بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 31 مايو 2017

دروس من حراك الريف

نتيجة بحث الصور عن حراك الريف

مركزتيفاوت الإعلامي

انغير بوبكر

ويستمر نضال اهلنا في الريف المغربي الشامخ من اجل الكرامة والعيش الكريم وتستمر معه الدروس المستوحاة والمستفادة من وحي نضال ديموقراطي سلمي مشهود ،اول دروس الحراك الريفي المغربي هو ازدياد منسوب الوعي الجماهيري لدى المواطنات والمواطنيين الريافة والمغاربة عموما بضرورة التوزيع العادل للثروات والاستفادة المتساوية من خيرات الوطن ، الوعي النضالي يتجذر ويخترق كل طبقات وفئات المجتمع بدون وسائط المؤسسات التقليدية المنوط لها تعبئة وتاطير الجماهير ، حراك الريف اظهر لنا تأثيرا مضطردا ومتسعا لوسائط التواصل الاجتماعي ولنتائج الثورة الاعلامية والالكترونية التي باتت تصنع عقول شباب اليوم بدون منازع وتسرب المعلومات تباعا الى افئدة وعقول الناس بدون تنميق ولا تزوير ولا ترويض ، لم تعد القنوات الاعلامية والسياسية الرسمية قادرة على قولبة الوعي التاريخي للمواطن المغربي المقهور والمظلوم ، فنسب مشاهدة قنواتنا الاعلامية اليوم الممولة من اموال دافعي الضرائب متدنية ومنحطة ، انه زمن سطوة الاعلام البديل والكلمة الحرة التلقائية ، من دروس النضال الريفي دور المراة في النضال والتعبئة والصمود ، المراة المغربية تسطر تاريخا جديدا من المشاركة الجماهيرية الحقيقية ، مشاهد التواجد المكثف للنساء المغربيات في الحراك الجماهيري الحالي مؤشر على تغيرات سوسيولوجية وثقافية مهمة يعيشها المجتمع المغربي ، وخصوصا درس تحرر المراة من وظائفها التقليدية الرجعية والمحافظة، الى ادوار القيادة النضالية الواعية . غياب الاحزاب السياسية والوفاة الاكلينيكية للحكومة في التعاطي مع حراك الريف ومطالبه يعطينا درسا جديدا من عدم ثقة المغاربة بحكومتهم وبسياسييهم ، فلا يستطيع رئيس الحكومة الحالي ووزرائه حتى اطلالة بسيطة لتوضيح رؤاهم وتفعيل مهامهم الدستورية حتى افتقد اغلب المغاربة مرحلة رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران بتصريحاته وقفشاته وعفويته مقابل رئيس حكومة اصم ابكم ، يوزع الضحكات هنا وهناك مع صعوبة التمييز بين الضحكة الحقيقية والمصطنعة لديه ، الدرس المهم الذي استفدناه من هذا الحراك ان الحكومة وجدت لا لتحكم ولا لتسهل امور الناس وتلبي مطالبهم ولا لتنفيذ برنامج حكومي الفنا ان يكون حبرا على ورق بل وجدت فقط وفقط من اجل ان يقال ان لنا في المغرب حكومة كباقي دول العالم أي حكومة تاتيث المشهد السياسي لا اقل ولا اكثر . والحكم والتدبير لامور البلاد والعباد موجود في مناطق اخرى ولدى جهات اخرى معلومة وعميقة. الدرس الاخر المؤسف في الحراك الريفي هو انهيار وظيفة المثقف والمفكر وغيابه التام عن المشهد الثقافي والسياسي المغربي ، فلم نسمع لموقف المثقفين والمفكرين من الحراك باستثناء قلة قليلة من اصحاب الضمائر الحية ، خفت صوت العلم والثقافة والفكر وفسح المجال امام المتملقين والمتطفلين واشباه الاكاديميين الذين اهانوا البحث العلمي والاكاديمي باكاذيب الخنوع والتخوين واشاعة الاكاذيب مساهمة منهم في واد الحراك الجماهيري وتشويهه، والادهى ان هؤلاء "الاكاديميين" لا يستطيعون حتى تعبئة 50 شخص حولهم في أي قضية كانت ، فما بالكم بتأطير الالاف من الناس واقناعهم. الدرس الاخر الذي استنتجته بمتابعتي المتواضعة للاحداث هو وجود نخبة اعلامية مغربية متنورة داخل المغرب وخارجه وعبر اطلالتها الاعلامية في القنوات الدولية ، استطاعت نقل الحراك الجماهيري بامانة ومسؤولية ووطنية عالية للمغاربة وللعالم ، هاجسها مصلحة البلد وصورته واستقراره وتلمس من تحليلها الصدق وحب الوطن وهذا هو الاساس ، فالاوطان والحكام بحاجة لمن يقول لهم الحق ويدافع عنه، لا من ينشر تخاريف الفتنة واذكاء روح الصدام وتشويه صور المتظاهرين وسمعتهم وتبييض سوءات الحكام واخطائهم. .

ليست هناك تعليقات: