![]() |
بودريس درهمان "لعن الله قوما ضيعوا الحق بينهم" |
الفرنسي ادوارد تولوز (1947-1865) الذي أحب الصحافة ومارسها في البداية حيث أمدها بأكثر من 4000 مقالة متنوعة. هذا العالم السلوكي والصحافي المراس حلم بمشروع علمي سياسي هائل أطلق عليه البيوقراطية. يعرف تولوز البيوقراطية كالتالي:"هي تدبير لشؤون البشر بقوانين علوم الحياة"، ومثله في هذا مثل جميع العلماء والمنظرين السلوكيين الذين يحلمون بتحويل التاريخ والمجتمع إلى قوانين علم البيولوجيا، وهذا ما نجح فيه المحافظون الجدد إلى حد بعيد حينما استطاعوا تحويل مركز اهتمام الشعوب من قضايا الفقر و الديمقراطية إلى قضايا يستطيع فيها الوعي الشقي لهذه الشعوب الجمع بين فيروسات انفلوانزا الخنازير و فيروسات الإرهاب القاتل..
لقد استطاع ادوارد تولوز المناضل اختراق المجال السياسي كما فعل غيره من العلماء والمفكرين السابقين، من أمثال المؤرخ أرنست رينان(1823-1892)الذي يعتبر الأب الروحي للجمهورية الفرنسية الثالثة أو ما يصطلح عليه
بالجمهورية التربوية. استطاع تولوز أن يلف حوله مجموعة من الجمعيات والسياسيين واستطاع بهذه الطريقة أن يخترق المجال السياسي الحكومي. مما ساعده على تأسيس:
· جمعية للتطهير الجنائي
· عصبة الوقاية والتطهير الذهني
بفضل هذه الجمعيات وغيرها استطاع تولوز إحداث تغييرات مهمة على مستوى البنية التشريعية الفرنسية، بل يعتبره البعض هو عراب المؤسسات الأمريكية بداخل فرنسا آنذاك، خاصة على مستوى التعريف بالنجاحات الباهرة التي عرفتها المؤسسة العسكرية الأمريكية حينما أقدمت سنة 1916على تطبيقروائز تقويمية. لقد خصص ادوارد تولوز سنة1920 لوحدها آنذاك12مقالا صحافيا يشيد فيه بما تحقق في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق