بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 31 يناير 2014

تدبير شؤون البشر بقوانين علوم الحياة

بودريس درهمان
"لعن الله قوما ضيعوا الحق بينهم"


الفرنسي ادوارد تولوز ‏‎(1947-1865)‎‏ الذي أحب الصحافة ومارسها في ‏البداية حيث أمدها بأكثر من ‏‎ 4000‎ مقالة متنوعة. هذا العالم السلوكي ‏والصحافي المراس حلم بمشروع علمي سياسي هائل أطلق عليه البيوقراطية. ‏يعرف تولوز البيوقراطية كالتالي:"هي تدبير لشؤون البشر بقوانين علوم الحياة"، ومثله في هذا مثل جميع العلماء والمنظرين السلوكيين الذين يحلمون ‏بتحويل التاريخ والمجتمع إلى قوانين علم البيولوجيا، وهذا ما نجح فيه المحافظون الجدد ‏إلى حد بعيد حينما استطاعوا تحويل مركز اهتمام الشعوب من قضايا الفقر و ‏الديمقراطية إلى قضايا يستطيع فيها الوعي الشقي لهذه الشعوب الجمع بين ‏فيروسات انفلوانزا الخنازير و فيروسات الإرهاب القاتل..‏
لقد استطاع ادوارد تولوز المناضل اختراق المجال السياسي كما فعل غيره ‏من العلماء والمفكرين السابقين، من أمثال المؤرخ أرنست رينان(1823-‏‏1892)الذي يعتبر الأب الروحي للجمهورية الفرنسية الثالثة أو ما يصطلح ‏عليه
بالجمهورية التربوية. ‏استطاع تولوز أن يلف حوله مجموعة من الجمعيات والسياسيين واستطاع ‏بهذه الطريقة أن يخترق المجال السياسي الحكومي. مما ساعده على تأسيس:‏
‎·‎ جمعية للتطهير الجنائي
‎·‎ عصبة الوقاية والتطهير الذهني
بفضل هذه الجمعيات وغيرها استطاع تولوز إحداث تغييرات مهمة على ‏مستوى البنية التشريعية الفرنسية، بل يعتبره البعض هو عراب المؤسسات ‏الأمريكية بداخل فرنسا آنذاك، خاصة على مستوى التعريف بالنجاحات ‏الباهرة التي عرفتها المؤسسة العسكرية الأمريكية حينما أقدمت سنة ‏‎1916‎على تطبيقروائز تقويمية. لقد خصص ادوارد تولوز سنة‎1920‎‏ ‏لوحدها آنذاك12مقالا صحافيا يشيد فيه بما تحقق في الولايات المتحدة ‏الأمريكية وألمانيا. ‏

ليست هناك تعليقات: