ضهرت الحركة التقافية الأمازيغية في المشهد السياسي المغربي في اربعنيات القرن الماضي كردة فعل على ضهور حركة القومية العربية في المشرق العربي ، بعد أن كشرت حركة القومية العربية عن انيابها ورسمت خطة جهنمية لتعريب شعوب الدوال الإسلامية الغير الناطقة بالعربية ومن ضمنها المغرب وكل دوال شمال إفريقيا في برنامج محكم ومدروس يؤدي في النهاية إلى القضاء على اللغة والتقافة وهوية المغرب الامازيغية قصد تصنيفه كدولة عربية و إدخاله ضمن ما يسمى بالعالم العربي والوطن العربي الكبير الدي يعتمد في أدبياته على سيادة المكون العربي من الناحية اللغوية والتقافية . مند دالك الوقت استمر مسلسل التعريب الشامل في المغرب . تعريب الإنسان وتعريب الحجر والشجر وتعريب جغرافية الوطن . سنة 1956 خلال إنعقاد مؤتمر القمة العربية في القاهرة تحدت أحد وزراء الخارجية العرب وقال للمئتمرين أعطوني خمسون سنة لن يبقى أحدا في المغرب يتكلم اللغة الأمازيغية وأستمر مسلسل طمس ومسخ الهوية المغربية مند دالك الوقت . يحدث هدا كله بتزامن مع دخول الحركة التقافية الأمازيغية على الخط بكوادرها الكبار أنداك من امثال الدكتور محمد شفيق والاستاد حسن إد بلقاسم والاستاد إبراهيم أخياط وغيرهم في عملية مضادة تهدف إلى معارضة وإفشال والقضاء على المشروع القومي العربي في المغرب والدفاع عن أمازيغية المغرب بشعبه وشجره وحجره . وتعرض كوادر الحركة الأمازيغية أنداك إلى مضايقات واعتقالات بسبب دفاعهم عن الهوية الأمازيغية مقابل محاربتهم إديولوجية القومية العربية ومن أشهر المحاكمات التي تعرض لها النشطاء الامازيغ إدانة الاستاد الحقوقي حسن إد بلقاسم بالسجن النافد من طرف إحدى المحاكم بمدينة الدار البيضاء بسبب كتابته للوحة الإشهارية التي تدل على مكتبه كمحامي باللغة الأمازيغية تيفيناغ من طرف محكمة الإستئناف بالدار البيضاء .
بعد فشل كل الخطط والبرامج التي قام بها دعاة القومية العربية داخل المغرب وخارجه بسبب وقوف الحركة الأمازيغية ندا لند ضد دعاة القومية العربية جن جنون العرب سنة 1987 لعبوا لعبتهم الإستراتجية وقاموا بتأسيس ما يسمى ب اتحاد المغرب العربي الدي يشمل خمس دوال ، المغرب الجزائر تونس ليبيا موريتانيا في محاولة يائسة منهم للقضاء على الحركة التقافية الأمازيغية ولكن هدا المشروع العنصري الدي يسمى اتحاد المغرب العربي تم القضاء عليه بسبب نضال الحركة التقافية الأمازيغية وتم الإلقاء به في مزبلة التاريخ .
واستمر النضال المستمر للحركة التقافية الأمازيغية رغم كل العراقيل في تحقيق أهدافه دون كلل أو ملل حتى جاء خطاب أجدير سنة 2002 والدي جاء بدوره بضغط من الحركة الأمازيغية والدي كان نقطة تحول كبير في الموقف الرسمي للدولة المغربية بالنسبة للقضية الأمازيغية . حيت كان خطاب أجدير بمتابة الإعتراف الرسمي من الدولة المغربية ولأول مرة بمطالب الحركة الأمازيغية حيت اعترف الملك محمد السادس في خطاب أجدير بشرعية مطالب الحركة الأمازيغية وأعلن تأسيس المعهد الملكي للتقافة الأمازيغية مع الإعتراف بكتابة اللغة الأمازيغية بحرفها الأصلي تيفيناغ . ويستمر نضال الحركة الأمازيغية حتى تمكنت من دسترة اللغة الأمازيغية من خلال دستور 2011 .
ولن يتوقف نضال الحركة الأمازيغية حتى يتم تحقيق جميع مطالبها العادلة وعلى رأسها الإعتراف برأس السنة الامازيغية عيدا وطنيا وعطلة رسمية مؤدى عنها وتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية في الإدارات وكل مناحي الحياة العامة .
بقلم محمد أجديك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق