بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 10 فبراير 2014

اختيار الرياضي كان بناء على استفتاء لجنة الخبراء بالأمم المتحدة


الرياضي

قبل أن تتسلم خديجة الرياضي جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بنيويورك، جاء في بيان الأمم المتحدة بشأن الجائزة:
«إن اختيار الرياضي كان بناء على استفتاء لجنة الخبراء بالأمم المتحدة، والتي تضُم خبراء دوليين وأعضاء منظمات دولية غير حكومية، كونها فاعلة في مجال حقوق الإنسان، وناضلت من أجل الحرية والعدالة».
خديجة الرياضي، الناشطة الحقوقية اليسارية، وخريجةالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي،
نذرت حياتها، منذ ثلاثين عاما، لخدمة القضايا الحقوقية.. المرأة الأمازيغية ابنة تارودانت، ستصل في أبريل 2007 إلى رئاسة
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وقد أحد وصولها إلى قيادة أكبر منظمة حقوقية في المغرب
تحولا نوعيا في نشاط الجمعية التي أصبحت رقما صعبا في المعادلة، ومرصدا حقيقيا معتمدا لمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان، حيث تبنت الجمعية الدفاع عن معتقلي الرأي، وفتحت مقرها بالرباط لاحتضان أنشطة حقوقية تدافع عن المعتقلين. جرأتها لم تتوقف عند هذا الحد، بل ستخرج خديجة الرياضي في الربيع العربي معلنة انخراطها في حركة 20 فبراير وتبني مطالبها. وأثناء الوقفات والمسيرات الاحتجاجية، وخلال ترؤسها للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، تعرضت الرياضي مرات عديدة للاعتقال ثم التعنيف على يد الشرطة، وتعد صورتها وهي تقاوم القمع الأمني أمام البرلمان أيقونة حقوقية اشتهرت بها عبر أنحاء العالم. خديجة الرياضي تشغل حاليا منصب منسقة الائتلاف الحقوقي، وهو عبارة عن غير حكوميةبالمغرب.


في صيف 2012، وبمناسبة الاحتفال بمرور 33 سنة على تأسيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، خلال ندوة نظمتها الجمعية الحقوقية حول «الحريات ودور الحركة الحقوقية في المغرب»، ستفجر خديجة رياضي قنبلة من العيار الثقيل، حين ستطالب علانية بضرورة ضمان واحترام كافة الحقوق الفردية، ومنها الحرية الجنسية وحرية الاعتقاد وحرية تملك الجسد، وذلك بإلغاء الفصل 490 من القانون الجنائي المغربي، الذي يعاقب على إقامةعلاقةجنسيةبين رجل وامرأةخارج العلاقة الزوجية القانونية،كما طالبت بضمان ممارسة الحرية الجنسيةبين رجل وامرأة راشدين بالتراضي بينهما، واعتبرت هذا حقا من حقوق الإنسان، يدخل في إطار حق تملك الجسد الذي هو شأن فردي.


خروجها هذا ألب عليها التيارات الإسلامية، وعددا من الدعاة، ووصفت تصريحاتها بالدخيلة على مجتمعنا، واتُّهمت خديجة باستنساخ النموذج الغربي الكافر والمارق، والتشجيع على الرذيلة، وكان من أبرز من تصدى لها القيادي في حزب العدالة والتنمية، المقرئ الإدريسي أبو زيد، الذي وصف تلك المطالب بالقول: «هي تقليد حرفي ممسوخ للعقلية والقيم الغربية، وهل أدت تلك التغييرات فعلا إلى تحسين العلاقات الاجتماعية والأسرية والنفسية في البلدان الغربية؟».


ترأست خديجة الرياضي اللجنة التي تبنت الدفاع عن الصحفيعلي أنوزلاعندما تم اعتقاله في سبتمبر 2013، ورغم فوزها بالجائزة الأممية، مازالت خديجة مناضلة صامدة تستفيق باكرا لتتابع ملفات الانتهاكات الحقوقية، وتحمل حقيبتها ومعها ملفاتها في جولات داخل المغرب وخارجه من أجل الدفاع عن مبادئها التي اضطهدت من أجلها.

ليست هناك تعليقات: