بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 1 يناير 2021

بريق الماضي في عصرنة الحاضر والمستقبل..

مركزتيفاوت الإعلامي

بقلم ابراهيم توفيق
اي افق في اعادة النظر في كيفية التعاطي مع الماضي ،وتحويله من اقنوم الى مسيرة اجيال؟؟

لايمكن للفكر الماضوي ان يحتفظ بنفس البريق والاشتعال في تطور الواقع البشري ،والتمسك به دون اعادته وغربلته وتقويم مكوناته من الوجهة النقدية لا البعد العاطفي والحنيني .ما قد يمكن تلمسه من الكثير من المتتبعين لسبل التعاطي مع التراث في عوالمنا المتخلفة تجلياتها ما زال يتخد شكل الاناشيد القالبية صماء غير قادرة عن الافصاح على ذاتها . وفي مقابل ذلك البلد يدخل في انفتاح وعالمية وتعقيد علائقي انساني ومجتمعي ودولي يحتم اعادة ترتيب الدور والوظيفة التأملية بمصوغات منهجية تستفيد من مدى تقدم العلوم والافكار والنتائج في عموميتها ،ولم يعد الفكر اليوناني باحيائه وكذا الاسلامي وغيره مفيد دون ان نجعله يفصح عن جواهره وقدرته على الصمود ،ولهذا دعونا من البكاء وكثير من الزوبعات التي تثيرها تيارات كلاسيكية ما زالت مخمورة بهوس اقانيم واصنام وتعيش البشرية في انفصام تام عن حياتها لترسم عوالم مثالية واسطورية غير قابلة لتحقق على ميزان الميدان الملموس ..
ان همم النخب بشتى انواعها وخاصة منها الفكرية والثقافية والسياسية لا تنطلق من الأوهام والاصنام والقوالب المغلقة ،بل من ما يلتقط  ويلاحظ ويرتب من صميم الظواهر الطبيعية والثقافية والانسانية والمجتمعية والوعي بقوانينها ،ومنه حسب هيدجير يحصل تكامل بين الفزيق اي الطبيعي والميتا فزيق اي الما وراء الطبيعة ،ويتخد صفة الانسجام والدقة والحكم والافادة والمردودية على الشعوب ومالاتها ،وبه ترتسم معالم الأفق الجاد والقائم ..
ودراسة المنظومات الفكرية والثقافية الماضوية من تراث يجب ان يتجاوز الحديث الموجه في سبيل صنع التذكار والتماثيل للاحتفال وتدجين الأجيال باقنام صار لها ان فارقت المكان والزمان في وسط الساحات والمدارس والاكاديميات ،المدرك المهم والأساسي الجوهري الذي يجب ان تحمله الأدهان والفكر وادواته في تخصيص حجم واسع للاجابة عن سؤال ماذا اريد من هذا الفكر الماضوي ؟؟وكيف اصيغه بروح تحديات المجتمع والزمان والمكان وحاجيات انسان اليوم والمستقبل ؟؟
يمكن لكل قارئ لهذه السطور القليلة ان يفتح هذا التقوقع الفظيع لتعاطي مع التراث وحمله كحل يزج به في قضايا تختلف معه في السياق والشرط والمعنى ،والسبب كله انه تم التعامل معه بحرفية جوفاء خالية من المعنى والروح التي نقصد بها هنا حياة اي موضوع او نص او مادة ماضوية قادرة للاجابة على سؤال وذات نفع وقادرة على ان تمثل حياة جديدة بلباس يتجاوز جبة التقليد والجمود ..ويفتح جسور تجديد في المقاربة.
فكروا وتدبروا جميعا كيف توفقون بين الحاح الحاضر والمستقبل وحنين وجدب الماضي والتراث ،حيث لا مناص منهما كطرفين متباعدين منفصلين من حيث المسافات ،واما ان يغوى الانسان بالماضي ويظل مقدوفا به الى اغواره ويتجاهل محيطه ويغيب وجدانيا وفكريا عن جسده ،واما ان يقدم الماضي بصورة وحلة تحمل الحياة والمستقبل والحاضر بخصوصيات منهجية تفكك وتغربل وتحلل لتصيغ العناصر بضوابط اكثر ملائمة للعصر وحيوتها وتحدياتها في كل الميادين ...

ليست هناك تعليقات: