أشاد المبعوث الخاص للاتحاد الأوربي لدول جنوب المتوسط، برناردينو ليون، بالتجربة السياسية للمغرب منذ حصوله على الاستقلال، والتي تتسم بالانفتاح والإيمان بالتعددية الحزبية ومواصلة البناء التدريجي للديمقراطية، مؤكدا أن المغرب "لم يعش الربيع العربي، ولا يشكل جزءا من بلدان الربيع العربي".
وأفاد برناردينو، في كلمة ألقاها اليوم عند اختتام ندوة "الربيع العربي، لحظات التغيير" بالعاصمة الأندلسية إشبيلية، بأن ما يميز المغرب عن غيره من البلدان التي شهدت الربيع العربي، أن هذه الأخيرة "لجأت إلى خيار العنف والمواجهات الدموية من أجل تحقيق الديمقراطية، عكس المغرب الذي اعتمد خيار الديمقراطية التدريجي الآمن".
وأوضح المسؤول الأوروبي، في الندوة التي نظمتها مؤسسة الثقافات الثلاث لحوض البحر الأبيض المتوسط والوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج، أن المغرب اعتمد بعد استقلاله نظام التعددية الحزبية، وسمح للأحزاب بممارسة أنشطتها في العلن".
وأشار المتحدث إلى ما قام به المغرب من تعزيز لمساره الديمقراطي سنة 1989 بتنصيب الملك الراحل الحسن الثاني لأول حكومة للتناوب التوافقي برئاسة عبد الرحمان اليوسفي، مبرزا أن مسلسل الديمقراطية متواصل باستمرار وبشكل تدريجي في عهد الملك محمد السادس".
وأعاب المسؤول ذاته على الأوربيين تسرعهم في الأحكام الصادرة في حق المجتمعات العربية التي انتفضت في وجه الأنظمة الديكتاتورية مطالبة بالديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث قال إن "المسلسل الديمقراطي يتطلب الوقت الكافي واللازم لإرساء دعائمه، ففي أوربا هناك بلدان فقط يعتبران ديمقراطيان بشكل أجود، ويتعلق الأمر بالدانمرك وسويسرا".
وعرفت ندوة "الربيع العربي" مشاركة رئيس مؤسسة الثقافات الثلاث لحوض البحر الأبيض المتوسط ومستشار الملك، أندري أزولاي، ورفائيل إيسكوريدو، رئيس الحكومة المحلية لإقليم الأندلس سابقا، ومسؤولين وحقوقيين مغاربة ونشطاء ومدونين من سورية ومصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق