
مركزتيفاوت الإعلامي
وكيم زياني
سالت الكثير من المداد عن قضية إغتيال المناضل الأمازيغي عمر خالق، وتكاد مواقف جل إمازيغن تتفق لأول مرة على كون، إغتيال إزم، جريمة سياسية وإغتيال سياسي ممنهج تتحمل فيه "الدولة" والأذيال التي تحركها من داخل الجامعة وخارجها كل المسؤولية، سواء العلانية منها أو السرية، وهناك من لم يجرأ على إعلان موقف جريئ يتماشى وما يتبناه من خطاب ومواقف من قضايا عدة، وهناك من يسقط قضية إزم من خلفياتها السياسية، ويذهب للوقوف عندها من داخل "نظرة السطلة" وعلى مقاسها، بل أكثر من ذلك هناك من جرد قضية إزم من مواقف هذا الأخير وخطابه الفكري والسياسي ومواقفه المعلنة من التنظيم الذي ينتمي إليه، وأكثر من ذلك هناك من تذبذب في تحديد وصياغة موقف بل وتلاعب بالمصطلحات والمفاهيم دون تحديدها وتوضيه مغازيها، منها على سبيل المثال لا الحصر (إزم شهيد الوحدة الوطنية، إزم شهيد الوطن، إزم دافع عن الصحراء المغربية الأمازيغية، إزم ضحية العنف الجامعي...) دون أن توضح من أصحابها مثلا، ما الذي يقصدونه بالوحدة الوطنية؟ هل هو نفس الفهم الذي يقدمه المخزن أم بفهم آخر، وما الوطن وما الوطنية وبأي فهم؟ ودون أن تستحض مواقف إزم والتنظيم الذي ينتمي إليه والحركة الأمازيغية عامة من قضية الصحراء والذي يقول "لا لتأسيس أي كيان عروبي فوق أرض أمازيغية" بإعتبار هذه الأرض تاريخيا أمازيغية لا غير. نقط نهاية. دون اللعب بالمصطلحات والمفاهيم فضفاضة وبدون أن توضح كما ينبغي، فمن الغريب أن نتحدث عن "الوحدة الوطنية" في الخطاب الأمازيغي دون أن نفكك ما نعني به، في حينه يتحدث الخطاب عن "وحدة شمال إفريقيا" نسبة إلى الأرض الأمازيغية، لكن حديث عن "الوحدة الوطنية" نسبة إلى ماذا؟ هل نسبة إلى الوطن الذي خلقته فرنسا بعد 1912؟ ألا نسقط بهذا التحليل في حفظ توازنات وتكتيكات السلطة؟ وألا نسقط في شرعنة السائد، من حكم وسياسة وخطاب وفهم ومواقف... والتي يهدف الخطاب الأمازيغي إلى تصحيحه وتجاوزه ؟ يقول دانيال دينيت عن حكمة تحديد المواقف وتفكيك الخطاب "يتعين عليك أن تجتهد في إعادة صوغ موقف خصمك بوضوح وإتقان تامين، وعليك أن تكون منصفا في إعادة الصوغ هذه، بحيث تجعل خصمك يقول لك: شكرا، تمنيت لو أنني عبرت عن موقفي بطريقتك".
التعبير عن موقف سياسي من قضية سياسية مثل القضية الأمازيغية في شموليتها، يحتاج من صاحبه الإنسجام -ليس بالفهم الديني- مع الخطاب الذي يحمله والأهداف المتوخات منه، وتناوله الشامل للسائد الإيديولوجي النقيض الذي يسعى إلى تجاوزه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق