توفي اليوم الحاج ابراهيم زنيبر، ملك الخمر بالمغرب الذي كان قابضا عبر امبراطوريته ديانا هوليدينغ على مزاج الملايين من المغاربة الذين يستهلكون الخمور أكثر مما يستهلكون الحليب.
بدأت قصة الرجل في بداية الخمسينات من القرن الماضي من سوق الخميس بحي صحراوة بسيدي قاسم، حيث كان يساعد والده الطاهر زنيبر في بيع الحبوب والصوف فيه، بعدما انتقلت عائلة زنيبر إلى هذه المدينة قادمة إليها من مدينة سلا بعد سوء
أحوالهم المعيشية هناك.
في سنة 1956 اشترى إبراهيم زنيبر 740 هكتارا من الأرض من أحد المعمرين الفرنسيين، الذي كان أبوه يسوق له محصوله الفلاحي من الحبوب، ليترك اليوم لأفراد عائلته أكثر من 2500 هكتارا من الأراضي منها ما يزيد عن 2100 هكتار مخصصة للكروم التي تحول إلى أنواع عديدة من الخمور، كانت تدر ربحا صافيا لإبراهيم زنيبر يقدر بـ 225 مليار سنتيم كل سنة.
إذا كانت قنينات بيرة فلاك سبيسيال الشهيرة بالمغرب تنتجها شركة براسري دي ماروك، التي كانت تابعة ذات يوم للهوليدانغ الملكي أونا، وكان يديرها حينها سفير المغرب الحالي بفرنسا شكيب بنموسى قبل أن يصبح وزيرا للداخلية، ويعفى فيما بعد من منصبه، وقبل أن يبيع الهوليدانغ الملكي فرعها هذا بـ أكثر من7,1 مليار درهم سنة 2003، فإن زجاجات قنينات الخمر الراقية التي توزع في الخمارات والفنادق والعلب الليلية ذات الخمسة نجوم، إضافة إلى الأخرى من نوع الروج الرخيص التي يعشقها ملايين المغاربة من الطبقة الكادحة، هي من صنع شركة واحدة تسمى سيليي دو مكناس، التابعة لمجموعة ديانا هوليدينغ التي كان يملكها إبراهيم زنبير قبل رحيله اليوم.
سبق لجريدة لمونود الفرنسية أن تحدثت في أحد التقارير لها عن انتاج الخمور بالمغرب عن مكالمة سبق أن أجراها الحسن الثاني، بعدما وهب هذا الأخير لمستثمرين فرنسيين من أجل إنتاج النبيد ألاف الهكتارات من مزارع للكروم تابعة للدولة، مع مؤسس ديانا هوليدينغ، الذي كان آنذاك يشغل أيضا منصب مستشار للملك، حيث خاطبه فيها قائلا: "لقد نسيتك يا إبراهيم، سأعطيك 1100 هكتار من الكروم، ولن تكون بحاجة إلى البحث عن شركاء من المؤسسة العمومية"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق