بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 13 سبتمبر 2020

ملاحظات أولية حول حادثة مقتل الطفل عدنان رحمه الله :



مركزتيفاوت الإعلامي
خميس بوتقمانت
هيمنة ردود فعل انفعالية، ومحاولة استخلاص صيغة العقاب من حصيلة أثر الصدمة، مما أفرز نقاش راهنية تنفيذ الاعدام من عدمه بدل الانشغال بالحفر في مولدات ظاهرة البيدوفيلياكمرض و الاغتصاب كجريمة.
_ تبني حل العدالة الانتقامية و التطبيع مع العنف كشكل من أشكال التنفيس و التخفيف من أثر الصدمة.
_ الانشغال بمطالبة الدولة بإعمال ماهو قائم في القانون الجنائي (تنفيذ الاعدام من عدمه) و عدم التطرق لجوانب الفراغ و الغياب لقوة الدولة و التي أسهمت في إنتاج و تغلغل البيدوفيليا و جريمة الاغتصاب.
_ مطالبة فئة عريضة لتنفيذ الاعدام كغاية ردعية كتعبير يتناسب مع" الخوف من القانون" المعشعش في عقل المجتمع بدل البحث التطرق للوسائل و السبل التي من شأنها تحصيل غاية أخرى هي " الوعي بالقانون" الغائب عن البيئة المجتمعية المغربية.
_ الحشد لخيار "مع تنفيذ الاعدام"، بتوظيف الحمولة الحسية و المشاعرية المفرزة عن أثر الجريمة، و محاولة توليب الرأي العام بتصوير الخارج عن هذا الإجماع السيكولوجي بكونه كائنا يفتقد للمشاعر النبيلة.
_ تغييب التطرق المطلق لمسائل جوهرية أهمها :
* عدم التطرق لوظيفة السجن المغربي كمؤسسة دورها اعادة التأهيل و التربية و الاصلاح، بدل أن تكون محيطا حاجزيا لا دور له الا تغييب الجسد المجرم و الاحتفاظ ببنية الإجرام التي يعاد تدويرها بمجرد اطلاق سراح المجرم.
*عدم التطرق لدور الدولة في تكوين الفرد المواطن و إفلاس مؤسساتها و اجهزتها الايديولوجية المنوط بها التربية و التثقيف و التكوين كالمدرسة و الاعلام و القضاء و المجتمع المدني الذي يقتصر عمله على التماهي عبر تحيين خطابه مع طروحات السلطة.
* عدم التطرق لازمة مؤسسة الاسرة و فشلها في ضبط الافراد و انهيار سلطتها الرقابية عليهم.
_ عدم التطرق لمظاهر فشل مؤسسة القضاء في تقعيد سمو القانون من خلال تواتر التساهل في ملفات الاغتصاب و تعطيل معنى عدم الافلات من العقاب جراء تفشي الرشوة و التدخلات و الوسطاء، و مادام هذا الوضع في الحالة هاته فسيكون الردع يشمل فقط الفئة الاجرامية الغير الممتلكة لوسائل التدخل و التأثير في القضاء و كذا لجنة العفو التي شملت المغتصبين بالعفو .
_ حضور قوة العاطفة في بلورة حلول مزاجية كالدعوة الى " حضيان الابناء" و" عدم الانجاب" بدل الانشغال بغياب الامن و السلم الاجتماعيين الغائبين بغياب دور الدولة الضبطي و المراقباتي و الردعي الذي افرز تفريخ الجرائم.
_ هيمنة العاطفة في صياغة رؤى و حلول تحتاج للهدوء و المعرفة و أهل الاختصاص و دراسة الظواهر الاجتماعية.
_ جرائم الاغتصاب لن تنتهي الا بالإحاطة الشاملة بكافة مولداتها النفسية و الاجتماعية و الامنية و السياسية و التربوية، و معلوم ان مثل هذا الفعل الاجرامي يكون مقترفه غالبا تعرض لاعتداء شكلت له عقدة في ماضيه الطفولي و يعبر بجريمته فيما بعد عن التعبير عن صدمة سكنت لاوعيه باخراجها من اللاوعي الى فعل معبر عنه بجريمة.
_ الوجاهة هي البحث عن تجفيف الاثار المولدة لشناعة جريمة الاغتصاب
_الخلط بين التشريعات الوضعية و الدينية بتحيين مفهوم الاعدام مع معنى الحدود و القصاص.
و في جميع الحالات يبقى الحق المقدس في الحياة غير قابل للتكييف مع ظواهر نفسية او اجتهادات لحظية تعبر عن انفعالات او رغبات محينة خارج سيرورة الفكر العقلاني المتنور و اثر حقوق الانسان الكوني و عدم اخضاع آليات العقاب لإرواء انفعال او فعل نفسي سلبي .

ليست هناك تعليقات: