بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 2 يوليو 2020

دار الخنبوبي.. مركز أبحاث وسط بادية سوس. مؤسسة تعيد للبادية المغربية أدوراها العلمية


مركزتيفاوت الإعلامي


مؤسسة دار الخنبوبي في نظر القانون هي مركز بحثي يصدر مجلة اسمها أدليس، هكذا يقدم أحمد الخنبوبي المؤسسة المدارة من طرفه…
لكنها، من حيث النشاط الذي تقوم به شكلا ومضمونا، تختلف عن معظم مراكز الأبحاث الأخرى، علاوة على كونها باتت أقرب إلى جامعة تقليدية مفتوحة

عبد الفتاح نعوم

تتوسط منطقة فلاة جنوب مدينة أكادير، وعلى مقربة من ضريح “سيدي وكاك” جد المرابطين، بمنطقة الخنابيب المجاورة لشاطئ أكلو. إنها “مؤسسة دار الخنبوبي”، التي أسسها الباحث أحمد الخنبوبي منذ العام 2009، وأراد لها أن تكتسي طابع المؤسسات العلمية والتعليمية القديمة.

في هذا السفر، نسبر أغوار تجربة مؤسسة دار الخنبوبي، أنشطتها المتنوعة والمميزة، وخلفياتها الثقافية والاجتماعية، حيث التمسك بالنموذج الثقافي المغربي، واستقبال التأثيرات العالمية بهدوء ووعي وثقة، ونفتح الباب من هناك على زوايا أكثر طرافة وإمتاعا في العلاقة مع التعليم التقليدي ومركزية البادية المغربية.
تجربة عصرية بروح الأجداد

بدأت مؤسسة دار الخنبوبي أولى نشاطاتها مع إطلاق العدد الأول من مجلة “أدليس”، تسمية أمازيغية هي المقابل لمفردة “الكتاب”. هكذا، أراد لها مؤسسها الباحث في العلوم السياسية ذو الاهتمام بالأنثروبولوجيا، أن تكون مجلة كرست صفحاتها منذ ما يربو عن العقد للفت الانتباه نحو كنوز ثقافة المجتمع المغربي.



المجلة سرعان ما أصبحت لها خزانتها، خزانة دار الخنبوبي. هناك، في مكان قصي تحيطه أسوار قصيرة، لا تعني أكثر من منحها الوقار والهيبة فقط، تنتصب على هيأة زاوية من زوايا ورباطات سوس، لكنها تفتح في الوقت نفسه أبوابها لتدارس كل القضايا المعاصرة، من الاقتصاد والسياسة والأنثروبولوجيا إلى التكنولوجيا والقانون.

في خزانة دار الخنبوبي، تحضر الممارسة العلمية بأبهى صورها، هي الصور التي لم تغب يوما عن مشهد نقل المعرفة ونشرها في زوايا ورباطات ومدارس سوس، هذا لسان حال الباحث أحمد الخنبوبي وهو يتحدث عن تجربته، فالأمر ليس مجرد نشاط أكاديمي. إنه ترجمة لاستمرارية دشنتها منذ قرون مدارس غير بعيدة عن دار الخنبوبي، مدرسة أكلو العتيقة المحاذية لشاطئ أكلو، وزاوية سيدي وكاك، وعشرات المدارس والزوايا المتناثرة بين سهول ونتوءات سوس
.

ليست هناك تعليقات: