
مركزتيفاوت الإعلامي
قال أحمد عصيد، الحقوقي والناشط الأمازيغي، إن المجتمع المغربي كان متسامحاً بطبعه، قبل أن يتم تطعيم المقررات الدراسية بالفكر السلفي، الذي "مازلنا نعاني مما أنتجه من سلوكات منحرفة"، مضيفاً أن "الملك الراحل الحسن الثاني طعم المقررات الدراسية بهذا الفكر لضرب اليسار، فكانت النتيجة عبارة عن هذا المجتمع الذي نعيش وسطه الآن، الذي باتت قيم التسامح فيه شبه منعدمة"، وفقاً ما جاء في مداخلته في ندوة فكرية نظمتها حركة "مالي" للدفاع عن الحريات الفردية، اليوم الأحد 05 يونيو بالرباط، وذلك حول موضوع "الحريات الفردية، الوضع الراهن".
وأشار عصيد إلى أن المقررات التعليمية التي تدرس لأبناء الشعب المغربي، "تحارب قيم المواطنة، لأنها تدعو إلى نبذ الأشخاص المختلفين عنهم، وتعلمهم أن التسامح يكون فقط مع أولائك الذين يعتنقون الدين الإسلامي".
في نفس السياق، أوضح الناشط الأمازيغي، أن من يحاربون الحريات الفردية، ينطلقون من "مبدأ الجماعة"، أي أن الفرد الذي ينتمي إلى الجماعة معينة، لا يمكنه الخروج عن تقاليدها، بيد أن المجتمعات التي عرفت تغييرا عبر العالم، بدأت من ظهور أفكار جديدة ومتحررة، ناقشها المفكرون، فأعطت نتائجها.
وانتقد ذات المتحدث وسائل الإعلام، التي تربي المجتمع المغربي على فلسفة "الإجماع" على فكرة المجتمع المحافظ، والتي وصفها بـ"الكاذبة"، مضيفاً أن هناك تواطؤ بين الأحزاب والسلطة في هذا الخصوص، موضحا أن الدولة تريد من الجميع أن "ينخرط فيه كالقطيع"، لمحاربة الحريات الفردية، ليستطرد قائلا إن "من يحاربون هذه الحريات هم جبناء، والسلطة والمجتمع للأسف يخافون من المدافعين عن الحريات الفردية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق