
مركزتيفاوت الإعلامي
رشيد نيني
أستغرب أن تدبج دكتورة "الغدة الصماء" نبيلة منيب، الأمينة العامة ديال بزز للحزب الاشتراكي الموحد، رسالة تشكو فيها قناة تيلي ماروك إلى رئيسة الهيئة العليا للسمعي البصري بسبب تصريح صدر عن أحد ضيوف برامج القناة اعتبر مسيئا للمرأة، وهي الحلقة التي تم حذفها والاعتذار عنها للمشاهدين، في الوقت الذي تغض فيه "الدكتورة" الطرف عن قضية نسائية ساخنة أهدرت فيها كرامة المرأة العاملة حية وميتة، ويتعلق الأمر بالمستخدمة حياة بشر التي كانت قيد حياتها تشتغل في مكتب محاماة وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والمجتمع المدني والعلاقات مع البرلمان، والتي اكتشف المغاربة بامتعاض وأسف أن السيد الوزير لم يسجلها في صندوق الضمان الاجتماعي رغم اشتغالها في مكتبه لمدة فاقت 24 سنةً قبل أن تموت بسبب المرض.
وقد كنا ننتظر أن تبادر دكتورة الغدة الصماء إلى إصدار بلاغ سياسي ناري تطالب فيه الوزير بتقديم استقالته من الحكومة، لكنها فضلت أن تتغاضى عن ذلك وأن تطلق بالمقابل لسانها الطويل نحو قناة فتية تكابد يوميا من أجل الاستمرار في البث رغم مقاطعة الإشهار والطعنات التي تأتي من الخلف والضربات تحت الحزام، موجهة رسالتها للعنوان الخطأ، رغم أنها تعرف أن الهيئة العليا للسمعي البصري لا سلطة لديها على القناة ببساطة لأنها تبث من خارج المغرب، والهيئة عبرت عن ذلك عن طريق تصريح منسوب لمصدر من داخلها نشرته الصحافة.
طبعًا فالدكتورة كيليميني، التي كل ما جادت به قريحتها من نصائح سياسية في بداية الجائحة هو مطالبتها الدولة بالامتناع عن تسديد ديونها للبنوك الأجنبية، وهي النصيحة الغبية التي لا يمكن لأي مسؤول سياسي لديه ذرة من العقل أن يقترفها، لا تهتم لقضايا النساء البسيطات المعذبات في الأرض، فهي اعتادت الحديث عن قضايا نساء المجتمع المخملي في المنتديات البورجوازية مرتدية كوتشي وبرادا وخواتم الديماند، وهذا طبعًا حقها الطبقي، لكن أن تأتي اليوم لكي تعطينا الدروس حول حقوق المرأة، ونحن الذين أكثر من خمسين بالمائة من برامجنا حول أوضاع المرأة ومشاكلها وقضاياها في الجبل والسهل والحقل والوظيفة، فإننا نقول لها "حدك تما"، فنحن لسنا أعضاء في تنظيمك تنعتينهم بالسلاكط والجراثيم والمندسين ويسكتوا لك، ونحن لسنا مثل أولئك الذين نعتيهم يوما بالدبان دون أن يهشوا عليك، والذين عندما وصفت نساءهم بالبهائم ازداودا تعلقا ببالما الطايور الذي تلبسينه والذي يساوي راتب موظف لعام كامل.
نحن نعرف أن لسانك طويل وفمك لا يجيد سوى إطلاق الشتائم والنعوت القدحية القذرة في حق الجميع، فالكل بنظرك دبان وبهيمة وميكروبات وأنت وحدك القديسة الطاهرة البهية صاحبة الأفكار النيرة، التي بالمناسبة تسرقينها من صاحب هذا العمود منذ سنوات دون أن يطالبك بحقوق الملكية الفكرية، ياكما يسحاب ليك مكانشوفش ؟
ويمكن أن تنطلي سلاطة لسانك على رفاقك وخصومك الذين يخشون "بسالتك"، لكن بالنسبة إلينا فنحن نعرفك جيدا، ونعرف قصتك الجزائرية حق المعرفة، ونعرف حكاية رسالة الغدة الصماء في مونوبولي، لذلك نقول لك إذا كانت قضية المرأة تهمك فعلا فانزلي من برجك العاجي المذهب للدفاع عنها في الميدان، فهناك عشرات الآلاف من أمثال جميلة بشر يحرث عليهن الباطرونات في المصانع والحقول والمكاتب دون تسجيلهن في صندوق الضمان الاجتماعي لم نسمع أنك يوما خضت معركة من أجلهن.
لكنك لن تفعلي ذلك لإنك رغم الشعارات تقفين في خندق البورجوازية، التي ليس لدي أي مشكل مع النوع الوطني والراقي فيها، والدليل على ذلك أن بيان الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء الذي وجههه رئيسها لرئيس الحكومة للمطالبة بالإستفادة من أموال صندوق مواجهة كورونا كنت أنت من كان وراء تحريره، أليس رئيس الهيئة زميلك في الحزب ؟ أليس أخ زوجك شريك لرئيس جمعية المصحات الخاصة في كلينيك ؟ وعندما خرج رئيس الجمعية ببلاغ ضد رئيس الهيئة ينكر فيه عليه ما قاله في بلاغه لرئيس الحكومة قمت بمساعيك الحميدة لكي ترطبي خاطر بوبكري رئيس الهيئة ورفيقك في الحزب الاشتراكي الموحد ؟
لماذا لم تهاجمني رسالة الهيئة التي طمعت في أموال صندوق مكافحة كورونا الذي تم إخراجه للعمال الذين فقدوا عملهم بسبب الجائحة ؟
نحن نعرف لماذا أمسكت لسانك الطويل عن سبهم ونعتهم بتلك النعوت التي لا يعدمها معجم شتائمك.
لأنك لست "حمقة ونوضوها تشطح" كما تحبين أن يشاع عنك، بل لأنك تعرفين الحدود الإقليمية للطبقة البورجوازية التي تنتمين إليها والتي تدافعين عن مصالحها، أما دفاعك عن طبقة البسطاء والفقراء والمسحوقين فهو مجرد وقود لغوي تستعملينه لتحريك عجلة لسانك الطويل ولبعثرة قسمات وجهك فوق منصات الخطابة الشعبوية لسماع صدى التصفيقات التي تدغدغ أناك المتضخمة.
للأسف حزب اليسار الاشتراكي الموحد يستحق زعيما أفضل منك وأرقى منك، وهم كثيرون في الحزب تتحالفين مع الشيطان من أجل محاربتهم وإسكات صوتهم بكل الوسائل.
أحيانًا عندما يتقدم الإنسان في السن يزداد نضجًا، لكن هناك أنواع من البشر كلما شاخوا كلما أصبحوا عدوانيين ومثيرين للشفقة.
ولذلك يقول المغاربة "الله يجعل أخرنا حسن من أولنا".
وبما أنك "قلبتي عليا" فسأعود إليك قريبا بالجديد، "وبشي لقطات من الحايل" كذلك.
وبما أننا بدأنا حديثنا عن التلفزيون فإنني أقول لك "ما تقطعيش، فاصل ونواصل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق