بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 9 يوليو 2015

أمازيغ: "عروبيون" متحالفون مع السلطة يبيدون "مزاب" الجزائر

أمازيغ: "عروبيون" متحالفون مع السلطة يبيدون "مزاب" الجزائر

مركزتيفاوت الإعلامي
هسبريس 
وصفت الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية بالمغرب، ما يحدث من مواجهات طائفية ومذهبية بولاية غرداية الجزائرية، بـ"مسلسل إبادة عرقية يتعرض لها أمازيغ المزاب بالجزائر لمدة أكثر من سنتين من طرف تحالف قوات الامن الجزائرية وعرب السنة الشعانبة المنحدرين من قبائل بنو سليم القادمة من الحجاز "، متهمة النظام الجزائري بالتواطؤ مع مجموعة "عروبية" لمحو الهوية الأمازيغية للولاية.

وأشارت الفيدرالية، المعروفة اختصارًا بـFNAA في بيان لها أن "الدولة الجزائرية تستمر في سياسة تطهيرية ضد الأمازيغ بدأت بسلب الأراضي والحضارة والثقافة واللغة إلى الإبادة العرقية، ولا زالت مستمرة في تخريب بيوت الامازيغ العزل وسرقة امتاعهم وتدمر مصانعهم واستثماراتهم الفلاحية بالحرق والقتل".

بيان الفيدرالية يأتي في أعقاب مواجهات عنيفة وقعت خلال الأيام الماضية بين عرب مالكييين وأمازيغ إباضيين بولادية غرداية، حسب ما نقلته وسائل الإعلام الجزائرية، وخلّفت إلى حد اللحظة 22 قتيلًا، وعددًا من الجرحى، وقد تسّببت الأحداث بإعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، تكليف قوات من الجيش لغرض استتاب الأمن بالمنطقة.

وسجلت الفيدرالية في بيانها أن القوى السياسية الجزائرية تسكت عن "الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب ضد الأمازيغ بغرداية، إلى جانب سكوت الأمم المتحدة وسكوت حكومات و أنظمة المنطقة المغاربية التي لا تضيع فيه فرصة واحدة للتضامن مع شعوب الشرق الأوسط العربية من سوريا والعراق واليمن والبحرين البعيدة جغرافيا بآلاف الكيلومترات".

واستغربت الفيدرالية مواقف الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية بكل شمال افريقيا التي "غضت الطرف عن هذه الجرائم"، محملة الأمم المتحدة والمنتظم الدولي مسؤولية تاريخية بسكوتهم أمام إبادة "أقدم شعب ببحر الأبيض المتوسط والذي عُرف في كل تاريخه العريق بالسلم والتعايش العرقي والديني"، مطالبة من الأمم المتحدة الإسراع بتعيين مندوب خاص بقضية امازيغ المزاب وانتدابه للمنطقة.

"حقيقة الوقائع في الميدان، والزيارة التي قمنا بها خلال الصراع بين الأطراف نفسها، ولقاءاتنا مع أمازيغ المزاب في المنتدى الاجتماعي العالمي بتونس، كلها أمور أكدت لنا حقيقة ما خلصنا له في بياننا"، يقول أحمد أرحموش، رئيس الفيدراية، نافيًا أن يكون الصراع مذهبيًا خالصًا بين الأباضيين والمالكيين، إذ قال إن هناك من الأمازيغ المتوفين من لا يعتنق المذهب الإباضي.

وزاد أرحموش في تصريحات لهسبريس أن "النظام الجزائري لديه رؤية تكرّس ما يجري حاليًا، إذ أرسل قبل أربع سنوات مدرعات عسكرية لتطويق منطقة المزاب بغرداية، كي لا تتحوّل المطالب الاجتماعية للساكنة إلى ما هو سياسي"، متحدثًا أن هناك تخوفًا جزائريًا من مطالبة أمازيغ المنطقة بحكم ذاتي، لذلك "تتواطأ السلطة مع مجموعة عروبية لضرب الأمازيغ"، دليله على ذلك، أن الجيش الجزائري يتفرّج على ما يجري حاليًا دون أن يتدخل، رغم إعلان بوتفليقة عن استتاب الأمن.

في أسباب النزاع

يسود المذهب المالكي في الجزائر بنسبة تتجاوز 90 في المئة، ثم يأتي الإباضيون بما يقارب مليون جزائري، غالبيتهم تقطن قرب وادي ميزاب بولاية غرداية، لذلك يطلق عليهم "الميزابيين". ويعد المذهب الإباضي من أقدم المذاهب في تاريخ الإسلام، ويوجد في دول إسلامية كثيرة، كما أنه لم يسجل وقوع مناوشات بين المالكييين وبين الإباضيين في التاريخ الجزائري إلّا مؤخرًا، إذ تعايشوا في كثير من الاحترام، حتى مع كون الإباضية بقيت في الغالب حكرًا على أمازيغ ميزاب، بينما انتشرت المالكية في جلّ التراب الجزائري.

وتُجهل أسباب الصراع الأخير بين الطرفين، وإن كانت بعض المصادر الإعلامية تعيده إلى نزاع دامي وقع نهاية العام الماضي بسبب مباراة كرة قدم، غذته بعض المشاحنات التي ظهرت في السنوات الأخيرة، بسبب مشاكل عقارية في ملكية الأراضي بين الطرفين، وبسبب منع المصاهرة بين الطائفتين رغم اختلاطهما وتقاسمهما لكثير من مناحي الحياة.

غير أن بعض التقارير الإعلامية تُرجع الأسباب إلى صراعات داخل السلطة الجزائرية، بين أحزاب النظام وأحزاب المعارضة، وقد صرح محللون ومتابعون جزائريون لموقع الحرة أن السلطة تتواطأ لأجل حماية المجرمين في القضية، وتحاول تصوير الأمر على أنه مواجهة مذهبية، خاصة وأن منطقة غرداية، تشكل أهمية كبيرة على المستوى التجاري والسياحي.

ليست هناك تعليقات: