مركزتيفاوت الإعلامي
عادل أداسكو
في الحركة الأمازيغية مناضلون أحرار وصادقون، يضحون بالغالي والنفيس من أجل قضيتهم، ولكن في الحركة أيضا أشخاص مندسّون سرعان ما تظهر أهدافهم الحقيقية، سواء في سلوكيتهم أو في مواقفهم، وقد عرفت الحركة الكثير من هذا النوع، سواء في الماضي أو في الحاضر، وأهم خاصية لهؤلاء الـ "المناضلين" المشبوهين هو زرع الفتنة بين الأمازيغ والتفرقة بينهم وبتّ الكراهية والحقد في النفوس ضدّ بعضهم البعض، وخاصة بين الطلبة الذين ينتمون إلى جهة معينة وبين غيرهم من الطلبة، وبين الشباب والجيل السابق (إمزوورا ) من المناضلين، والتشويش على مطالب الحركة الأمازيغية وتحريفها.
هؤلاء "المناضلين" المشبوهين يبذلون جهدا جبارا من أجل أن يكره الأمازيغ بعضهم بعضا ويتفرق شملهم ويصبحوا في حالة من التضعضع، وقد صُدمتُ عندما علمت أن هؤلاء المندسين يحاولون قدر الامكان افشال أشكال نضالية، حيت أصبح عملهم الأول والأخير هو السبّ والشتم لإخوانهم الأمازيغ ولا شيء عن أعداء الأمازيغية، هؤلاء المندسّين وسط الحركة سألت عنهم بعض المنتسبين إلى المنطقة التي ينحدرون منها حيت علمت بأنهم قد ساهموا بشكل كبير في إفشال العديد من الجمعيات هناك، وتفريق شمل المناضلين، وهم الآن ينقلون سمومهم إلى الحركة وإلى الطلبة، متنقلين بين بعض المناطق ولا همّ لهم إلا التحريض ضدّ "مناضلين فاعلين" في الساحة تارة وضدّ الجمعيات والأشخاص، بينما الوعي الأمازيغي الديمقراطي ينظر إلى القضية خارج الاعتبارات المحلية الضيقة، كما أن الحركة الأمازيغية لم تميز أبدا بين السوسي والأطلسي والريفي بل اعتبرت الأمازيغ شعبا واحدا، لكن المخطط البوليسي يوحي لمن ينفذه بأن يسعى إلى التفرقة بين الأمازيغ، وعلى المناضلين أن يكونوا على وعي بهدا المخطط المشبوه.
المغالطات التي ينشرها هؤلاء المشبوهين الذين يكرّرون نفس الأسطوانة المشروخة منذ سنوات، بينما شهدت الساحة أحداثا كثيرة ومستجدات لا يبدو من كلامهم ومواقفهم أنهم يفهمونها، بينما الحقيقة أن الحركة الأمازيغية إنما وُجدت دائما في موقع الدفاع عن نفسها ضدّ هجمات أمثال هؤلاء الأشخاص الذين هدفهم أن يعرقلوا تحقق مطالبنا الأمازيغية، ويُخضعوا المجتمع بكامله لسيطرتهم.
إن سبب الصراع داخل الحركة الأمازيغية هو أن هؤلاء الأشخاص لهم "مشروع مجتمعي" يختلف عن الآخرين اختلافا كليا، بل هو نقيض الآخر المبني على الحريات والمساواة والعدل والنسبية والعقلانية، عكس مشروعهم المبني على احتقار الآخر واستعباد المواطنين، وإذا كان هؤلاء لا يقبلون بنضال الأخرين فعليهم أن يقدّموا البديل لهذا النضال، عوض الهروب من المعركة والاختباء في البيت وراء الحاسوب، ثم الخروج بعد ذلك لشتم الأمازيغ وإهانتهم وتخريب ما يبنونه من مكاسب، وهذا أفضل دعم للسلطة وأعداء الأمازيغية.
لم يسبق لنا أن رأينا هؤلاء المشبوهين في واجهة من واجهات الصراع أو في معركة من المعارك الكبرى من أجل الأمازيغية أو من أجل الديمقراطية، أو من أجل حقوق المغاربة وحرياتهم، لا داخل الوطن ولا خارجه، ولهذا ينبغي الاحتياط واتخاذ الحذر من هذا النوع من الأشخاص المندسّين في أوساط الحركة الأمازيغية، من أجل التقليص من الأضرار التي يمكن أن يسببوها للأمازيغ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق