
مركزتيفاوت الإعلامي
قال الله تعالى:"...أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنَ اَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحْيَا اَلنَّاسَ جَمِيعاً."
في أجواء الهدوء الحذر ودونما توقف لأحداث الشغب المروعة المتقطعة هنا وهناك والتي تؤصل ـ بعدم حسمها ـ لحالة عدم الاستقرار والتي انكشف مشعلوها بشكل فاضح لدى سكان المنطقة ... نؤكد إعلاننا المرة تلو المرة استنكارنا القوي وتنديدنا الشديد بكل عملية إجرامية تهدد أمن المواطنين وممتلكاتهم ، لا نستثني .
وحيال القراءات الخاطئة بل المتآمرة و اللئيمة للأحداث ـ حيث تُطمَس الحقائق تارةً وتُقلب تارة أخرى ـ مع ما يترتب عن ذلك من تغليط للرأي العام واستعطافٍ له ليميل إلى طرفٍ على حساب طرف آخر ظلما وعدوانا ... يصير لزاما علينا وضع النقط على الحروف إحقاقا للحق وتخليصا للحقيقة من كل زيف ودَخَن ، مع جزمنا بأن أجهزة الدولة ملمة بكل صغيرة وكبيرة في الشأن.
إن الأحداث التي جَثَمَتْ على صدر الساكن بغارداية وأَنَّ تحت وطأتها لتفرضُ على كل مسئول في أجهزة الدولة عموما وفي قطاع الإعلام و الشئون الدينية خصوصا أن يتأنى أو يتحفظ في اتصالاته و تصريحاته التي لها علاقة بالأحداث و يُقَدِّرَ عواقبَها ، وإلا فإنه ـ ومن حيث لا يدري ـ لربما يساهم في تأجيج نار الأزمة ولعله يحسِب أنه يحسن صنعا !
ونسوق للمثال:
ـ ما نُسِب لرئيس جمعية العلماء المسلمين ـ بشأن الأربعة الذين أُحرِقوا مؤخرا في بريان ـ من تصريح بأن هذه الأفعال الشنيعة لا تَمُتُّ إلى المالكية بصلة. ما يدل تعريضا على أنه صَدَّقَ ومال إلى الرواية التي تنسِب الجُرمَ إلى المالكية ! في حين أن الرواياتِ مجمعةٌ ومتواترة على أنهم أشخاص ملثمون !
ـ ما ذكره صحفي يومية وطنية محررة بالفرنسية ـ بكثير من التفصيل يوم 20/06/2015 بشأن الذين أحرقوا في بريان بالقول:"أربع ميزابيين..." في حين أنه وفي ذات مقاله يصـوغ وبأسلوب مقتضب جدا عبارة : "شـاب لقـيَ مصـرعه..." ولم يذكر بالمقابل أنه مالكي(شانع أحمد)... ما يدل على سوء سريرة الصحفي وإلا فكيف يصرح بانتماء المعتدَى عليهم هناك و يُعَمِّي عنه هنا ؟!!! ولو التزم النزاهة لاكتفى بصفة المواطنة في الموضعين ، لكنه التغليط والاستعطاف للرأي العام. وينسب لعضو من خلية التنسيق والمتابعة للميزابيين ما يؤكد الرغبة المضمرة في التأزيم للوضع عندما يلوح باحتمال ثأر الميزابيين بأنفسهم إذا لم يُتابَعْ الجناة
وإننا لنتساءل (للمثال لا الحصر):
ـ أين كانت وسائل الإعلام و الهيئاتِ والمسؤولون عندما أحرق داخل سيارته المالكي دخينيسة الطيب(47سنة)الأب لأربعة أطفال يوم 24/01/2014 حيث تم تحويله بعد مستشفى غارداية إلى مستشفى الدويرة ؟!!! والمتهمون في الجريمة عصابات الإجرام الإباضية و ليسوا ملثمين(!) (القضية في العدالة)
ـ وأين كانوا يوم 12/10/2014 يوم رُشِقَت وحدةٌ للشرطة في بريان من العصابات الإباضية بالزجاج الحارق حيث أصيب رجلان من قوات الشرطة بحروق؟
ـ وأين كانوا يوم 17/06/2015 عندما أُحرِق أحد رجال الدرك بحي الوئام(القرطي) في هجوم شرس بالمولوطوف من العصابات الإباضية حيث نقل الدركي على جناح السرعة إلى مستشفى ورقلة ؟
وهل حَظِيَ هؤلاء بشيء من تعاطف أولئك أم أنهم جزائريون من الدرجة الثانية ؟!!
إننا وبالقدر الذي نستنكر ونندد بكل عمل إجرامي (من قتل أو حرق أو ترويع أو تهجير أو نهب أو تخريب) نشجب وندين التدليس والتغليط للرأي العام ، والكيل بمكيالين حيث التعاطف والتلطف مع طرف كما لو أنه حَمَلٌ وديع في حين يكون التقريع والتعنيف مع الطرف الآخر كما لو أنه مجرم فظيع!!
إن القواعد الشرعية والمبادئ الإنسانية و القوانين الوضعية تفرض المساواة بين الناس حيث لا فضل لأحدهم على الآخر وإن التميـيز وعدم الإنصـاف موغر للصدور ناكئ للجراح مفجـر للأزمـات موذن بالخـراب
وعليه فإننا نحذر من البت في الإرسالات الموجهة للأجهزة المركزية قبل التحقيق الميداني مع إلزامية إشراك كل الأطراف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق