مركزتيفاوت الإعلامي
ذ. عبد الله بوفيم
شاهدت هذا الصباح فيديو صور واقع الصرف الصحي في إقليم بني ملال واختلاط ماء الصرف الصحي مع الماء العذب والذي تسقى به الأراضي الفلاحية وتشرب منه الماشية.
https://www.youtube.com/watch?v=rO0Sbu7Tufw
الغريب في الأمر هو أن السياسة المائية المطبقة في المغرب تنذر بشر مستطير وما يقع في كلميم كافي لكل من يريد أن يتدبر السياسة المائية الخطيرة التي ستجني على صحة المغاربة وتهددهم بوباء الكوليرا.
في كلميم يجري ماء الصرف الصحي في وادي صياد ويستعمله بعض الفلاحين لأراضيهم منتجين به أنواع من الخضروات التي توجه للاستهلاك البشري ويتجه نحو منطقة تاركى وساي التي كانت مبرمجة لبناء سد ومند أكثر من عشرين سنة خلت.
في منطقة تاركى وساي أراضي سقوية كانت تسقى بماء الوادي الذي كان دائم الجريان والذي أصبح شبه جاف بعد أن استنزفت الفرشة المائية بفعل الاستغلال الفاحش لها وللبحيرة المهمة التي بمدينة كلميم.
ما يطبق في المغرب من سياسة مائية يسوقنا نحو الخراب الممنهج . استعمال الماء العذب للصرف الصحي وبعد تلويثه يجمع في أحواض أنفق في بنائها ملايين الدراهم, لتفعل فيه الشمس فعلها فتزيده قتامة وتخلق منه ملايين الحشرات الخطيرة التي بدورها تشكل خطرا على صحة المغاربة.
بعد كل هذا وما ينتج من روائح كريهة في ضواحي المدن والأراضي الفلاحية, من انتشار البعوض وتهديده لسلامة الإنسان والقطيع.
يوجه الماء في الأودية التي بدورها تتسرب منها المياه العديمة للفرشة المائية تلوثها فيشرب الإنسان بوله وعصارة غائطه ومن حيث لا يعلم.
أبدو واضحا فيما أكتب لكن لابد من الوضوح لعل الجميع يفهم ولا تنفع في هذه الحالة الإشارة بل الكلمات ورغم كونها مقززة إلا أنها ضرورية لعل الجميع يتنبه قبل أن يحل بنا وباء الكوليرا ولا نجد له علاجا.
المغرب وكما شرحت في مقالات وفيديوهات سابقة يعتبر شريطا ساحليا وأغلب مدنه تقع على المحيط الأطلسي, وتصريف المياه العديمة عبر المحيط الأطلسي والبحر عامة ضرره قليل جدا.
والمنتوج البحري الوحيد الذي يجب أن نتجنبه في مناطق صب قنوات الصرف الصحي هو المعروف لدينا ب (بوزروك) وباقي مخلوقات البحر لا تؤثر فيها مياه الصرف الصحي والتي بالفعل لن تشكل ومهما كثرت إلا 1 في مليار المليار من مياه البحر.
الدولة المغربية تتجنب صب مياه الصرف الصحي في البحر وتصبها في الأودية بعد زعم تنقيتها لتفسد المياه العديمة الفرشة المائية وتوجه مباشرة للاستهلاك البشري.
أما في البحر فإن استهلاك تلك النفايات يستهلك من حيوانات بحرية صغيرة جدا وهي لا توجه للاستهلاك البشري بل تكون غذاء لحيوانات بحرية أخرى وبالتالي فإنها تمر عبر مراحل قبل أن تقدم للإنسان.
في حين أن صب مياه الصرف الصحي في الأودية توجه مباشرة للفرشة المائية ومنها للاستهلاك البشري مباشرة.
للعلم فحيثما يوجد الرمل في الوادي فإن تحته ثقب يسمح بمرور الماء لداخل الفرشة المائية, وكمثال بسيط في كلميم مثلا يصب الماء العادم في وادي صياد ليخترقه وإلى البحر لمسافة حوالي 55 كلمتر.
البئر الذي يزود مدينة كلميم ونواحيها بالماء يقع أسفل أحواض الصرف الصحي وبلا شك فإن ذلك البئر يتسرب إليه الماء العادم من خلال الفرشة المائية وعبر وادي صياد.
وسبب كثرة مرض القصور الكلوي في العديد من مدن المغرب راجع بالدرجة الأولى إلى كون ماء الشرب غير صالح للشرب في الأساس وإن كان صالحا في زمن معين فهو ثلوث أخيرا.
لهذا وجب إجراء أبحاث وتحاليل على ماء الشرب كل سنة تقريبا على الأقل ومنع صرف مياه الصرف الصحي عبر الأودية بل لابد من مد القنوات وإلى البحر, على الأقل في المدن الساحلية وبالنسبة للمدن الداخلية وجب أن يوجه الماء العادم لسقي الغابات الغير المثمرة لخلق مناطق خضراء وفقط بلا إنتاج.
مثلا يصرف الماء بعيدا عن كل مدينة ويتجنب الأودية بالطبع فهي التي تتغذى منها الفرش المائية أما غير الأودية فمن الصعب أن تتشكل فيها الفرش المائية إلا بعد مئات السنين أو عشرات على الأقل.
توجيه المياه العديمة في المدن الداخلية لسقي الغابات مفيد نسبيا وسيجنبنا مخاطر استغلاله للفلاحة والإنتاج الفلاحي الذي سيعود علينا وبالا ولو بعد حين.
حاليا الكل يتحدث عن المنتجات (البيو) لكننا نستهلك المنتجات المسمومة والتي نسممها مع سبق الإصرار والترصد وكأننا نستقصد إفساد الصحة العامة لوطننا.
شرحت سابقا أنه من غير المنطقي استعمال الماء العذب للصرف الصحي وبديله متوفر لدينا وبوفرة, استعمال ماء البحر سيضمن لنا سدا من الماء العذب كل يوم وستكون قنواتنا بلا رائحة تقريبا وأحواض التجميع بلا رائحة ولن تتكون فيها الحشرات اللاسعة والخطيرة وسيكون علينا فقط أن ننقل ذلك الماء وإلى البحر.
علق علي معلق صرح أنه من خبراء الماء, مستهجنا مقالي في موقع أخبارنا المنشور تحت الرابط التالي:http://www.akhbarona.com/social/91352.html زاعما أنه سنحتاج إلى بنية تحتية جديدة.
انعدام الماء كما وقع حاليا في طانطان التي حرمت من الماء منذ أسبوع كامل, وما يلي ذلك من خطورة عدم صرف الفضلات البشرية على صحة المواطنين وداخل منازلهم, وما سيكلفهم ذلك من أموال وأنفس, هذا لا يهم المكتب الوطني.
وقد كتبت مقالا في هذا أسبوعين قبل وقوع الكارثة في طانطان نشر تحت الرابط التالي:http://www.hispress.info/238238.html . ورغم أن المكتب الوطني للماء والكهرباء أنفق في طانطان مبالغ خيالية في إنشاء وتسيير محطة لتحلية مياه البحر فقد كانت النتيجة صفر خلفه ألف صفر.
إني بحق أتعجب وأستغرب كيف يمكن لإنسان أن يسمح بإنفاق مبالغ خيالية على محطة لتحلية ماء البحر واستعداده لإنفاق مبلغ يومي في تزايد يوما بعد يوم ولا يتحكم فيه, ولا يكلف نفسه إنفاق نصف المبلغ لضمان الماء العذب وللجميع مواطنين وفلاحين.
حفر الثقوب في قلب الأودية الموسمية وتزويدها بمصفاة على شكل ضفيرة سيضمن الماء لكل المواطنين وسيكون الثقب المائي ذو فائدتين لاستخراج الماء ولإدخاله حال جريان الوادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق