بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 11 أبريل 2017

لفقيه الكيكي وحرمان المرأة من الإرث.


L’image contient peut-être : 1 personne, gros plan
مركزتيفاوت الإعلامي  

إبراهيم توفيق
ترجمة الفقيه محمد بن عبد الله الكيكي:*الفقيه العلامة الدراكة الفهامة أحد تلامذة الشيخ أبي العباس بن ناصر كان فقيها عالما عاملا ملازما لتدريس العلوم وتبيانها لمن اراده عنده ،وقد أخبرني العلامة سيدي علي بن محمد بن ناصر الدرعي يوما أنه تأمل في جميع طلبة هذه البلاد الدمناتية واحوازها في هذه الجبال فلم يرى من هو متحقق في العلوم كسيدي محمد بن عبد الله الكيكي وقد ألف الكتاب المسمى ب:/العنوان ان ليس الخبر كالعيان/وقد ترد عليه الأسئلة من كل ناحية،وهو الآن حي قاطن بداره بجبل كرول*
وقد وردت هذه الترجمة في كتاب يضم العشرات من مشاهير تلاميذة الزاوية الناصرية بالسفح الشمالي من الأطلس الكبير الأوسط في وقت إنتشار اتباع الزاوية هناك إلى بداية القرن19والكتاب المذكور إسمه -الدرة الجليلة في مناقب الخليفة-ألفه أمحمد بن عبد الله الخلفيتي.توفي الكيكي عام 1185هجرية في شعاع دائرة النشاط الناصري في الدعوة٠حيث علم وأفتى .
والذين ذكروا الكيكي هم بإختصار ألخلفيتي في-الدرة الجليلة-كما سبق أن ذكرناه والكتاني في:-فهرس الفهارس-والعباس بن إبراهيم في -الأعلام-وابن سودة في-دليل مؤرخ المغرب-وقد نسبوا إليه تآليف منها الذي ذكره الخلفيتي وهو -العنوان أن ليس الخبر كالعيان-ولم نقف عليه وحاشية على نوازل العباسي،وتعرف من هذا الثأليف اكتر من نسخة وعنوانه -عنوان الشرعة وبرهان الرفعة في تذييل اجوبة فقيه درعة-.أما التأليف ألثالت فهو المتضمن للفتوى التي تهمنا وقد وضع له المؤلف عنوانين أولهما -مواهب ذي الجلال في نوازل البلاد السائبة والجبال -وتانيهما -مطالع التمام في عدم القول بالحيازة في البلاد التي لاتجري فيها الأحكام-.
لا يخفى من العنواين ان الأمر يتعلق بفتوى في نازلة معيشة في مكان معين هو بلد المؤلف وفي زمنه.فهي فتوى تاريخية موطنة وليس متخيلة يقصد منها مجرد إظهار محفوظات.
وهو ينطلق من كون بلده بلدا سائبة ،أي لا تجري فيها الأحكام ، أي أنها تعيش في غياب سلطة القضاة ومن يعضدهم في تنفيد الأحكام من اصحاب الأمير.ويقول الكيكي:*أما بعد،فالقصد ذكر الحيازة في البلاد التي لا تجري فيها الأحكام ،لشغورهامن الإمام أو بدء الجور والإهمال في الحكام،وما إتصل بذلك من هبة بنات القبائل للأقارب العصاب ...وذلك أن المنتحلين للقضاء والفتوى في عصرنا تباينت أقوالهم في ذلك...فرأيت أن أذكر في ذلك ما يوافق ماذهبت من النصوص-.
إستنادا من مطالعتنا لمقتطفات من فتوى الكيكي نستنتج ما يلي/
1/إجتهد الكيكي في فتواه ليبين بناء على مشاهداته في بلده وعلى ماشاع فيها من العادات المتعلقة بمعاملة النساء أن الحرية التي هي شرط كل تفويت أو حيازة مسلوبة من هاؤلاء النساء طمعا في أموالهن،وذلك بممارسة ضغط إجتماعي وتهديد نفسي وعدوان بدني لاسيما على الوارثات منهن.
22/يرى المفتي أن غياب الحاكم الشرعي العادل القادر على إنصاف المرأة هو السبب في ذلك الوضع الشاد شرعا،ويستدل بوسط حضري هو فاس ،ليقرر أن النساء في هذا الوسط بخلاف متيلاثهن في الجبال لا يستكن على حقوقهن ،بل يصلن إلى تلك الحقوق بفضل العلماء والمفتين والقضاة المنصفين.
33/يقرر المفتي أن أهل بلده يتصرفون بقسوة مع النساء لغلظ طباعهم وجنائهم وتعودهم على العدوان ومد اليد إلى ما ليس من مالهم.
44/يتحدت المفتي عن تجربته في التبشير بأرائه الخاصة بالحيازة في تلك الظروف ويذكر نجاحه في إقناع أهل تلك القبيلة أو القبائل بإجتهاده ورجوعهم في غيهم مدة ما الى ان أفتاهم مفت آخربجواز الحيازة.بالتقادم مطلقا وهو لم يراعي عادات البلد ،وإنما أفتى بماهو مسطر في كتب الفقه العام.
55/يتبين من وصف الكيكي لمعاملة الحرمان في حق النساء ان الضغط عليهن لتخلي عن إرتهن إنما يقع إدا أردن التزوج بألأجنبي عن الدار الكبرى،وإن ما يضن به عليهن خاصة هي الأصول أي ألأراضي والمياه والأشجار والدور وما يشبه ذلك.
66/يفهم مما ذكره المفتي بخصوص أقسى الممارسات التي تتمثل في الإستيلاء على النساء والإستبداد بهن أن وراء العادات المكرسة لهذا الوضع إستغلالا بشعا من طرف شيوخ القبائل واعرانهم الذين يشترى صمتهم على بعض التصرفات ويحمونها بالأعراف المحلية.
لاحظت الباحثة GermaineTillionn أن هذا النزوع إلى الإقصاء من الإرث إدا تعلق الأمر بالأرض ظاهرة تشمل مجموع بلدان المغرب وتعاكس الثورة القرآنية المتمثلة في النص الصريح الدقيق على حقوق النساء في الأموال،ولكن تطبيق هذا الإرث في ظروف بنيوية كالتي شرحناها بصدد الحديت عن العائلة الكبرى يشكل عنصر هدم لنسق كامل يتوقف تجاوزه على تقدم تاريخي تزول به مقتضيات ذلك الحرص على التضامن سواء كضرورة إقتصادية تتمثل في الإنتاج أم كضرورة سياسية تهم الأمن أم كضرورة إجتماعية تتصل للإندماج وتحقيق الهوية.
لكن الذي غاب عن المفتي هو حقيقة الخلفية التي تتطلب السلوك الذي شجبه في حق الوارثات.لم يستطع أن يدرك أن ندرة الأرض والحرص على تكوين عائلات كبرى لمواجهة تبعات العيش وتبعات التوازن الذي به يحفظ الأمن في بيئة إنقسامية هي الدوافع البنيوية التي تملي إشكالا من التحامل المستمر لمخالفة الشرع في تلك القظايا ،إد ان المسؤولين عن تلك المخالفة مسلمون حقيقيون يصغون إلى هذا الفقيه وأمثاله ويعرفون الحلال والحرام و يودون لو يكونون من الأتقياء.فهم متحايلون ليس غير،ومن حيث إنهم يريدون الإستحواد على حق قريباتهم بالغصب،بل في إطار الأوجه الشرعية كالهبة والصدقة.

ليست هناك تعليقات: