مركزتيفاوت الإعلامي
تحليل امازيغ وولد
عرف مصطلح السيبة في معاجم تاريخ المغرب بتعريفين اثنين متناقضين. الأول والرسمي يعرف بلاد السيبة بالفضاء أو المجال الذي لم يكن مُؤمَّن ولا توجد فيه أجهزة مخزنية للسلطان وتعرف بالتسيب وانعدام القانون والكل يأخذ حقه بيده بصفة همجية. والتعريف الثاني والغير الرسمي فبلاد السيبة هي الفضاء الجغرافي الدي هو عبارة عن فيدرالية القبائل الامازيغية التي تحكم بأعرافها الديمقراطية والتي رفضت دفع الضرائب للسلطان، عكس بلاد المخزن التي كانت خاضعة لسلطة الدولة بأبعادها الدينية والسياسية والمالية.
وبعد دخول بلاد السيبة في بلاد المخزن بواسطة الدبابات والطائرات الحربية الفرنسية ظل المخزن متشبثا باختياراته الأيديولوجية المؤسسة له والمبنية على العروبة والإسلام. لكن مع مرور الزمن وتصادم فكره الأيديولوجي مع تطورات العصر التي تفرض الحرية والديمقراطية والحداثة سلك المخزن سياسة التموج بين الاصالة تارة والمعاصرة تارة أخرى, اقتداء بقولة لكل مقام مقال. مما خلق جوش للتعايش الغير سلمي لكل التناقضات التي وصلت حتى بنود تشريعات دستور 2011.
وفي ظل حكومة الإسلاميين وصل فكر التموج بين الاصالة والمعاصرة الى باب الاصطدام. اد تطور الخطاب الى ما لا تحمد عقبة, فلكي يدافع الحكام عن التشريعات التي تتناقض مع مبدا الحريات الفردية التي ينص عليها الدستور يبررونها بمطالب المجتمع. وعلى سبيل المتال لا يقول وزير العدل وفي ندوة صحفية مدافعا عن تشريعاته بسجن غير الصائم اومن زعزع عقيدة مسلم أو من له علاقات جنسية خارج : "من يرغب في اختبار حقيقة المجتمع فليفطر في شارع محمد الخامس وسوف يرى ردة الفعل من الشارع".
هدا الخطاب استغلته العقول الداعشية التي كونتها المدرسة المغربية وانعشته الجمعيات الاسلامية التابعة للسعودية والإسلامية التابعة لمصرية ولتركيا للبدا في إعادة تجربة الجزائر. وهي اقدام الشعب بالنهي عن المنكر والامر بالمعروف طبقا للشريعة الإسلامية. لكن الطامة الكبرى هو تبني هدا الخطاب من مؤسسات الدولة المخزنية نفسها. وتمتل هدا المخطط الدي جربتها الجزائر من قبل فيما يلي:
اقدام بعض الشيوخ بالوعض في شوارع المدن وتخويف الفتيات وحتى التي يرتدين لباسا عاديا. انظر فيديو هدا الداعية الإسلامي بمدينة طنجة:
وبعدا هدا الحدث يقدم بعض الدواعش بمدينة انزكان على التهجم على فتاتين في سوق المدينة متهمينهن باستفزاز غرائزهم الجنسية التي اججتها فيهم الأحاديث التي تصف لهم الحور العين. وكادت ان تقع جريمة لولا احتماء الفتاتين بمتجر حتى حضور رجال الشرطة. لكن الطامة هي ان السلطات الأمنية عوض اعتقال المعتدين على الفتيات قامت باعتقال الطفلتين وصاحب المتجر الدي احتموا به.
وما زاد الطين بلة هو عدم تدخل الوزارة الوصية على العدل الى التدخل بالأمر باعتقال المعتدين وتقديمهم الى العدالة بجانب الفتيات. تصحيحا لقرارات مؤسسات الدولة بانزكان التي انصاغت للفكر الداعشي. وهو ما ترجم لدى رجل الشارع المغربي ان الحكومة فوضت له القيام بدور شرطة الاخلاق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر اقتداء بمملكة ال سعود التي قال لزعمائها رئيس الحكومة المغربية "هده بلادكم لأن ملك المغرب منكم".
والطامة الكبرى هو عدم اقدام وزارة العدل عن اعتقال من يحرض عن هدا الاجرام من رؤوس الشيوخ، متل زعيم السلفية الوهابية بالمغرب السيد حسن الكتاني الدي قال في صفحته على فايس بوك ما يلي:
الشي الدي دفع الشارع بالمدن الأخرى للقيام بالمهمة الجديدة المنوطة به. هدا الشارع الدي كان سيحدث جريمة قتل في حق مواطن اتهموه بالمثالية وهو على متن سيارة اجرة لم يقم باي أدى اللهم تجيش غرائز من من يفكر في الغلمان في جنات النعيم. حيت ارغموا السيارة على التوقف تم اخراجه والهجوم عليه بطريقة داعشية حتى كاد يلفظ أنفاسه. وسيعاد مسلسل انزكان اد تتدخل الشرطة وتعتقل الضحية الدي احتمى بمتجر وتخلي سبيل الدواعش. انظر الفيديو:
واضاف رئيس التيار الوهابي بالمغرب على صفحته على هدا الحدث:
هدا الشيخ الدي يرى ان الحضارة الغربية قابلة للسقوط (وحضارته في منتهى التقدم والتطور) نظرا لأقدام المانيا على اعتقال الصحفي احمد منصور الموظف بقناة القاعدة في الدوحة ولأقدام أمريكا على السماح بنكاح اللوطية. انظر الصور:
خلاصة :
ان ما وصل اليه المغرب اليوم هو بالذات الصورة طبق الأصل لما تصوره مقررات المدرسة المغربية عن تسيب بلاد السيبة ابان الحماية. الا ان هده المرة انتقلت السيبة بالفعل الى بلاد المخزن. فهنيئا بهذا الإنجاز التاريخي وهنيئا للفكر القومي العربي الإسلامي على إنجازاته في الشرق الأوسط ومخططاته في الغرب الإسلامي.
فمن سينقد المغرب اليوم؟ لابد من الرجوع الى أبناء من حرروه بالسلاح من ايادي الاستعمار الاسباني والفرنسي لإعادة انقاده مرة أخرى لكي لا يكون مصيره مصير الشرق الأوسط الدي مكن القول انه قد انتهى من الوجود بتشكيلته السياسية والاجتماعية القديمة. فهدا واجب وطني اليس كدلك؟
موحى بواوال
2 يوليوز 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق