بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 27 يونيو 2016

تاريخ الكذب والبهتان.. حقيقة الأدارسة

la photo de profil de Wakim Ziani
مركزتيفاوت الإعلامي
و/الزياني
مات إدريس الأول دون أن يعرف حتى أنه إدريس الذي ستقرأ عنه الناس في كتب التاريخ المغرب, فما بالكم أن يؤسس دولا كما علمونا في "التاريخ الرسمي المدرسي", إدريس الذي قضى 5 سنوات مع قبائل أوربة الامازيغية, ليقتل مسموماً في "الدلاحة" كما تذكر بعض المصادر التاريخية.
لكن الغريب في الأمر, هو أن إدريس الأول هذا وإبنه إدريس الثاني لم تذكرهم أي مصادر التاريخية بعد المرينيين, وسيتم ذكرهم في عهد المرينيين بعد مضي أكثر من خمسة قرون على وصول ادريس الاول الى المغرب "شمال افريقيا" وبأمر من السلطان أبي سعيد عثمان المريني ألف إبن أبي زرع الفاسي وعلي الجزنائي مؤلفين في تمجيد الأدارسة, ويعتبر هاذين المرجعين هما الأساسين في الحديث عن الادارسة ودفاع عن شرعيتهم السياسية إلى يومنا هذا.
فالمرينيون بسبب تبنيهم للمذهب المالكي السني, وإقراره مذهبا رسميا للدولة ضد على المهداوية التي كانت عند الحفصيون في شرق المغرب المحاصرة للنظام المركزي, لهذا وجد المرينيين أنفسهم مضطرين إلى البحث عن دعم سياسي مذهبي لتثبيت ركائز نظام حكمهم, ولم يجدوا من أين يستمدو تلك الشرعية إلى من الأدارسة, لهذا حضي هؤلاء برعاية كبيرة منهم, هذا رغم أن ادريس الاول كان شيعيا وفيا للدعوة الشيعية كما ذهب أبناء على نفسه المنوال, هذا ما تقره الوثائق التاريخية الحقيقية بدل أكاذيب الدولة المخزنية, فمعركة "فخ" التي كانت سبب في فرار ادريس الاول إلى شمال افريقيا, وقعت بين العباسيين والعلويين الشعة.
وعندما أقول أن الأدارسة لم تذكرهم أي مصادر التاريخية قبل المرينيين فهذا ليس من أجل المزايدة السياسية , بل كل المؤرخين يعلمون أن قبر إدريس الأول لم يكشف إلا سنة 1318, أما هو فقد توفي سنة 793, أي بعد وفاته ب 525 سنة, ونفس الشيء بنسبة لإدريس الثاني الذي توفي سنة 828 ولم يكتشف قبره إلا بعد سنة 1437, مما يعني أن مكان قبره ضل مجهولا لمدة 609 منذ السنين, وغريب في هذا أن إكتشاف مكان دفن ادريس الثاني في العهد المريني, كان ذلك عن طريق "حلم" رآه أحدهم في منامه, فأقام الناس فبنوا "الضريح".
ونعم التاريخ الذي يقيم على "الأحلام" والأكاذيب, ففي هذا الصدد عندما يتحدث إبن أبي زرع عن بناء فاس من ادريس الثاني يورد حديثا ملفقا منسوبا إلى الرسول (ص), حيث يقول; "ستكون مدينة تسمى فاس, أهلها أقوم أهل المغرب قبلة, وأكثرهم صلاة أهلها على السنة والجماعة ومناهج الحق, لا يزال متمسكين به لا يضرهم من خالفهم, يدفع الله عنهم ما يكرهون إلى يوم القيامة", إنظروا كيف يتم استعمال الدين من أجل تحقيق مكاسب سياسية ايديولوجية, وكيف يتم تزوير كلام الرسول (ص) وكذب به وعليه.
أضف إلى ذلك كتابة ما سمي ب"شجرات الأنساب" في عهد المرينيين وتأسيس لما يسمى ب"الأشراف" الذين ما زالوا اليوم ينعمون بكل امتيازات من الدولة في تجاوز , وضرب في حق المواطنة الكاملة, كل هذا قام في زمن المرينيين من أجل كسب شرعية دينية لدولتهم.

ليست هناك تعليقات: