مركزتيفاوت الإعلامي
..! بقلم / عبدالواحد حركات
..! بقلم / عبدالواحد حركات
السقوط المفاجئ في الجنة .. قد يحدث اليوم ..!! بين ليلة وضحاها أمسى جموع الليبيين كائنات سياسية ميكافيللية ماهرة .. وباتت مأساتهم وبدائيهم وطفولتهم السياسية وجبة دسمة على موائد أشرس ساسة أوروبا وأمريكا والعرب ..! ال مهرب لليبيين من أزواج الخيارات القبانية " الجنة أوالنار – الحب أو الالحب", فلن يكونوا أعرافا " ليطالعوا الجنة والنار من على سور", وبالنسبة لهم " ال توجد منطقة وسطى ما بين مقرا القامتهم إلي يوم يبعثون .. ولن يدخلوا الجنة الجنة والنار", ليحجزوا " الليبيون " بها استحقاقا " كما يعتقدون", وليس بإمكانهم التبجح بشئ على أبوابها, فإما أن تشملهم رحمة العلي القدير " سبحانه" ويدخلونها أو ال تشملهم فيحالون إلي سعير جهنم ويركسون فيها .. ولكن ..! فقط .. جنة األرض " ليبيا " متاح لهم طبع مفاتيحها, والتسلل إلي داخلها أو دخلوها عنوة من أوسع األبواب , والتنعم فيها وجعلها منصة إلقالعهم لجنان الخلد, وذاك إذا امتهنوا التراحم وسلكوا درب النجاة الوحيد المتاح لهم , بعدما سدوا ما عداه من الدروب بمراهقاتهم السياسية وتكالبهم على السلطة والمال .. وآثروا العودة لعصور الجاهلية ودبلجتها وانتاجها بإسلوب عصري فريد ..! ليس أمام جموع الليبيين سوى درب السالم .. برغم صعوبته وقسوة اشتراطاته على كافة األطراف المتنازعة..! تنوع الصراعات الليبية / الليبية وفراغيتها وتجذرها التاريخي الملوث المشبوه وعنفها وشراسة أطرافها الإلنسانية .. وخلوها في الغالب من أخالقيات الصراع وقوانين الحرب ومثل اإلنسانية وضوابط ومحاذير اإلتفاقيات " جنيف + الهاي " العالمية .. وطابعها البدائي الفظيع الذي بعث "هانري دونو " من مرقده ليشاهد ويتحسر ويعيد موته ألف مرة من هول وفظاعة الــ " سولفرينو "ات الليبية ذات النمط الــ " الهيتشكوكي " الواقعي الفريد..! الليبيون أحرجوا " ألفرد هيتشكوك ومصطفى العقاد " وأجلسوهما تالميذ فاشلين بلداء في حضرتهم " الهالووينية " .. .. لماذا..! ألن " من ليبيا يأتي الجديد والفظيع " .. وألن كـثر من " سادتنا " الليبيين محملين جينيا بطبيعة "جورجونزية / مرعبة اسطورية" مذ كانوا " زمن نياندرتال هوا افطيح " , والزالوا متمسكين "باألظافر واألسنان" بطبيعتهم الموروثة من أسالفهم البدائيين .. وجاءتهم الفرصة ليفرغوا كل ميراث األحقادهم وأشواك غرائزيتهم البائسة بأساليب بدائية غاباتية موحشة, فصنعوا من بعضهم البعض "أبالسة", وأعداء وجوديين صهيونيي الطبائع, واستخدموا ذات تعاليم وثقافة " التلمود " ومبادئه في صراعاتهم الالمنطقية والالوعية , التي استطابوا فيها رائحة الدماء , فاعتبرت كل طائفة وفئة منهم عدوها أو المخالف لها, مجرد مسخ إنساني غير خليق بالحياة وغير ذي قيمة عند خالقه , متدثرة كل طائفة أو فئة بهواجس المختارين من هللا لتجسيد الحق وإقامته ورعايته ومحاسبة مخالفيه أو مخالفيها.. واعلنوا " الليبيون " بهذه الرؤى والقناعات العاجزة حروبهم "الطوطمية " المقدسة ضد بعضهم البعض .. واستنسخوا ببراعة مزور محترف محاكم التفتيش البابوية الكاثوليكية اإلسبانية " محاكم القرن السادس عشر", وانبثق من بينهم وفي كل قرية وقبيلة "توماس دي تركيمادا" عصري الظنون واالفتراس .. وكما فعل "بليدا" بمسلمي إسبانيا زمن الهزيمة واإلنكسار, فعل ليبيون بزمن التمني والتعشق الساذج للديمقراطية " المتعهرة", وزمن الوعي السيئ والقاصر للمدنية والتغيير, وزمن تقديس الفرد والتطرف النوستالوجي المريب بإخوانهم في الوطن واالسالم ذات فعله وأفظع...! جورجونزية و تركيمادية و بليدية الليبيين ستفضي بهم الي الضياع, وإلي مآسي انسانية تعيدهم طوعا, وليس أمامهم إلي أزمان الوأد والتبضع والصعلكة, وتجعلهم أول العائدين إلي البدء البدائي -أحبوا أو كرهوا- سوى خياروحيد وأمثل, وهو السالم والتصالح ومفارقة العنف وطالقه بالثالث..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق