اهمية بعض ملامح العنصر العبري بسكتانة (تالوين)

مركزتيفاوت الإعلامي
 ابراهيم توفيق

من العمق المجتمعي الثقافي والتاريخي و السكتاني التالويني سنتتبع مسيرة اليهود السكتانين عبر محطات اساسية في الذاكرة الجماعية وردت في دراسات الحوليات الفرنسية في رحلة شارل دو فوكو والدراسة التي انجزها جيرمان عياش حول تاريخ المغرب ،حيث تضمنت احصائيات وعدد الاسر اليهودية في مركزها التاريخي بزكموزن ومناطق اخرى .كما برزت العديد من الوثائق من مراسلات ومخطوطات دينية يهودية بالمنطقة وخاصة التي كشف عنها في نهاية الثمانينات ،غدات احتفال اليهود المغاربة بموسهم الديني بالموقع المعروف باغزو نباهمو..
كما لا تخلوا اشارات قوية اخرى عن علاقة بعض الفقهاء بسوس بفئة رجال الدين اليهودين في المسجلات والنقاشات الى حدود الخمسينات من القرن العشرين اثتت المشهد الثقافي المحلي وخصوصياته الحوارية والتعاقدية في النقاش وتقوية الروابط بالمنطقة .وحيث يتركز تواجد اليهود في كل من دوار اغيل نوغو وقبيلة ايت عثمان واسكاون ،بالاضافة الى استقرارهم في مناطق اخرى بنسب مختلفة بناحية تاسكا نيمديدن بجماعة سيدي حساين ودوار تنمليز بجماعة اكادير ملول ،وفي تغرغرت موطن الزاوية التغرغرتية لشيخ عبد الرحمان التغرغرتي ،اي اسلاف الفقيه الحاج الطيب ،وكما تركز وجودهم ايضا بدوار ازرزر وتاكوروط واولويل بكل من جماعة اكادير ملول وجماعة ازرار .
وتواجد اليهود بالمناطق المختلفة بسكتانة يمتد عبر طرق القوافل التجارية ،وامتهان لحرف تغطي حاجيات القبائل من خياطة البردعات والملابس الصوفية والافرشة الصوفية وتزويدها بالحاجيات من سكر وشاي وصياغة الحلي بالنقرة ،وتجارة التوابل والعطور الطبيعية بانواعها .
وتكمن اهمية اليهود في الربط بين المراكز الكبرى لتجارة بين جنوب الصحراء على بوابة تامدولت في اقا وسكتانة ومراكش والصويرة والتجارة الخارجية الملاحية في اوج نشاط البرتغال والاسبان .
يبدوا مما ذكر ان التواجد اليهودي الاقتصادي المستوطن لناحية سكتانة اي تالوين ارتبط بالأسواق الاسبوعية للقبائل من سوق الأحد انتاون التاريخي المعروف تاريخيا قبل قدوم الحماية الفرنسية لتالوين ،وسوق الخميس اغيل نوغو الذي تأسس على اقل تقدير سنة 1925،وبجانبه حي الملاح ،وسوق تلاثاء تامعروفت بزناكة التاريخي وسوق الاثنين تالوين قرب قصبة الكلاوي ،وسوق تريت الثلاتاء ..
كما ينضاف الى هذه الاسواق سوق اوسران الرابط بين تامدولت وزكموزن عبر جبال الاطلس الصغير الامنة الى مراكش قاطعة سلاسل الاطلس الكبير في اتجاه مراكش والصويرة .
وفي ظل هذا الزخم الاقتصادي والحرفي والتجاري اليهودي فالمناطق المذكورة ما زالت شاهدة على اثار العنصر العبري فيها من مقابر ومساكن ومنشئات حرفية وانشطتها الفلاحية وزخارفها المعمارية المستوحات من التراث اليهودي ،وللخلفية الثقافية العبرية اهمية قصوى في البعد المجتمعي بالمنطقة ،حيث برزت وثائق وخطوطات عبرية بخزانة سي محمد نالطالب بتنمليز وفي زكموزن باغيل نوغو ،لكن للأسف الشديد العديد من هذه العناصر تعرضت للأثلاف والاشكال المشبوهة من المعاملات بها دون اهتمام بها بعد رحيل العنصر اليهودي الى اسرائيل في الدفعات التي تلث الخمسينات والستينات .
يعد مخطوط سفر تسليت اهم ما برز في التأصيل التاريخي والثقافي بالمنطقة التي هزت اليهود المغاربة في اواخر الثمانينات ،واحتفظت ذاكرة المسنين بالمنطقة بأسماء يهودية في الشعر الامازيغي ومساجلاتهم مع المسلمين الفنية الرائعة ذات البعد التحاوري والتعايشي ومن بينهم الحزان والشاعر ابرها بامديدن ،والحزان الشاعر حيوم بناحية ايت احيا ،والحزان الشاعر اسرايل بدوار اهوكارن ،والشاعر اليهودي باغيل نومان الذي قيل عنه في مناسبة احتفالا بعد حصول المغرب على الاستقلال ومطاردة احمد بن يوس من قبل السلطات وانقاده من طرف اليهودي ابن ايزا تحث بردعة ..
الله اريووف بن ايزا الف اويغيل .
نضر غومروح رزيخ سا امراح نكرخ
المعنى من الأمازيغية الى العربية :
اقسم بتفضيلي لأبن ايزا الف من اهل اغيل .
وقعت في شجر الصبار واصبت بسبع كسرات ونهضت.
وفي انتظار استيعاب الكلمة التي تفضلت بها اثناء زيارة لجنة النموذج التنموي بتالوين مند شهور عدة ،واهمية احياء التراث العبري ومكونه الهام الثقافي والمجتمعي والاقتصادي في التنمية ودور الاسواق الاسبوعية فيها التي تعيش وضعية احتضار اثرت في حيوية التنمية ..فهل يمكن للجنة اعادة المداخلة ومعرفة عناصرها ،نظرا لما يحضى به اليهود من خبرة وعلم ومال وتجارة وذكاء بارع في ميادين شتى اغنوا ميادين عديدة ،واستحسنت ادوارهم وقيمتهم من طرف فرعون الذي استمال العديد منهم وتخصيص مساكن معلمة بالباب الاخضر في مصر ،وشاركوا في مختلف جوانب حياة الفراعنة الاقتصادية والعلمية والسياسية وبعد نظرهم في معالجة المشكلات ،وبرعوا في التنجيم والكمياء وفي التدبير الاقتصادي والتجاري ،وعلى نفس المنوال سلك اليهود المغاربة