بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 2 سبتمبر 2020

بين قدسية الحق في الحياة المهددة و شماعة حرية التعبير :

Photo de profil de Khamiss Boutakmante, L’image contient peut-être : Khamiss Boutakmante, assis
مركزتيفاوت الإعلامي
تحاول الفئة التي استهدفت معتقلي حراك الريف و عائلاتهم بعد الطعم البلهيسي تبرير إلزامية الانصات إليها بدعوى احترام الحق في التعبير، لكن هؤلاء يحاولون بمكر تكييف معنى الحق في التعبير ليتناسب مع سلوكهم العدواني الذي يخفي إرادة مبطنة في تصفية الحمولة الرمزية للمعتقلين السياسيين و عائلاتهم بمحاولة رميهم بتهم العمالة للخارج و التخابر الاجنبي في تماهي تام مع رؤية النيابة العامة التي جرمتهم.
فليعلم هؤلاء أن سببية اعتقال معتقلي الحراك هو تعبيرهم عن آرائهم و ممارسة حقهم في التعبير و الرأي، فارتأت السلطة فرملة هذا الحق بسبب النقد اللاذع الناجم عنه لها.
و ليعلم هؤلاء ان الحق الكوني في التعبير غير قابل للتجزيء ليكون حلالا طيبا في ظرفيات دفاعهم عن تصورات السلطة و حراما مقيتا في لحظات تلقيهم لهجومات ناقدة تهدم رؤاهم و طرحهم .
لو كان هؤلاء فعلا متشبعين بمعنى الحق في التعبير و الرأي، لمارسوا هذا الحق عندما ضربت مطرقة القضاء أعناق معتقلينا بسيف العشرين سنة نافذة، و لمارسوه عندما صُوّر الزفزافي عاريا، ولمارسوه يوم سقط محتج أعزل برصاص الأمن في مسيرة سلمية، و لمارسوه يوم تبنى الخطيب رواية السلطة و ألقاها خطبة من فوق منبر الجمعة بدل استقطاع فيديو للزفزافي للادعاء انه عرقل طقوس شريعة الصلاة، لو كانوا صادقين لقالوا يومذاك إن المساجد لله و تدنيسها بأوحال السياسة جريمة.
إن ما يفعله هؤلاء هو محاولة التغطية على قدسية الحياة المهددة لمضربين عن الطعام لمدة عشرين يوما بفاس و اسبوعين في الناضور و جرسيف، هؤلاء المضربين هم في أصل معتقلين جراء تعبيرهم عن الرأي كلفهم عشرين سنة من حريتهم، و ماضون الآن نحو الشهادة مستخدمين ورقة الحياة بعدما انقطعت بهم السبل لمواجهة غطرسة السجان، يجابهون بالحياة من أجل الحق في التبضع من متجر السجن و الحق في استنشاق هواء باحة السجن و الحق في سماع صوت أهلهم و ذويهم عبر الهاتف.
لو كان هؤلاء صادقون، لقالوا بصوت مرتفع " على الدولة ان تتعقل و تعود لرشدها" فالحق في الفسحة لا يستحق ان تهدر من أجله أرواح زكية، و الحق المقدس في الحياة لا يجب ان يخضع لسيكولوجية السجان الذي يود استعراض تمظهراته السادية...
نحن نعلم، و هم يعلمون في قرارة أنفسهم، أن معتقلينا أبرياء و ان حياتهم أزكى و أقدس من حسابات موازين القوى و المعادلات الأمنية التي تجعلها السلطة أولويتها الكبرى، ولو على حساب حيوات يبتسم لها الموت و أمعاء لم تر طعاما منذ ثلثي الشهر.
نعلم أن ما يؤرقهم هو إحتمالية تفعيل الآلية الدولية لمناهضة التعذيب او اللجوء للقضاء الدولي او اي خطوة ذاهبة في مسار تدويل الترافع ، لذلك يأمر الكبار صغارهم بترديد اسطوانة " الحل هنا في الداخل" لفرملة اي خطوة في هذا الاتجاه، و يتم التغطية على ذلك بالاختباء وراء خطاب المظلومية و الحق في التعبير و أغنية آحقا تاحنا من حقنا نقولو ما بغينا، بهذا يخلقون جعجعة تعطي لمهندسي القرار متنفسا و حيزا زمنيا لصياغة صيغة التعامل مع السيناريو، و لتحوير انظار الناس عن حياة معتقلينا المهددة الى نقاشات جانبية مفتعلة و هامشية.
الحياة لمعتقلينا...
هادا ماكان...
الله يرد بيكم كاملين...

ليست هناك تعليقات: