
مركزتيفاوت الإعلامي
قد يتغاضى الإنسان عن بعض الظواهر السطحية المكشوفة التي يلاحظها هنا وهناك، وقد لا يعطي بالا لبعض كلمات لا قيمة لها ولا أهلية لكاتبيها، أو تصريحات سقيمة لإمعة دُفع به أو دُفع له.
لكن لا يسع الإنسان إلا أن ينتفض حين يرى الانتهازيين والمنافقين والأفاكين وقد تلفعوا بسماجة بأثواب الوطنية، يجوسون في غفلة منا أو في غيابنا خلال تاريخنا وحاضرنا يهمشون هذا ويحقرون ذاك، ويبيعون هنا ويساومون هناك
قدرك يا ابني أن يهتم قلمك بالمصلحة العامة، وأن تدافع به عن حرية شعبكوحقوقهم بصدق، وأن تتمسك من خلاله بكرامتك وكرامتهم بشجاعة. الانتهازية يا ابني أسلوب الضعفاء، وسبيل الدخلاء، ومن علاماته يا ابني أنك دائما تجده أسير الفرج والحلق، وإياك ومجالسته فإنه كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، أو يؤذيك بروائحه النتنة، وإذا أردت النقد فعليك بالنقد البناء، لأن النقد البناء يا ابني نوع من أنواع الحوار، وتبا للقلم عندما يتحلل من أمانة الكلمة، ولا يبالي بشرف الرسالة فينعق بما لا يعرف، أو ينساق وراء الاتهامات جزافا، أو ينحدر وراء الشتائم عجزا .
ولا يخفى أن الانتهازية والنفاق وجهان لعملة واحدة فالانتهازي يضمر من وراء تظاهره بالصلاح أو التملق مصلحته الذاتية غير المشروعة والإبقاء عليها بإتباعه أساليب تتلون بألوانها وتتفصل على مقاساتها. كذالك المنافق يخفي في نفاقه ألواناً من التآمر والأفكار المنحرفة في منهجية مدروسة ويتغلغل بين صفوف المبدئيين والمخلصين مظهراً ولائه وايمانه متحيناً للفرص من اجل القضاء على المشروع وقيمه ومبادئه وكيانه القائم.
وهكذا فإن أهل المصالح والمنافع الآنية هم المنافقون والانتهازيون الذين يبيعون كل شيء. وفي مقابلهم رجال المبادئ الراسخة يرفضون الباطل بكل وجودهم ويصرون على الحق ولو كان الثمن أرواحهم
ومن ثقافة الانتهازيين والنفعيين كيل الاتهامات جزافاً، وتشويه سمعة المخلصين من أصحاب المبادئ الشرفاء، من اجل خلق أجواء معتمة وغائمة وتعكير المياه ليتسنى لهم التصيد فيها بسهولة وليضمنوا استمرار رزقهم القائم على هذه التجارة.
_
منقول وحرفيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق