بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 28 يونيو 2015

إنزكان... ساحة للصلب والجلد



مركزتيفاوت الإعلامي
سعيد تيركيت
رباه... ما هذا الكابوس؟... انزل من عليائك لترى ما يحدث. أنا وحيد في بلد لا أعرف جيدا، أعرف الثقافة العربية، الثقافة التي في الكتب، لكنها لا تنفع في الحياة الواقعية، لا أعرف عن أي عمل سأبحث، سأقبل بأي عمل مهما كان، حتى تنظيف درج العمارات... سأقبل به علني أجد سقفا و أعد القهوة بتخت، أود قهوة مغربية بالقرفة وقعقلة والإبزار... لكن العرب قانون العرب، يمنع من إيقاد موقد العقل... القهوة الوحيدة المتاحة هي قهوتهم، تلك القهوة التي تسيل كماء أصفر غريب الطعم... أود قهوة الآن...
أتذكر محمود درويش في حصار بيروت وكيف يجاهد ليعد القهوة. محمود درويش خرج سالما من حصار ظله ببيوت، و أنا أيضا سأخرج من هذا المأزق...
أطلّ عليّ أمل قليل من تفكيري بدرويش، أمل ما فتئ أن انطفأ حين تذكرت خيبتي في بلادي. كنت أتصور أن هذا البلد بلد حقوق الإنسان، حقوق المرأة. كنت أعتقد أن القانون يعضد المرأة الأم والبنت والأخت والزوجة والعشيقة... وأن الأمور مختلفة عن بلاد العرب التي هي أوطاني، التي طالما تشدقوا في غنائها. كنت أحلم أنني في بلد الإستثناء، حتى اكتشفت أن البوليس عندنا لا يختلف في شيء عن هيئة المعروف والنهي عن المنكر في بلد السيئ الذكر، بلد الحرمين...
تدافعت الدموع إلى عيني، دموع فرح بانكساري، ويدي على قلبي في انتظار حكم بجلد الفتاتين ونون النسوة على ناصية البلد، وفي مدينة مملوءة بالأجانب لأخذ تذكار لن يجدوه في أرجاء العالم...

الخميسات - المغرب - 26 / 06 / 2015

ليست هناك تعليقات: