مركزتيفاوت الإعلامي
ذ. عبد الله بوفيم - مدير صحيفة الوحدة المغربية
الكثير من الفلاحين ينفقون مبالغ جد مهمة في شراء أراضي فلاحية وينفقون مبالغ أكثر لتجهيزها بقنوات الري بالتنقيط زيادة على البلاستيك, لكن تلك الضيعات الفلاحية سريعا ما تموت وتبقى أطلال ويخسر الفلاح ونفقد مجاهدا يجاهد في سبيل ضمان الغذاء للشعب المسلم.
يعلم بعض المهندسين الفلاحيين أن روح الأرض هي تلك القشرة التي تتقشر اثر سقي الأرض وجفافها, حيث تبدو قشرة متكسرة إلى قطع وهي أشبه بالشوكولاطا.
تلك القشرة تنتهي وتزول مع كثرة الاستعمال واستغلال الأرض, لكن الثروة هذه متوفرة وجدا في وطننا, ويمكن لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك, أن تسمح بمقالع خاصة بتعبئة تلك الترسبات الغنية بالمواد العضوية والتي تخلفها الأودية وخاصة في سنوات الفيضانات.
تلك الطبقات من المواد العضوية والتي تخلفها الأودية في جنباتها يمكننا بها أن نعيد الحياة لضيعاتنا الفلاحية ونضمن استمراريتها ونحمي فلاحينا من الإفلاس ونعينهم على مواصلة التشغيل والإنتاج.
الكثير من ضيعاتنا الفلاحية في المغرب أراها أصبحت خرابا والسبب موت تلك الأراضي التي توجد عليها, وجب استعمال الترسبات في جنبات الأودية وهي غنية بالمواد العضوية التي يمكن استغلالها بعد أسبوع من تفريغها بالضيعات الفلاحية, عوض ما يشتريه الفلاحون حاليا من قشور بعض الفواكه والخضر المستعملة في العصائر.
الترسبات في جنبات الأودية بها من المواد العضوية ما ليس في قشور الفواكه والخضر, وهي سليمة من المواد الكيماوية عكس القشور التي فيها من المواد الكيماوية الكثير تساهم بدورها في قتل روح الأرض في الضيعات الفلاحية.
يمكن لكل فلاح وجد أن تربة ضيعته الفلاحية شبه ميتة أن يلجأ إلى الترسبات التي في جنبات بعض الأودية يجمعها ويوزعها على ضيعته أو الجزء الميت منها بارتفاع 10 سنتمترات أو أكثر ويسقي ضيعته بعدها, ويدعها حتى تجف ويحرث ضيعته بعدها ويباشر استغلالها مباشرة وسيكتشف أن الحياة عادت لها أحسن مما كانت عليه.
لهذا أنبه المقاولين المغاربة إلا فتح وطلب رخص استغلال مقالع المواد العضوية التي تخلفها الأودية في جنباتها ليباشروا تعبئتها في أكياس خاصة, لتباع داخل الوطن وخارجه وهي بالطبع غنية وأحسن من كل الأسمدة والمواد الكيماوية التي نستوردها نزيد بها أراضينا الفلاحية بوارا على بوار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق