة دينية ودنيوية تبرر لهم هذه الأفعال الشنيعة؟؟؟ الم يعرفوا ويشهدوا أن الرسول الكريم الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين كيف يقف أمام الأعراب من قريش مهزومين مذلولين صاغرين بعد أن سبوه وقاتلوه وأخرجوه من داره وصادروا أملاكه وهجوه وهجروه وقتلوا أصحابه وعذبوهم، يقف عليه السلام أمامهم يوم فتح مكة، وهو وأصحابه في عز انتصارهم، ليقول لهم حينها: «ماذا تروني فاعلا بكم؟» فيجيبونه» كريم ابن كريم» فيواجههم بعفوه وتسامحه الكريم، ونحن نستحضر هذا النهج الإلهي والسلوك النبوي الراقي نتساءل بحيرة وقلق: « ألم يحن لهؤلاء المتأسلمين والمتفيقهين الإخونجيين من أن يقتدوا بهذا السلوك النبوي الذي قال فيه عز وجل « لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة» وأن يتخلصوا من ذلك العتاد الضخم من الحقد الدفين الذي يحاولون في كل مرة من أن يصبغوه بصباغة عقائدية ومعنى إلهيا، ألا يتسلح هؤلاء المتأسلمون بشجاعة كافية ليقولوا للناس: إن سلوكاتنا هذه تعكس أمراضنا النفسية وأحقادنا وعداواتنا ورغباتنا في الاستحواذ والسيطرة باسم الله ورسوله، حتى نعطي لأحقادنا هذه معنى مقدسا وجلالا ورهبة وخشوعا، حتى لا تنكشف ميولاتنا الراغبة في الاستقواء والغلبة والحكم، لكننا نخجل من أن نعلن أو نتحرك بهذه العناوين المرضية، فعلى من يكذب هؤلاء يا ترى؟ وهم يقولون: إنه علينا ألا نستعمل العنف وعلينا أن نستعمل الوسائل السلمية؟ ألا يعد هذا العنف الذي تتم ممارسته الآن في بلدان العالم الإسلامي وعانينا منه وما زلنا نعانيه من زراعتكم ومن دروسكم ومن كراساتكم ومن خطبكم في المساجد والجامعات والمنازل والجمعيات والمقرات العامة والخاصة ومن أشرطتكم ومن محاضراتكم ومن وعاظكم الذين تقطر ألسنتهم حقدا وضغينة؟
فما وقع في الجزائر من مجازر بالجملة ألم يكن بمباركتكم وبفتاوى مباشرة من القرضاوي، وما وقع في ليبيا وسوريا ومالي من جرائم القتل وهدم الأضرحة وقتل للناس، ألم يكن بفتوى من القرضاوي الذي أراد أن ينفث سمه حينها على المغرب والمغاربة حينما خرج بفتوى يقول فيها:» بأنه ينطبق على المغاربة ما ينطبق على مسلمي أوربا، في المعاملات البنكية»، مكفرا بذلك الدولة المغربية ومكفرا إمارة المؤمنين التي تجرأ عليها تلميذه الريسوني بعد عودته من السعودية،-وقد كتبنا مقال آنذاك منشور في الأحداث المغربية- ولولا تصدي العلامة سيدي أحمد الخمليشي لهذا السم القرضاوي الذي أراد أن يمرره لهدم الدولة المغربية لتم نفثه في الجسد المغربي بمهارة خبيثة، لكنه لما تصدى علماء المغرب بردهم على القرضاوي وعلى تهجم الريسوني على الثوابت المغربية وتهجمه على البيعة وسبه وتخوينه للرابطة المحمدية للعلماء والمذهب المالكي تظاهر متأسلمي البجيدي بالسكوت وهو سكوت مؤيد تأييدا ضمنيا، في الوقت الذي كنا ننتظر منهم الرد على البدع الريسونية ووهابيته المستفزة للهوية الدينية المغربية وللإسلام المغربي الحضاري العميق، وهو ما يكشف التناقض الصارخ في كلام رجال العدالة والتنمية حول تعزيز الهوية الدينية الوطنية، كلام فيه تدليس ومزايدة سياسية، لان هذا التنظيم تربى وتثقف على الوهابية وحصل على تكوين ديني لم يحضر فيه الكتاب المالكي أو الأشعري مطلقا.
الذين يفتون لهؤلاء الساديين القتلة المرضى النفسانيين ، أي إسلام يتبعون ويرجعون او بالأحرى اي شريعة دينية ودنيوية تبرر لهم هذه الأفعال الشنيعة؟؟؟ الم يعرفوا ويشهدوا أن الرسول الكريم الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين كيف يقف أمام الأعراب من قريش مهزومين مذلولين صاغرين بعد أن سبوه وقاتلوه وأخرجوه من داره وصادروا أملاكه وهجوه وهجروه وقتلوا أصحابه وعذبوهم، يقف عليه السلام أمامهم يوم فتح مكة، وهو وأصحابه في عز انتصارهم، ليقول لهم حينها: «ماذا تروني فاعلا بكم؟» فيجيبونه» كريم ابن كريم» فيواجههم بعفوه وتسامحه الكريم، ونحن نستحضر هذا النهج الإلهي والسلوك النبوي الراقي نتساءل بحيرة وقلق: « ألم يحن لهؤلاء المتأسلمين والمتفيقهين الإخونجيين من أن يقتدوا بهذا السلوك النبوي الذي قال فيه عز وجل « لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة» وأن يتخلصوا من ذلك العتاد الضخم من الحقد الدفين الذي يحاولون في كل مرة من أن يصبغوه بصباغة عقائدية ومعنى إلهيا، ألا يتسلح هؤلاء المتأسلمون بشجاعة كافية ليقولوا للناس: إن سلوكاتنا هذه تعكس أمراضنا النفسية وأحقادنا وعداواتنا ورغباتنا في الاستحواذ والسيطرة باسم الله ورسوله، حتى نعطي لأحقادنا هذه معنى مقدسا وجلالا ورهبة وخشوعا، حتى لا تنكشف ميولاتنا الراغبة في الاستقواء والغلبة والحكم، لكننا نخجل من أن نعلن أو نتحرك بهذه العناوين المرضية، فعلى من يكذب هؤلاء يا ترى؟ وهم يقولون: إنه علينا ألا نستعمل العنف وعلينا أن نستعمل الوسائل السلمية؟ ألا يعد هذا العنف الذي تتم ممارسته الآن في بلدان العالم الإسلامي وعانينا منه وما زلنا نعانيه من زراعتكم ومن دروسكم ومن كراساتكم ومن خطبكم في المساجد والجامعات والمنازل والجمعيات والمقرات العامة والخاصة ومن أشرطتكم ومن محاضراتكم ومن وعاظكم الذين تقطر ألسنتهم حقدا وضغينة؟
فما وقع في الجزائر من مجازر بالجملة ألم يكن بمباركتكم وبفتاوى مباشرة من القرضاوي، وما وقع في ليبيا وسوريا ومالي من جرائم القتل وهدم الأضرحة وقتل للناس، ألم يكن بفتوى من القرضاوي الذي أراد أن ينفث سمه حينها على المغرب والمغاربة حينما خرج بفتوى يقول فيها:» بأنه ينطبق على المغاربة ما ينطبق على مسلمي أوربا، في المعاملات البنكية»، مكفرا بذلك الدولة المغربية ومكفرا إمارة المؤمنين التي تجرأ عليها تلميذه الريسوني بعد عودته من السعودية،-وقد كتبنا مقال آنذاك منشور في الأحداث المغربية- ولولا تصدي العلامة سيدي أحمد الخمليشي لهذا السم القرضاوي الذي أراد أن يمرره لهدم الدولة المغربية لتم نفثه في الجسد المغربي بمهارة خبيثة، لكنه لما تصدى علماء المغرب بردهم على القرضاوي وعلى تهجم الريسوني على الثوابت المغربية وتهجمه على البيعة وسبه وتخوينه للرابطة المحمدية للعلماء والمذهب المالكي تظاهر متأسلمي البجيدي بالسكوت وهو سكوت مؤيد تأييدا ضمنيا، في الوقت الذي كنا ننتظر منهم الرد على البدع الريسونية ووهابيته المستفزة للهوية الدينية المغربية وللإسلام المغربي الحضاري العميق، وهو ما يكشف التناقض الصارخ في كلام رجال العدالة والتنمية حول تعزيز الهوية الدينية الوطنية، كلام فيه تدليس ومزايدة سياسية، لان هذا التنظيم تربى وتثقف على الوهابية وحصل على تكوين ديني لم يحضر فيه الكتاب المالكي أو الأشعري مطلقا.
كما يتم السكوت المريب والمشبوه أمام إرسال الشباب المغاربة وتجنيدهم لتفجيرهم في سوريا – لدينا أسماء عائلاتهم من إمزورن وبني بوعياش ومن الريف عامة وبحي بني مكادة والعوامة وحي الحداد بطنجة وكاستيخو بطوان- عبر سبتة ومليلية وإسبانيا وهو ما زاده التقرير الاستخباراتي الإسباني ذيوعا وشيوعا وتعرية حينما كشف عن اسم الحدوشي الوهابي ودوره في تجنيد هؤلاء الشباب من سبتة ومن الريف، هذا الحدوشي الذي يظهر في مشهد كاريكاتوري كارثي يتظاهر بتلقي العلم على الأمين بوخبزة في صورة ممسرحة- يمكنكم مشاهدتها عبر الانترنت- بفتاوى القرضاوي وبتسليح وتمويل سعودي أمريكي وتغطية إعلامية قطرية، هؤلاء الذين يكررون النموذج الأفغاني حرفيا وبدماء المغاربة، لكن بتحفظ على النموذج المصري ما دام الإخوان هناك قد صعدوا للحكم -قبل تدخل الجيش الوطني المصري لعزل رئيسهم مرسي بعد الثورة الشعبية على حكم الاخوان منقذا بذلك بلاد الكنانة من كارثة حقيقية لو استمر هؤلاء في الحكم- بتنسيق مع السفارة الأمريكية التي عملت وفق نموذجين: الأول: يقوم على إصعاد الإخونجيين إلى الحكومات والأنظمة وفق النموذج المصري، وهو ما يصبو إليه بنكيران وإخوانه وأخواته في حزبهم وحركتهم الدعوية الموازية.
لكنهم لما رأوا بأن التجربة السياسية المغربية لن تحقق لهم مرادهم الإخواني وذلك نظرا لوجود ممانعة سياسية وثقافية ومدنية ونسائية وأمازيغية وحداثية، تعارض بقوة استنساخ التجربة الإخوانية الأصولية وإنزالها منزل التطبيق الحرفي والكربوني على الشعب والدولة المغربية تقودها أساسا قوى وفعاليات الخصوصية المغربية والهوية الدينية الوطنية التي يمكن اعتبارها حصنا منيعا للشخصية المغربية فلما رأت القوى الأصولية إذن أن التجربة البنكيرانية لن تصل بنا إلى تجربة مرسي المصرية، عملت على تحريك النموذج الوهابي لان الوهابية دينها الدمار والدم ، والعقرب لا يسئل لماذا يلسع؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق