مركزتيفاوت الإعلامي
رشيد الحاحي
من منظور موضوعي، واستحضارا للشروط العلمية لإجراء إحصاء للسكان بالمغرب لتعرف وضعهم الديمغرافي ونشاطهم الاجتماعي والاقتصادي وأصولهم المجالية ولغاتهم المتداولة...، فأفضل فترة للقيام بذلك هو عطلة الصيف وعيد الأضحى، وذلك نظرا للأسباب والاعتبارات الآتية:
تتضح حركية العودة الكبيرة إلى "تمازيرت"، أي إلى مدن وقرى الأصول الاجتماعية، خلال عيد الأضحى وأثرها الاقتصادي الجلي من خلال حركية التنقل وتوفير الخدمات التجارية والصناعية بالمدن الكبري ... ، حيث يتضح بجلاء أن إيمازيغن، أي المواطنين المنحدرين من مناطق سوس والريف والأطلس والجنوب الشرقي بالخصوص، يشكلون الكتلة الديمغرافية الكبرى في المغرب، والقوة السوسيواقتصادية النشيطة والمؤثرة.
تلتحق خلال هذه الفترة أعداد هائلة من أمازيغ الريف وسوس والأطلس والجنوب الشرقي بالمناطق والجهات التي ينحدرون منها، ويعيشون أمازيغيتهم بعفوية اجتماعية واعتزاز ملحوظ بعيدا عن مركبات النقص التي تغديها زحمة الحياة بالمدن، مما يمنح إمكانية إحصاء علمي وموضوعي لأعدادهم ولوضعهم السوسيو اقتصادي والثقافي ولغاتهم الأكثر تداولا.
وفي هذه الفترة أيضا التي تصادف عطلة الصيف، يتضح حجم الدياسبورا الأمازيغية سواء الداخلية، أي المتواجدين بالمدن الكبرى، وخاصة الخارجية أي إيمازيغن دول المهجر الذين يعدون بالملايين، ويظلون مقصيين من الإحصاءات المقدمة، حيث يمكن استغلال فترة تواجدهم بالمغرب وبمناطقهم الأصلية للقيام بإحصاء موضوعي للسكان ووضعهم السوسيو اقتصادي واللغوي.
ولعل هذه الاعتبارات والمعطيات الجلية، كفيلة بإعطائنا صورة فوتوغرافية واضحة عن الوضع الديمغرافي بالمغرب، خاصة فيما يرتبط بالنشاط السوسيواقتصادي والكتل السكانية الكبرى ونسب الناطقين باللغات خاصة الأمازيغية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق