بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 24 يونيو 2020

عندما يتحول النقد إلى أداة انحياز وهدم!!..

L’image contient peut-être : une personne ou plus, personnes assises, table, salon et intérieur
مركزتيفاوت الإعلامي
إدريس عقيق تيفنوت
إن غاية النقد هي تجنب الخطأ.. وهدفه الحيلولة دون تكرار الأخطاء.. ولكن إذا تحول هذا الهدف إلى الانتقام من صاحبه.. فإنه يصبح هنا مصدراً أساسياً من مصادر العنف..
إن أسوأ دور للمثقف في كل زمان ومكان.. هو أن يكون راوية للسياسي وشارحاً لخطبه ومادحاً لمواقفه!!
من هذا المنطلق.. فإننا نشفق على بعض عندما يتناولون أخطاءنا ونواقصنا الذاتية بأسلوب نقدي يغلب عليه الجانب الذاتي على الموضوعي.. فقط من أجل تحميلنا أوزارها.. ويفتقد تناولهم إلى تفنيدها بأسلوب منطقي يؤول في نهاية المطاف إلى التشخيص الموضوعي، وطرح بدائل الحلول الإيجابية!!..
فإزاء كل حدث ذا شأن، على اختلاف التسمة، نجد أنه لا يزال البعض يكتب بالقلم نفسه.. بحيث يبدو وكأن كل المصائب التي توالت علينا لم تؤثر في وعيهم إيجابياً.. وتساعدهم على الخروج ولو قليلاً من خانة الانحيازات المطلقة، والأحكام الذاتية التي ترى الأمور بإحدى عينيي المنظار: عين الود.. أو عين الكراهية.. ولم يكلفوا أنفسهم محاولة استعمال المنظار بعينيه معاً في ذات اللحظة.. فنرى المحب منهم يكتب من باب الوله بحزبه ورمزه.. أما الكاره فلا يرى في خصمه غير صورة الشر المطلق!..
إن هؤلاء الذين يحبون بالمطلق.. ويكرهون بالمطلق.. إنما يعبرون عن صورة من صور رد الفعل المنفلت التي لا تخلو من عقد الثأر وخاصية السلوك البدائي..
إنهم في الواقع ليسوا هم من يحيرنا.. وإنما من يحيرنا فعلاً أولئك الذين يحبون من واقع النكاية بالخصوم.. أكثر مما يحبون من واقع الوله الحقيقي بالمحبوب!!
خلاصة الأمر تكمن في أن الهدف من الكتابة النقدية هو أن نضع أمام مجتمعنا تاريخاً حقيقياً بدون ألوان زاهية.. يضيفها قلم الود.. أو ألوان معتمة تضيفها ريشة الكراهية!

ليست هناك تعليقات: