"عايدة" ترتمِي في حضن والدتها البلجيكيَّة بعد سنة اختطاف بالمغرب
حبورٌ عارم أثثَ جنباتِ مطَار شارل لوروَا، في بروكسيل، أمسِ، وأنجلِيكَا تستلمُ ابنتهَا "عايدة"؛ التِي خطفهَا والدها قبل عامٍ ليذهبَ بها إلى المغرب، وهي لم تتخطَّ العامين من عمرها، ويبقيَ عليهَا لدَى جدَّيه في حيِّ مولاي رشيد بالدار البيضاء، بينما أقفلَ هو راجعًا إلى بلجيكَا، حيثُ اعتقلَ، على خلفيَّة اتهامهِ بالضلوعِ في مقتل مهاجرٍ مغربِي.
"عايدَة" التِي اهتدتْ بعدما أضحتْ قضيَّة رأيٍ عام في بلجيكا، استدعَى دخول جمعيَّات حقوقيَّة على الخط، اهتدتْ بالأمسِ إلى حضن والدتها، التِي فقدتْ بها كلَّ اتصالٍ منذ أنْ اختطفها الأب، وغادر بها التراب البلجيكي، دون إذنٍ من والده الذِي كان منفصلًا عن أمها، وهو ما جعلَ دموع الأمر تنهمرُ في جوٍّ من التأثر بتمكنها من إعادة ابنتها "لا أكاد أصدقُ أنَّ كلَّ شيءٍ قد انتهى، وأنَّ ابنتِي عادتْ بعد كلِّ ما حصل" تستطردُ أنجليكَا كروتنْ.
"العامُ الذِي مضَى كانَ شاقًّا علي، حيثُ صعبَ علي أنْ أعيشه وأنْ أتجاوز عن إبعادِي ابنتِي عنِّي قسرًا، أمَّا الآن فقدْ عادت إلى البيت، وباتَ بإمكاننَا أنْ نعيد ترتيب كلِّ شيءٍ من السفر، لنذرَ هذه التجربَة المروعَة وراءَنا، غير آبهِين بهَا".
بلوغ قصَّة الطفلَة المختطفَة "عايدَة" متهمَّها، يأتِي بعدما قادتْ الفاعلَة الجمعويَّة المغربيَّة كريمَة صافيَة، حملةً للتضامن مع الأم، والضغط على السلطات البلجيكيَّة للتحرك، كما جاءتْ على رأسِ وفدٍ حقوقِي وإعلامِي الشهر الماضِي، لإقناع جدة عايدة بتسليم الابنة إلى والدتها، قبل طرق باب القضاء، كحلٍّ أخير.
حيالَ رفضِ جدَّة "عايدة" في الدار البيضاء، تسليم الحفيدة إلى والدتها، وطرد العون القضائِي الذِي كنَ قد قصدَ البيت من أجل الحث على تسليمْ عايدة، كانتْ الجمعويَّة صافية، قدْ أفادتْ لهسبريس أنَّ مسألة عودَة الطفلة المختطفة إلى والدتها، باتت مسألة وقت لا أكثر، على اعتبار أنَّ الجدَّة اعترفت بإيوائها، فيما يخولُ القضاء حقَّ الحضانة إلى الأمِّ البلجيكيَّة.
إلى ذلك، يرجعُ اختطافُ الطفلة عايدة، البالغة من عمرها اليوم، سنواتٍ ثلاث، إلى شنآنٍ بين والديها، نجمَ عنه انفصالٌ، فكر والدها "رشيد" على إثره، أنْ يخطفها إلى المغرب، ويبقيها مع والديه، سيمَا أنَّه كانَ يدرك قرب دخوله السجن، بعدمَا بدأتْ تهمة قتل مغربِي في بلجيكا تطارده، بيدَ أنَّه أوجدَ نفسه مطوقًا بتهمةٍ إضافيَّة في السجن، مضافةً إلى القتل، وهي الخطف، الأمر الذِي راسلهُ جمعويُّون بشأنه، ودعوهُ إلى أنْ يتصلَ بوالدته ويطلب منها إعادة الابنة إلى والدتها، وهو ما كانَ بأمرٍ قضائِين وتحركٍ حقوقِي واسعٍ ببلجيكَا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق