مركزتيفاوت الإعلامي
البرلمان
عرف بلادنا خلال سنة 2014 فضائح أخلاقية وجنسية متعدد ومختلفة، أبطالها رجال أعمال وسياسيين، نشر غسيلها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك والموقع العالمي “يوتوب”، فإن القليل منها عرف طريقه إلى القضاء بناءً على شكايات من ضحاياها، وفتحت في شأنها تحقيقات أفضت إلى متابعة شباب استلذوا لقطات جنسية ساخنة دون أي تفكير في عواقب الأمور، وما يحمله هذه الفعل الجرمي، في طياته من تبعات جنت عليهم بإيداعهم السجن، كانت آخرها فضيحة البرلماني عادل اتشيكيطو المنتمي لحزب الاستقلالي.
ففضيحة البرلماني الاستقلالي التي هزت الرأي العام، انتهت باعتقال خمسة قراصنة للكوبيوتر والأنترنيت بضواحي واد زم، بعد أن أوقعوا عشرات الشخصيات الوازنة من مدن مغربية ودول أجنبية من الخليج، في مصيدة النصب والابتزاز عن طريق الشبكة العنكبوتبة، من بينهم البرلماني المذكور.
وأوقع القراصنة الضحايا عبر إيهامهم بالحب، وتمنكنوا من تصويرهم عبر الكاميرات في أوضاع إباحية، ليبدؤوا يطالبونهم بدفع مبالغ مالية تتراوح بين 15 ألف درهم و10 ملايين سنتيم كل حسب وضعه الاعتباري.
أما بمدينة فاس فقد شهدت إحدى مراكز النداء فضيحة جنسية، بين مسؤولته وموظف به، ومرت الفضيحة في صمت بعد تنازل الضحية ومتابعتها وعشيقها في حالة سراح أمام المحكمة الابتدائية بفاس، في ملف مر دون تتبع إعلامي مكثف، على غرار فضيحة الأستاذ وصديقه الطالب، التي أطنبت التغطيات الإعلامية في كشف خباياه وحيثياته وتطورات أحداثه المثيرة.
بالإضافة إلى ذلك، عرف العديد من المدن فضائح جنسية أبطالها رجال أعمال معروفون ورياضيين، وأبناء شخصيات وزارنة، وكان آخرهم ابن برلماني، ظهر هو أيضا شبه عاري إلى جانب عشيقته في صور نشرت كالنار في الهشيم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
2014 .. سنة الكوارث الطبيعية و البشرية و الفضائح الحكومية
سنة تمضي و أخرى تأتي ، نودعها و نستقبلها بنفس الكلمات و المتمنيات و الحال كما هو يتكرر كل سنة مع تغيير بسيط في زيادة سرعة هذا التغيير الذي يبقى في عمومه سلبيا إلى حد ما ، الكل يجمع على أن سنة 2014 التي نستعد لتوديعها كانت سنة الكوارث الطبيعية و البشرية و الزيادات الصاروخية و سنة الإصلاحات المعطلة التي ندخل بها السنة الجديد دون أفق واضح للحل ، كما أنها سنة الرحيل الغامض لعدد من الشخصيات الوطنية التي باتت وفاتها لغزا محيرا للجميع رغم البلاغات المطمأنة على أنها طبيعية ، سنة ودعنا خلالها عالم المستقبليات الدكتور المهدي المنجرة الذي توارى في صمت بعد أن أدار له الجميع ظهره إلا قليلون ممن يعرفون قيمته العلمية، ودعنا فيها أحمد الزايدي ، و عبد الله باها في حادثتين متشابهتين أسالت الكثير من المداد و تركت أسئلة معلقة ربما ستجيب عنها السنوات المقبلة ،سنة ودعنا فيها عدد من رجالات الفن و الرياضة و عدد كبير من مغاربة الهامش الذين قضوا في فيضانات شهدتها المملكة و عرت عن واقع البنى التحتية التي لم تصمد طويلا أمام غضب الطبيعية و غش و فساد بعض مسؤولينا، قناطر هوت و طرق أصبحت في خبر كان و لم يمر على تدشينها سوى أشهر معدودة و الضحية هم مواطنو هذه الربوع الذين لازالوا يعانون من تبعات هذه الفيضانات ، سنة المونديالتو و فضيحة المركب الرياضي مولاي عبد الله التي أضحكت علينا العالم كله و أصبحنا بسببها أضحوكة أمام التلفازات العالمية التي كانت حاضرة لتغطية هذه التظاهرة الرياضية العالمية ، فضيحة خلفت استياءا لدى كل أبناء وطني ممن اعتبروها اهانة في حق شعب بأكمله انتصر له الملك بعد أن عجزت حكومة منتخبة ديمقراطيا و منبثقة عن صناديق الاقتراع على اتخاذ قرار يحفظ لنا ماء الوجه لكن المصالح السياسية و تقاطعها قالت بأن ما حدث لا يرقى إلى مستوى كارثة وطنية و لا يهم لا صورة الوطن و لا مطالب الشعب ، قرار ملكي أرغم الحكومة على فتح تحقيق لتحديد ملابسات هذه الفضيحة المدوية في انتظار نتائجه نقول لكل الله يا وطن ، سنة تتزايد معها الاعتداءات الجزائرية و خصوم وحدتنا الترابية مع قرب الحسم و الطي النهائي لملف وحدتنا الترابية الذي أعلن فيه جلالة الملك أن سنة 2015 هي سنة الحسم بمنح أقاليمنا الجنوبية حكما ذاتيا تحت السيادة الوطنية للمغرب ، نودع سنة 2014 و في القلب غصة و حزن عميق على واقع عربي يدمي القلب تستعظم فيه الفتنة و التفرقة و يستمر فيه القتل و الذبح باسم الدين ، مجموعات إرهابية تجردت من كل إنسانية تعيث في الأرض فسادا و في الإنسان ذبحا ، سنة تحول فيها الربيع العربي إلى خريف لا نعرف له نهاية ، القتل و الدمار متواصل في سوريا الجريحة و ديمقراطيات هشة لم تتخلص من تبعات الأنظمة الديكتاتورية التي أوصلتنا إلى الحالة التي نعيشها الآن ، تستمر معها معاناة أشقائنا في فلسطين المحتلة و تتعاظم أمام الانتهاكات البربرية الفاشية للآلة القمعية الصهيونية ومع كل هذا الألم نتطلع إلى سنة جديدة نتصالح فيها مع أنفسنا علها تكون سنة خير و بركة يتوقف فيها نزيف الدم و نستعيد معها عروبتنا التي تبخرت في سماء الاختلافات و التطاحنات الاثنية و المذهبية نريدها سنة استعادت المبادرة في القطع مع كل الاختلالات التي تأثث المشهد الوطني المغربي وكل سنة و أمتنا العربية و الاسلامية و كل أبناء وطني بألف خير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق