بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 11 فبراير 2014

السفير الفرنسي بالمغرب يوشحُ عائشَة الشنَّا بوسام "جوقة الشرف"

السفير الفرنسي بالمغرب يوشحُ عائشَة الشنَّا بوسام "جوقة الشرف"
"السيدَة عائشة الشنَّا؛ باِسم رئيس الجمهوريَّة الفرنسيَّة، وبمقتضَى السلط المعهود بها إلينا، نمنحكُم وسام جوقة الشرف من درجة فارس"، تحتَ تصفيقَاتِ حارَّة من حضورٍ ضمَّ سياسيِّين وديبلوماسيِّين، وشَّحَ السفير الفرنسي لدَى الرباط، شارل فرِيس، الناشطَة الجمعويَّة، عائشَة الشنَّا، فِي إقامَة السفارة بالعاصمَة الرِّبَاط، مساء أمس.
الحفلُ الذِي دعيَ إليه ديبلوماسيُّون معتمدُون بالرباط، وحضرته الوزيرة السابقة للمرأة، نزهة الصقلِي، ورئيسة بيت الحكمة، خديجة الرويسي، والشاعر صلاح الودِيع، بدَتْ فيه الشنَا جدَّ متأثرَة، وهيَ تلقِي كلمة، عرجتْ فيها على مسار الخوضِ فِي موضوع شائك، وكيفَ أنَّ إيمانَها بحقِّ أبناء الأمهات العازبَات في الكرامة، ما كانَ ليتأثَّر، رغم أيِّ مسوغٍ.
"إنه أمرٌ يبعث على السعادة، أحاسيس كثيرة بعد 50 سنة من النضال، ومن العمل اليومي وكثير من خيبات الأمل، والحبور، أنْ يأتي هذا الاعتراف، مرَّة أخرى من فرنسا، التي تدعم التحرك لأجل الأطفال، وردٌّ على كل من يقولون إنني أشجع الدعارة، لأنَّ أولئك الأطفال، الذِي أدافع عنهم قدْ يكونون أبناءكم"، فإمَّا أنْ نضعَ أيدينا فِي أيادِي بعضنا، ونواجه مشاكل حقيقيَّة تجابهنا، لنرسي دعائم مجتمعٍ أكثر عدالة وإنسانيَّة، وإمَّا أن نغض الطرف ولا نقبل برؤية واقعٍ على مقربةٍ منا، وثقُوا بِي أنَّ ما ننساهُ اليوم، سيكلف المجتمع ثمنًا باهضًا في الغد" تقول الشنا في تصريحٍ صحفي.
وتابعت المتوجة "بعدمَا هوجمتْ، لنْ أقول من الإسلاميين، لكن بالأحرى من المتطرفِين، الذِي رأوْا أنني أشجعُ الدعارة، في حين أنني لا أقوم بشيء سوى الدفاع عن الأمهات، بكل بساطة، وعن حق الطفل في أن يعيش مع والدته، كان ثمَّة تضامن، وذلك بفضل الإعلام الذِي واكبني منذ فترة طويلة، حيث إنني اشتغلتُ مع الصحفيين منذ سنوات الستينات، ونودِي عليَّ القصر الملكي حيث وشحنِي العاهل محمد السادس، وقال لِي "أنا أعرفك، وأتابعك، وأعرف ما تقولين وما تكتبين وما يقال عنك، وأنا أدعمك".
من جانبه، ذكَّر السفير الفرنسي لدى الرباط، شارل فريس، بوثوق الصلَة بين عائشَة الشنا، وفرنسا، ومتابعتها الدراسة الابتدائيَّة في المدرسة الفرنسيَّة "فوشْ"، قبل أنْ تتابع تحصيلها في ثانويَّة "جوفر" بالدار البيضاء، وتتخرجَ لاحقًا من مدرسة التمريض.
"السيدة عائشَة؛ إرادتك لتأسيس جمعيَّة "التضامن النسوِي"ن كان ثمرةَ إحساسكِ بالفظاعة تجاه ما كانت الأمهات العازبات يلاقينه، كما كان نابعًا من عدم تقبل المصير غير العادل الذِي كان ينتظر أبناءَهن في المجتمع، فنحوتُ بما كانَ لك إرادة للتحرك بشجاعة، وبكل قواك، لمجابهة الظاهرة". يستطردُ فريس.
المتحدث ذاته، أردفَ أنَّ دعم عائشَة لمْ يقفْ عند حدود المغرب، وجاوزه إلى الصعيد العالمي، محِيلًا إلى ظفرها بجائزة الجمهوريَّة الفرنسيَّة لحقوق الإنسان، سنة 1995، كما كانَ من بين الفاعلِين الجمعويِّين الذِين كانُوا فِي لقاء الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، لدى زيارته الأخيرة إلى المغرب، أبريل الماضي.

ليست هناك تعليقات: