بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 6 ديسمبر 2015

فاطمة المرنيسي وAït Débrouille أوالمغرب العميق المتخلى عنه

فاطمة المرنيسي وAït Débrouille أوالمغرب العميق المتخلى عنه

مركزتيفاوت الإعلامي
رشيد الحاحي
في هذا الكتاب الذي هو في الأصل تحقيق ميداني، وكما يتبين من خلال عنوانه Les Ait Débrouille, Haut-Atlas ، تناولت فاطمة المرنيسي جانبا هاما من الحياة الاجتماعية والعمل التنموي الذي تقوم به منظمات مدنية ببعض دواوير ومناطق الأطلس الكبير، تحديدا أبادو وأيت إكتيل بايت ورير بالحوز وتالوين بنواحي تارودانت، وذلك من خلال تحليل المقومات الثقافية والاجتماعية التي تميز هذه المنطقة، وتتبع أعمال ومشاريع جمعيات مدنية همت بعض مجالات التنمية المحلية كالكهرباء والتزويد بالماء الصالح للشرب والتعاونيات المدرة للدخل...، حيث ركزت الباحثة في عملها الميداني على الثقافة والحياة الاجتماعية للقبائل والدواوير التي شملها، ورأسمالها الاجتماعي الذي توارثته وحافظت عليه في تدبير شؤونها.

فهذه المجالات الهامشية التي تشكل جزء كبيرا من المغرب المتخلى عنه مند الاستقلال، كانت منسية ومقصية من كل مخططات ومشاريع التهيئة والتنمية، وكان مقوم وجودها واستمرارها الوحيد هو قيم التعاون والتحمل والبساطة التي كانت تميز حياة السكان ونمط وجودهم وثقافتهم.

انطلاقا من هذا الوضع، سعت فاطمة المرنيسي في كتابها إلى تأكيد أهمية الرأسمال الاجتماعي في تقوية مكانة المجتمعات والبلدان في سياق التحولات وأشكال التذويب والاستيعاب التي تفرضها العولمة. فالرأسمال الاجتماعي الذي يتمثل في مختلف مقومات الحياة والوجود الثقافي والممتلكات الرمزية التي تميز بعض المجتمعات والأوساط يعتبر رأسمالا فعليا وموردا هاما للغنى والثراء والاختلاف، يجب تقويته وتطويره وتوظيفه الخلاق عبر إدماجه في منظومات التكوين والتنشئة الحديثة، وعبر ممارسات اجتماعية ذات معنى ومؤثرة تساهم في التغيير والتطوير اعتمادا على قيم الثقة والتعاون والمشاركة والمساهمة المسؤولة.

"يجب أن لا نعتقد بأنه بإمكان تغيير مجتمع بمجرد بث وصلات إشهارية، فالتغيير يتم عبر إدماج قيم الإحساس بالمسؤولية والسلوك المدني في جميع برامج التكوين، وعبر تطبيقها من طرف المسؤولين أنفسهم. فابحثوا في الأعراف وخاصة في قوانين "أزرف" الأمازيغية التي تفرض من خلالها الجماعة دعيرة على من يرمي بالأزبال في فضاء الدوار، وعلى من يتسبب في ضياع الماء، فهذا سيكون أكثر فعالية وتأثيرا من تقديم ممثل من الدارالبيضاء وهو يصرخ "كفى من حوادث السير!". ص.90.

تعازينا الحارة في فقدان سيدة كبيرة...

ليست هناك تعليقات: